Close ad

حكايات من الواقع: رغبات إنسانية

18-8-2024 | 14:13
حكايات من الواقع رغبات إنسانيةصورة موضوعية
خالد حسن النقيب

كيف يمكن للإنسان أن يكبح جماح نفسه التى دائما ما تأمره إما سوءا أو نفعا و هل كل ما يتفق مع هواى و ما أرغب يبدو سوءا؟

موضوعات مقترحة

.. و لكنى إنسان أحمل فى سماتى كل مقومات الضعف الإنسانى و اتعلق دائما بأواصر الإيمان ملتزما قدر طاقتى حتى أروض نفسى هذه فلا أرضخ لها.

اجتهدت فى دراستى، لم أنخرط فى صداقات سوء، تخرجت فى الجامعة بتفوق، اقدمت على الزواج مبكرا و كنت على قدر المسئولية فأنا من زوجت نفسى من عملى أثناء فترة الدراسة و ما بعد التخرج و رأيت فى زواجى الذى أقمته وفقا لاختيار أسرى عقلاني وجاء لى من الذلل و الوقوع فريسة فى براثن الرزيلة.

مضت بى الأيام على وتيرتها لا تغيير فى روتين حياتى حتى مقدم إبنى و ابنتى، تغير وجه الحياة تماما و أحسست بالسعادة الأسرية مستدفئا بهم و لكن بمرور الوقت بدأت الرقابة تتسرب إلى حياتى فزوجتى منشغلة طول الوقت بأعمال البيت و الطفلين لدرجة أننى أشعر دائما بإنعزال عنهم، صحيح أن شيئا من إحتياجاتى فى البيت لم تنقص و لم تقصر معى زوجتى فى خدمتى أو حتى إحتياجاتى الطبيعية و لكنى لا أستطيع مقاومة إحساس بدأ يتسرب إلى نفسى و يملك عليها زمامها كلما اقتربت من زوجتى، تلاشى الدفئ و باتت العلاقة باردة إلى حد الزهد فيها و ماكنت أبدا ذلك الرجل الذى تدفعه غرائزه للإنخراط فى علاقات الرزيلة و التلوث بروث الشهوات المحرمة ما دفعني للتفكير فى الز اج من أخرى بشرع الله خاصة و أنى مقتدر ماليا و أستطيع أن أكون مسئولا عن بيتين و أن أعدل بينهما قدر طاقتى.

لكن الفكرة التى تملكتنى و سيطرت على كل حوأسى قد تبدو شيطانية تدمر حياتى كلها و كيف يمكن لى أن أواجه زوجتى برغبتى تلك و هل أستطيع أن أقول لها أنى فقدت شغفى بها و أريد أن ابحث عن سعادتى بين يدى إمرأة أخرى؟

كنت أصارع نفسى و أشد لجامها و أحاول بصورة غير مباشرة أن اقنع زوجتى بفكرة الزواج الثانى من منطلق أننا نتناقش حول مشكلة أحد الزملاء فكنت أجدها تثور بشكل مبالغ فيه و تتهمني أنى ألف و أدور بها ثم تهددني بمغادرة البيت إن أقدمت على هذه الفعلة.

ليت الأمر اقتصر على هذه المحاولة الساذجة لإقناعها فقد زادت حدة الخلافات بيننا و باتت الحياة فى البيت لا تطاق، اتسع شرخ فى جدار حياتنا يكبر يوما بعد يوم حتى أنى أعيش فى جحيم مستعر.

هل أخطأت لضعفى الإنسانى أمام إحتياجات سيطرت على و ليس لى أى إرادة عليها؟ هل يمكن للإنسانة التى شاركتنى بناء بيتنا تفهم ما أنا فيه و لا تقدم على هدم حياتنا و لا تستسلم لكونها ضحية كرامتها ممتهنة؟

قد ترى إنى أضحى بكل شئ فى مقابل أنانيتى و لكنى حريص على بيتى حرصى على الحياة و لا أقول لك أن ما ربط بينى و بين زوجتى حب فقد أسلفت أن زواجنا كان تقليديا و لكن العشرة بيننا انبنى معها ما هو أكثر من الحب فأنا لا أتصور حياتى من دونها.

لست طامعا أن تؤيدنى فيما تطرقت له بجموحى و لعلك تفتح بيننا مجالات للنقاش استعيد به استقرار بيتى الذى إنهار خاصة و أنه ليست هناك امرأة بعينها فى حياتى و الأمر لا يعدو كونه رغبات إنسانية أنا أسير لها.

ك . م

بالتأكيد جميعنا مكون إنسانى ضعيف خاصة أمام غرائزه و الدنيا بكافة زينتها من مال و جاه و ذرية و لكن الحياة التى جبلت على أن نحياها و نكابدها و أنفسنا حتى تستقيم الروح لا تستقيم لنا إرادة فيها بغير قدرة على السيطرة على جموحنا و تطلعاتنا الغريزة و لأن الله سبحانه و تعالى هو الأعلم بخلقه وضع لنا تشريعات و أسس إيمانية راسخة تقوم عليها الحياة بشكل مستقيم و من هنا عليك أن تستقيم يا أخى فى معايشة مقتضيات حياتك مستندا فى كبح جماح نفسك إلى الأسس الدينية التى وضعها الخالق لنا و من هنا ندرك أن الله سبحانه و تعالى عندما شرع تعدد الزواج كانت الحكمة فيه تنظيم الغرائز المتطرفة فى نفس كل منا بما لا يأتى على حساب احد ظلما أو تجبرا فالزوجة مخيرة فى وضع إرادتها كيفما تشاء من حياتها تماما كيفما أنت حر فى إرادتك عندما قررت أن تشبع غرائزك بالزواج من أخرى و فى ذلك مبتدأ الحل لمشكلتك فالمواجهة المباشرة أقرب الطرق للوصول للحل و تخيير الزوجة هنا حقها الشرعي تختار ما تشاء مع احتفاظها بكافة حقوقها الشرعية فليس كل امرأة قادرة على قبول شريك لها فى حياتها الزوجية.

أما انت فبقدر قيمتها لديك و قدر حبك لبيتك و أولادك بقدر ما تختار لنفسك ماتراه استقرارا عاطفيا قائم على مغامرة غير محسوبة أو إستقرار أسرى قائم على شئ من عقل و وفاء لامرأة وهبتك حياتها و روحها فلا تكن ظالما لها بأنانيتك و إنما اتقى الله فيها يجعل لك مخرجا.

لقد وضع الله تعالى تشريعا دقيقا لأمر تعدد الزوجات و ضوابطه فى أكثر من موضع فى القرآن الكريم : (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ)

و قوله تعالى: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً)

وقوله تعالى: (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً).

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة