بعد انتشار جدري القرود الواسع في دول إفريقية، لدرجة أن تعلن منظمة الصحة العالمية، حالة طوارئ عالمية بسببه، خرج الفيروس من القارة السمراء إلى القارة الأوروبية، إذ أعلنت السويد تسجيل أول إصابة.
موضوعات مقترحة
وحذرت منظمة الصحة العالمية، من تسجيل حالات إضافية مستوردة من جدري القردة الناتج عن السلالة الجديدة من الفيروس في أوروبا، بعد ساعات من إعلان السويد رصد حالة أولى خارج إفريقيا.
وكانت منظمة الصحة أعلنت ارتباط إصابة فيروسية مسببة لمرض جدري القردة في السويد بتفشي المرض في إفريقيا، في أول علامة على انتشار الفيروس خارج القارة بعد يوم واحد من إعلان المنظمة أن المرض يمثل حالة طوارئ صحية عالمية عامة.
وقال مسئولو صحة بالسويد إن الشخص أصيب أثناء وجوده في إفريقيا بفيروس كلاد آي.بي المسبب لجدري القرود وإن الإصابة تأتي في إطار أحدث تفش للمرض. ويتلقى الشخص المصاب العلاج.
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن انتشار جدري القرود في إفريقيا بات الآن طارئة صحية عالمية، وهو أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه.
ما هو جدري القردة؟
المرض ناتج من فيروس قريب من الجدري اكتشف عام 1958 لدى قرود كانت تستخدم في الأبحاث، ولاحقًا أطلقت عليه السلطات الصحية تسمية “إمبوكس”، ويتسبب الفيروس بارتفاع الحرارة وآلام في العضلات وطفح جلدي.
رصدت أول إصابة بشرية في جمهورية الكونجو الديموقراطية عام 1970، وبقي المرض محصورًا لفترة طويلة في حوالي 10 دول إفريقية، لكن في العام 2022 بدأ ينتشر إلى باقي العالم، ولا سيما الدول المتطورة التي لم تسجل أي إصابة من قبل.
ما هي المخاطر؟
من الصعب تحديد المرحلة التي يصبح فيها المرض فتاكًا. قبل تفشي جدري القردة في 2022، كانت تذكر نسبة غير دقيقة من الوفيات تراوح بين 1 و10%.
هذا التباين الكبير ناتج من وجود سلالتين رئيسيتين لفيروس إمبوكس: السلالة 1 والسلالة 2 الأقل خطورة بكثير.
هذه السلالة الثانية هي التي تسببت بتفشي الوباء عام 2022، وكانت نسبة الوفيات الناتجة منها أقل من 1%، ما يفسر أيضًا بفاعلية أنظمة العناية الصحية في الدول المتطورة.
المهددون بالمرض
كان تفشي المرض الحالي في إفريقيا أكثر فتكًا بين الأطفال، وهو أمر غير مفاجئ إذ إن السلالة 1 “معروفة بالتسبب بأمراض أكثر خطورة لدى الأطفال الأصغر سنًا والحوامل والأشخاص الذين يعانون نقص المناعة”، على ما أوضح خبير الفيروسات في مركز “ساينس ميديا سنتر” جوناس ألباراز.
لكنه أشار إلى أن المتحور “بي 1″، “ينتشر بصورة خاصة بين البالغين الشباب مع انتقاله عبر الاتصال الجنسي على ما يبدو”.
وهذا الاختلاف يطرح مسألة طريقة انتقال الفيروس لكل متحور.
شهدت جمهورية الكونجو الديمقراطية، التي تعد مركز انتشار الوباء، نسبة الغالبية من الحالات المسجلة تقريباً بـ 16800 حالة محتملة أو مؤكدة. وجرى تسجيل أكثر من 500 حالة وفاة منذ بداية العام الحالي.
أعلنت وكالة الصحة التابعة للاتحاد الأفريقي أنه تم تسجيل إجمالي 18 ألفاً و737 إصابة محتملة أو مؤكدة بجدري القرود منذ مطلع العام في القارة السمراء، بينها 1200 حالة في أسبوع واحد.
هل سيؤدي جدري القردة إلى جائحة أخرى؟
أكد تقرير لوكالة «أسوشييتد برس» أن تحول جدري القردة إلى وباء غير مرجح للغاية. وأن عادةً ما تندلع الأوبئة، بما في ذلك أحدث الأوبئة مثل إنفلونزا الخنازير وكوفيد-19، بسبب الفيروسات المحمولة جواً والتي تنتشر بسرعة، بما في ذلك الأشخاص الذين قد لا تظهر عليهم الأعراض.
ينتشر فيروس الجدري، المعروف أيضاً باسم جدري القرود، في المقام الأول من خلال ملامسة الجلد للجلد عن قرب مع الأشخاص المصابين أو ملابسهم المتسخة أو ملاءات الأسرة. غالباً ما يسبب آفات جلدية مرئية يمكن أن تجعل الأشخاص أقل عرضة للاتصال الوثيق بالآخرين.
وينصح الخبراء بتجنب الاتصال الجسدي الوثيق مع شخص مصاب بآفات تشبه جدري القردة، وعدم مشاركة أدواته أو ملابسه والحفاظ على النظافة الجيدة مثل غسل اليدين بانتظام.
ظهر في إفريقيا ويزحف نحو أوروبا.. جدري القرود يثير الرعب مع ارتفاع معدلات الوفيات