Close ad

صفقة ماعز مقابل صواريخ عابرة للقارات!

18-8-2024 | 14:01

باستثناء بيونج يانج، لا أحد يشك في النيات الصادقة لرؤية التوحيد، التي طرحتها سول يوم الخميس الماضي، بهدف فتح قناة حوار رسمية بين الكوريتين، وتوسيع نطاق وصول الكوريين الشماليين للمعلومات الخارجية، فهل من سبيل لنجاحها؟

مبادرة سول التصالحية تجاه الشطر الشمالي تعتبر مجرد تحديث لرؤية كانت قد طرحتها إدارة الرئيس الكوري الجنوبي الأسبق، كيم يونج-سام، في عام 1994، بغية تحقيق المصالحة وإقامة "كومنولث" كوري، واستكمال دولة الوحدة. 

حكومة الرئيس الكوري الحالي، يون صوك-يول، تنتظر-بفارغ الصبر- ردًا إيجابيًا من بيونج يانج، متطلعة لاستئناف قنوات الاتصال، وإعادة الخطوط العسكرية الساخنة، وتدشين "مجموعة عمل"، تتركز مهمتها في مناقشة أي قضية، بدءًا من تجنب الكوارث وتغير المناخ، إلى التعاون الاقتصادي والتبادل الشعبي والثقافي، ومناقشة القضايا الإنسانية المعلقة مثل الأسر المشتتة وأسرى الحرب والمختطفين. 

أي مراقب للتوترات التصعيدية الخطيرة بشبه الجزيرة الكورية، يمكنه توقع رد فعل سلبي من جانب بيونج يانج على مبادرة سول التصالحية، الأخيرة، استنادًا لوصف الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، للشطر الجنوبي بأنه "عدو رئيسي ثابت"، وإرسال آلاف البالونات المحملة بالنفايات عبر الحدود، ورفضه لـ "مبادرة جريئة"، مماثلة، طرحتها سول منذ عامين، تضمنت تقديم مساعدات اقتصادية سخية، مقابل خطوات لنزع السلاح النووي، والأهم ما تشهده المنطقة من تطورات.

ميدانيًا، تنطلق غدًا، الإثنين ولمدة 10 أيام، المناورات السنوية المشتركة "درع الحرية أولتشي" بين جيشي كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، واضعة في الاعتبار "سيناريو الحرب الشاملة"، وإمكانية استخدام كوريا الشمالية للأسلحة النووية.

بيونج يانج تعتبر المناورات الكورية-الأمريكية المشتركة استفزازًا خطيرًا، وبأنها "بروفة" لغزو أراضيها، ولذلك، تؤكد -كوريا الشمالية- مواصلة تطوير برامجها الصاروخية والنووية بهدف الردع، وأطلقت 37 صاروخًا باليستيًا العام الحالي.

المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، باتريك رايدر، صرح بأن سول وواشنطن تدرسان خطة لإنشاء قيادة عسكرية مشتركة جديدة تكون مسئولة عن العمليات الخاصة، لتعزيز الردع ضد التهديدات الصاروخية والنووية الشمالية المتزايدة.

أيضًا، تخطط كوريا الجنوبية لمراقبة الشطر الشمالي –بإحكام- من خلال شبكة أقمار اصطناعية مستقلة للتجسس، يصل عددها إلى 5 أقمار بحلول عام 2025. 

في أول إفادة صحفية لوزير الدفاع الكوري الجنوبي الجديد، كيم يونج-هيون، قال: "الوضع الأمني في الداخل والخارج أكثر خطورة من أي وقت مضى". 

وعندما سئل عن إمكانية تطوير سول لأسلحة نووية خاصة بها، وسط دعوات للتسلح النووي لردع الشمال، قال: "الرد على التهديدات النووية الكورية الشمالية على أساس الردع الموسع والمظلة النووية هو المعيار"، في إشارة إلى التزام الولايات المتحدة بتعبئة كامل قدراتها العسكرية، بما في ذلك النووية، للدفاع عن حلفائها.

الوزير كيم أضاف: "عندما ننظر إلى سلامة الشعب كأولوية قصوى، وإذا تقرر أن ذلك لا يكفي للتعامل مع التهديدات النووية الشمالية، فإن جميع الوسائل مفتوحة".

في استطلاع للرأي أجرته شبكة كي بي إس الإعلامية، جاء أن نحو 90% من الكوريين الجنوبيين لديهم مشاعر سيئة تجاه النظام في كوريا الشمالية، بزيادة 6 نقاط مئوية عن العام السابق، وسط مخاوف أمنية متزايدة بشبه الجزيرة الكورية. 

مشاهد التعبئة الشعبية السلبية السائدة في سول، وما يضاف إليها من تصريحات رسمية، ومناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة، تحمل شعار "سيناريو الحرب الشاملة"، ترى هل تكفي للإجابة عن سؤال طرحته في بداية المقال عن فرص نجاح مبادرة الشطر الكوري الجنوبي لتوحيد الكوريتين، في الأمد المنظور؟

لتسهيل الإجابة عن السؤال، أختتم بالدعوة لإلقاء نظرة سريعة على فحوى رسالة الزعيم كيم جونج أون لنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في ضوء معاهدة الشراكة الإستراتيجية الشاملة فيما بينهما، وكذلك أدعو إلى قراءة متأنية لبرنامج زيارة المسئول الكوري الشمالي الأول عن تطوير برنامج الصواريخ الباليستية والعابرة للقارات، لمعرض للأسلحة في روسيا، في انتهاك للحظر المفروض عليه بقرار صادر من مجلس الأمن. 

ومن المؤكد أن مناقشات المسئول الشمالي لم تتوقف -فقط- عند بند تزويد بيونج يانج بصفقة تضم 447 رأس ماعز لإنتاج الألبان؟   

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة