استطلاعات الرأي التي تم إجراؤها مؤخرًا أظهرت أن نائبة الرئيس كامالا هاريس نجحت في إعادة أربع ولايات من "حزام الشمس" إلى المٌنافسة؛ وذلك بعد أن كان من المٌتوقع أن تٌحسم نتيجتها لصالح الرئيس السابق ترامب المٌرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية المٌزمع إجراؤها في شهر نوفمبر المٌقبل..
وفي استطلاعات رأي سابقة ظهرت النسب مٌتقاربة بين هاريس وترامب في الولايات سريعة النمو والمتنوعة مثل أريزونا وجورجيا ونيفادا ونورث كارولاينا والمعروفة باسم "حزام الشمس" وهي ولايات حاسمة بدا أن ترامب في طريقه إلى التفوق فيها قبل بضعة أسابيع فقط..
وتُظهر استطلاعات الرأي الجديدة من صحيفة "نيويورك تايمز" وكلية "سيينا" مدى سرعة هاريس في إعادة تشكيل السباق الانتخابي ودفع "حزام الشمس" إلى مركز خريطة الولايات المتأرجحة ووفقا للصحيفة تتقدم هاريس الآن على ترامب بين الناخبين المٌحتملين في أريزونا بنسبة 50% مقابل 45%، بل وكذلك تفوقت عليه في نورث كارولاينا؛ وهي الولاية التي فاز بها ترامب قبل أربع سنوات، بينما قلصت تقدمه بشكل كبير في جورجيا ونيفادا.
وتٌقدم استطلاعات الرأي الجديدة بحسب الصحيفة المزيد من الأدلة على أن هاريس نجحت في تعزيز أجزاء من القاعدة الديمقراطية التي كانت تتردد بشأن دعم بايدن لعدة شهور خاصة الناخبين الأصغر سنًا وغير البيض والإناث، وتعادل ترامب وهاريس بنسبة 48% في المتوسط في الولايات الأربع في منطقة "صن بيلت" أو "حزام الشمس" في استطلاعات الرأي التي أجريت في الفترة من 8 إلى 15 من الشهر الجاري، ويٌعتبر هذا تحسٌنًا كبيرًا للديمقراطيين بالمٌقارنة بشهر مايو الماضي؛ حيث تقدم ترامب على بايدن بنسبة 50% مقابل 41% في أريزونا وجورجيا ونيفادا في المجموعة السابقة من استطلاعات الرأي التي أجرتها نيويورك تايمز/سيينا على ولايات "حزام الشمس"، والتي لم تشمل ولاية نورث كارولاينا، ويٌعتبر التعادل في هذه الولايات الأربع ليس خبرًا سارًا لترامب ويٌعتبر تحولًا هائلًا عن وقت سابق من السباق الرئاسي..
وفي الأسبوع الماضي أظهرت استطلاعات الرأي أن هاريس تقدمت على ترامب بهامش ضيق في الولايات الثلاث المتأرجحة الشمالية ميتشجان وبنسلفانيا وويسكونسن، وتٌعتبر هذه الولايات عمومًا المحور الرئيسي لأي مسار ديمقراطي إلى المكتب البيضاوي ويٌمثل "حزام الشمس" مجموعة أساسية من الولايات لترامب بينما يوفر طريقًا ثانيًا مٌحتملًا لهاريس للحصول على 270 صوتًا في المجمع الانتخابي اللازمة للفوز بالرئاسة وأظهرت الاستطلاعات الاخيرة أن ترامب تقدم في جورجيا بنسبة 50٪ مقابل 46٪، وفي نيفادا حصل على 48٪ مقارنة بـ 47٪ لهاريس.
وفي عام 2020 حصلت هاريس على 49% من أصوات الناخبين المحتملين مقابل 47% لترامب في ولاية نورث كارولاينا وهي الولاية الوحيدة من بين الولايات السبع الرئيسية التي فاز بها في عام 2020، كما تٌظهر استطلاعات الرأي بعض المخاطر التي تواجهها هاريس خلال حشدها الديمقراطيين لدعم ترشيحها، سينظر المزيد من الناخبين المٌسجلين إليها على أنها ليبرالية للغاية (43%)، مقارنة بأولئك الذين يقولون إن ترامب محافظ للغاية (33%).
وفي الوقت الحالي تتقدم هاريس على ترامب بين الناخبين المستقلين المنتقدين، وتأتي النتائج الجديدة بعد فترة مٌضطربة استمرت لشهرين؛ حيث استبدل الديمقراطيون هاريس ببايدن بعد أدائه السيئ في المناظرة، وفي هذه الأثناء نجا ترامب من محاولة اغتيال، وعاد بشكل دراماتيكي في مؤتمر حزبه.
وينٌظر كلا الحزبين إلى الفترة الحالية كنقطة تحول محتملة، ويٌصبان عشرات الملايين من الدولارات في الإعلانات في الولايات المتأرجحة؛ لتشكيل تصورات الناخبين، بينما يستعد الديمقراطيون للتجمع الأسبوع المقبل لمؤتمر حزبهم في شيكاجو.
وتُظهِر استطلاعات الرأي أن الناخبين الديمقراطيين متحمسون الآن لسباق 2024، بعد أن أصبحت هاريس المرشحة؛ حيث قال 85% من ناخبيهم إنهم متحمسون إلى حد ما على الأقل للتصويت هذا الخريف، وهو ما يٌطابق تقريبًا مستوى حماس الناخبين لترامب.
والأغلبية العٌظمى من الناخبين الديمقراطيين والجمهوريين المٌسجلين راضون الآن عن اختيارهم للمرشحين، وهذا تغيير ملحوظ عن شهر مايو عندما كان الجمهوريون أكثر رضا من الديمقراطيين.. وللحديث بقية.