تعمل شركة الذكاء الاصطناعي "Osmo" على تحقيق حلم يعود إلى الستينيات، عندما قدم هانز لاوبي للعالم مفهوم "سينما الروائح"، حسبما ذكر موقع cointelegraph الأمريكي المهتم بالشئون الرقمية.
موضوعات مقترحة
إلا أن الهدف هذه المرة ليس الترفيه فقط، بل تحسين حياة البشر في كل مكان من خلال تعليم الحواسيب كيفية تفسير الروائح.
تجمع تقنية Osmo بين العلوم والهندسة المتقدمة بهدف بسيط ولكنه طموح: بناء ذكاء اصطناعي يمكنه التعامل مع الروائح مثلما يتعامل ChatGPT من OpenAI وGemini من Google مع الأصوات والصور.
الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه "الشم"
تعليم الحواسيب كيفية استشعار الروائح الحية ليس بالأمر البسيط. فعلى عكس الكاميرات والميكروفونات التي تتيح للحواسيب الرؤية والسمع، لا يوجد جهاز مكافئ يمنح الحواسيب القدرة على "الشم". فالأجهزة الحسية المتاحة حالياً مثل أجهزة تحليل التنفس تحتاج إلى ضبط دقيق للكشف عن جزيئات معينة فقط.
وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي. تهدف Osmo إلى تعليم الحواسيب كيفية تحديد الروائح بناءً على الأنماط الجزيئية. لكن هذه المهمة ليست سهلة، حيث لا يوجد "خريطة روائح" يمكن للذكاء الاصطناعي دراستها.
وخلق مجموعة بيانات تحتوي على أمثلة مُعلمة من الروابط الجزيئية كان تحدياً هائلاً.
وأوضح أليكس ويلتشكو، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة Osmo والمهندس السابق في Google، في حديثه لـ CNBC أن عملية الكشف والتعرف تتطلب دقة بالغة، حيث يمكن لتغيير صغير في الجزيء أن يحول رائحته من الورود إلى البيض الفاسد.
مساعدة البشرية
قد لا تبدو إعادة إحياء "سينما الروائح" أمرًا ضروريًا في البداية، ولكن الشركة تأمل في بناء نظام يمكنه تحقيق إنجازات خارقة في مجال الروائح، مثل القدرة على استشعار وجود أمراض معينة مثل السرطان أو أعراض مرتبطة بمرض السكري.
ويأمل الفريق أيضًا في تطوير طريقة لإعادة تكوين الروائح باستخدام التخليق الجزيئي، مما سيسمح للحواسيب بنقل الروائح عبر الإنترنت بشكل يشبه "الانتقال الفوري".
يمكن أن يصبح الشم جزءًا من عالم التسويق والعلامات التجارية في المستقبل، حيث ستحتاج الشركات إلى اختيار الروائح التي تمثل علامتها التجارية بشكل مثالي.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما هي الرائحة التي ستمثل العملات الرقمية بأفضل شكل؟