بينما يلتقط العالم وأنظمته الصحية والاقتصادية أنفاسهم من تبعات وباء "فيروس كورونا"، سرعان ما سيطر الترقب والحذر من مخاوف تجدد ظهور جائحة جديدة وهي "الأمبوكس" أو "جدري القردة"، والذي أخذ معدل انتشاره إصابات في الزيادة داخل إفريقيا، في وضع يشكل تهديدًا على الدول المجاورة والصعيد العالمي.
موضوعات مقترحة
إعلان حالة الطوارئ من قبل منظمة الصحة العالمية
وتزايدت حدة الحذر مع إعلان منظمة الصحة العالمية مرض "جدري القردة"، كحالة طوارئ عالمية بعد تفشيه في الكونغو وعدد من الدول الإفريقية يصل إجمالي عددها إلى 13 دولة داخل القارة، وأدت إلى إصابة 14 ألف شخص ووفاة أكثر من 500 شخص حتى الآن، وفقًا لإحصائيات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية الإفريقية، مع تصريحات متداولة بانتشار شكل جديد من الفيروس يصيب الأطفال والبالغين على السواء.
طرق انتقال جدري القردة بين البشر
وفي هذا الإطار، يوضح الدكتور حمدي إبراهيم، استشاري الحميات ورئيس الرعاية المركزة بحميات إمبابة، تعتبر المخالطة والتلامس المباشر مع المصاب بالجلد والأغشية وسوائل الجسم أهم طرق انتقال جدري القردة بين البشر، سواء عن طريق التعرض للرذاذ أثناء التحدث أو التنفس، أو عن طريق التلامس الجلدي باللمس أو الاتصال الجنسي، وكذلك يمكن أن ينتقل من الأم للجنين عبر المشيمة.
وتابع من أهم مصادر العدوى التي يجب الانتباه إليها هي المتعلقات الشخصية والملابس والأشياء والأسطح التي يلمسها شخص مصاب، وذلك نتيجة قدرة الفيروس التواجد على هذه الأسطح لبعض الوقت مسببًا انتقال العدوى، خاصة إذا كان مصابًا بجرح أو خدش أو لمس عينيه أو أنفه أو فمه أو أغشية مخاطية أخرى دون غسل يديه أولًا.
جدري القردة فترة حضانة فيروس جدري القردة
وكشف استشاري الحميات ورئيس الرعاية المركزة بحميات إمبابة، عن الأعراض التي عادة ما تظهر على المصاب؛ حيث تتراوح مدة ظهورها من 3 إلى 17 يومًا من التعرض للعدوى وبالفيروس، موضحًا أن تلك الفترة تسمى حضانة الفيروس، وخلالها يظل المريض مصدرًا لعدوى الآخرين حتى تمام الشفاء واختفاء الطفح الجلدي والقشور تمامًا.
مراحل الإصابة بفيروس جدري القردة
ويشير الدكتور حمدي، إلى إمكانية تقسيم فترة الأعراض إلى مراحل، تبدأ المرحلة الأولى بارتفاع درجة حرارة الجسم والشكوى من الصداع وآلام العضلات والظهر مع شعور عام بالتعب؛ حيث يصاحب ذلك تورم الغدد الليمفاوية، والتي تعد من أهم ما يميز الإصابة بجدري القرود عن الجديري المائي، مستكملا ثم تبدأ المرحلة الثانية بظهور الطفح الجلدي، بعد مرور يوم إلى ثلاثة أيام منذ ارتفاع الحرارة. ويتركز الطفح في 95% من الحالات في الوجه، ثم ينتشر لباقي الجسم ويتطور خلال 10 أيام، وتمتد إلى حول الفم والعينين واليدين وباطن القدمين والمناطق التناسلية، ويعتبر طوال هذه الفترة المريض معديًا لمن يخالطه، ثم تأتي المرحلة الثالثة وهي عبارة عن جفاف التقرحات الجلدية وتساقط القشور وتتكون طبقة جديدة من الجلد تحتها، وتشفى جميع القروح في فترة تتراوح من 2 إلى 4 أسابيع.
جدري القردةهل هناك متحورات لـ"فيروس جدري القردة"؟
وأضاف على الرغم من تناقل الأخبار عن ظهور شكل جديد من الفيروس أشد في حدة الإصابة وزيادة احتمالية الوفاة. فالمعلومات المؤكد عن الفيروس حتى الآن وجود فصيلتين، الفصيلة الأولى تعرف بغرب إفريقيا؛ حيث تستوطن هذه الدول، وتمتاز بأعراضها المرضية الخفيفة.
أما الفصيلة الثانية فتعرف بوسط إفريقيا وتكون أعراضها المرضية شديدة، لافتًا إلى جانب التشخيص الإكلينيكي عادة ما يتم تأكيد الإصابة بالتشخيص المعملي من خلال إجراء اختبار "بي سي آر" أو مزرعة الفيروسات، إلا أنه ينصح بمسارعة زيارة الطبيب فور ظهور طفح جلدي مستجد أو أي من أعراض جدري القرود.
ما هو السبب وراء انتشار فيروس جدري القردة؟
وفي السياق ذاته، يرجع الدكتور عمرو عبدالفتاح، أستاذ الأمراض المشتركة بكلية الطب البيطري جامعة المنصورة، السبب وراء انتشار فيروس جدري القردة، هو استخدام القرود أو القوارض كعائل، فمن من المتعارف عليه أن الفيروس يمكنه التواجد في البيئة المفتوحة لفترة محدودة، ولكن بدون قدرة على النشاط أو مضاعفة نفسه إلى أن يصيب عائلًا فتتضاعف خلايا الفيروس، ومن ثم يصبح قادرًا على الانتقال إلى عائل آخر محدثًا عدوى؛ سواء كان حيوانًا آخر أو بشرًا.
جدري القردةكيفية انتقال العدوى من الحيوان المصاب للإنسان
ولفت أستاذ الأمراض المشتركة، إلى إمكانية انتقال العدوى الفيروسية للإنسان من الحيوان المصاب نتيجة التعرض المباشر للعض أو الخدش أو ملامسة الطفح الجلدي أو السوائل التي تفرز من أجسام القردة والقوارض المصابة، أو عن طريق غير مباشرة نتيجة وهو تناول لحوم الحيوانات غير المطهية، استعمال منتجات الجلود المصنوعة من حيوانات مصابة التي تنتشر في بعض المجتمعات داخل إفريقيا.
الفئات الأكثر عرضه للإصابة بـ"جدري القردة"
وأوضح الدكتور عمرو عبدالفتاح، أن أكثر الفئات عرضة للإصابة بـ"جدري القردة" والتأثر بمضاعفاتها هم حديثي الولادة والأطفال وكبار السن والحوامل وذوي الأمراض المزمنة، مشيرًا إلى أن معدلات الوفاة بين المصابين من 1 إلى 10%، وبخاصة بين صغار السن.
جدري القردةهل يمكن الشفاء من فيروس جدري القردة؟
ولفت أستاذ الأمراض المشتركة، إلى أن "جدري القردة" مرض يمكن الشفاء منه، في معظم الحالات، إذ تختفي أعراض جدري القردة من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة من خلال الرعاية الداعمة، مثل الأدوية المخففة للألم أو الحرارة وعلاجات الالتهابات الجلدية، إلا أن التخوف من تطوره لدي بعض الفئات السابقة ذكرهم إلى مضاعفات شديدة وربما الوفاة، والتي قد تتضمن حدوث عدوى بكتيرية ثانوية في الجلد أو حالات عدوى الدم والرئتين، موضحًا يمكن أن تشمل المضاعفات العدوى البكتيرية الشديدة الناجمة على التهاب الدماغ أو القلب أو الالتهاب الرئوي ومشاكل العيون، مما يستدعي الدخول إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية الملائمة.
موضوعات قد تهمك: