Close ad

هل يؤدي إفراط الآباء في حماية أطفالهم إلى الإضرار بهم أكثر من نفعهم؟

17-8-2024 | 16:04
هل يؤدي إفراط الآباء في حماية أطفالهم إلى الإضرار بهم أكثر من نفعهم؟ عدد الآباء المفرطين في حماية أطفالهم في تزايد
الألمانية

تسلط ساحات لعب الأطفال الضوء على نموذجين متطرفين من الآباء. فمن ناحية، نجد آباء لا يكترثون تماما إذا قام أبناؤهم بسرقة أغراض ما تخص أطفال آخرين، أو إذا دفعوهم فوق ألعاب التسلق، طالما لم يزعجهم أحد بينما ينهمكون في التعامل مع هواتفهم الذكية. ومن ناحية أخرى، هناك آباء يراقبون أطفالهم باهتمام بالغ مثل الصقر، ويرافقونهم في كل تحركاتهم، ويساعدونهم للحفاظ على توازنهم عندما يتسلقون الالعاب.

موضوعات مقترحة

وبالطبع يقع أغلب الآباء في مكان ما بين هذين الطرفين، ولكن الخبراء يقولون إن عدد الآباء المبالغين في حماية أبنائهم، يبدو أنه قد زاد خلال الاعوام الأخيرة، وأن هذا قد يؤثر سلبا على كم التمارين الرياضية التي يحصل عليها أطفالهم، مما قد يضر بصحتهم.


أدلة جديدة

وقد ظهرت أدلة جديدة على ذلك في دراسة حديثة تم فيها استطلاع آراء 645 من الآباء أو الأوصياء الأستراليين لأطفال في سن المدرسة الابتدائية، بشأن موقفهم تجاه المخاطر أو الإصابات اليومية أو اللعب الذي يتسم بالمغامرة لأطفالهم، ونشاطهم البدني المعتدل إلى القوي.

وأعرب 78% من المشاركين في الاستطلاع عن قدر أقل من تحملهم للمخاطر فيما يتعلق بسيناريوهات اللعب مثل تسلق الأشجار، بحسب الدراسة التي نُشرت في مجلة "سيكولوجية الرياضة والتمارين". وكان من غير المرجح أن يفي النشاط البدني اليومي المعتدل إلى القوي الذي يقوم به أطفالهم، بالحد الأدنى الموصى به، كما كانت ممارستهم للعب تتسم بمغامرة أقل.

وبحسب إرشادات منظمة الصحة العالمية، يجب على الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاما ممارسة نشاط بدني معتدل إلى قوي لمدة لا تقل عن 60 دقيقة يوميا في المتوسط ​​- ومعظمها تمارين هوائية - على مدار الأسبوع.

ومن جانبه، يقول جاكوب ماسكي، المتحدث باسم "الجمعية المهنية لأطباء الأطفال"، إن هناك قِلة قليلة في ألمانيا يفعلون ذلك، موضحا: "بالنسبة لمعظم الأطفال، لا يستغرق الأمر حتى 30 دقيقة يوميا"، ويلقي اللوم في ذلك على أسلوب حياتهم وعلى والديهم - جزئيا - الذين "ينقلونهم من مكان لآخر بالسيارة، وهو ما ينعكس على الأطفال من حيث إسلوبهم تجاه التمارين الرياضية".

كما يقوم الكثير من الآباء بتوصيل أطفالهم بالسيارة إلى المدرسة أو إلى تدريب كرة القدم أو لتلقي دروس الموسيقى، وذلك ليس فقط من أجل راحتهم، ولكن أيضا خوفا من أن يتعرضوا لشيء سيئ إذا لم يفعلوا ذلك.

ويصل الأمر إلى أن بعض طلاب المدارس الابتدائية يحملون معهم بالفعل هاتفا ذكيا أو يرتدون ساعة ذكية حتى يتمكن آباؤهم من الوصول إليهم أو معرفة مكانهم في أي وقت، بفضل خدمات تحديد الموقع الجغرافي.


المبالغون في حماية أبنائهم

ويحوم هؤلاء الآباء المبالغون في حماية أبنائهم، حولهم ويراقبونهم ويتابعون حياتهم باستمرار رغبة منهم في حماية أطفالهم من جميع المخاطر والتجارب السلبية.

وتقول كلاوديا نويمان، خبيرة اللعب والتمارين الرياضية لدى صندوق رعاية الأطفال الألماني: "لم نعد نعيش في تلك الأوقات التي كان فيها الآباء يربون أطفالهم بمنتهى السهولة، وإذا جاز التعبير، يكونون خمسة أو ستة أطفال في وقت واحد. أما اليوم، فغالبا ما يكون هناك لدى الآباء طفل واحد، يعشقونه ويرغبون في أن يفعلوا كل شيء من أجله".

وهكذا نرى الآباء في ساحات لعب الأطفال لا يسمحون لأطفالهم باللعب بين الشجيرات خوفا من أن تلدغهم حشرة ما، أو يهرعون بمجرد أن يصل الطفل إلى ارتفاع كبير على إطار التسلق. ويعد ذلك تصرفا خاطئا من وجهة نظر نويمان.

وتقول: "يجب للآباء أن يسمحوا لأطفالهم بأن يشعروا بأنهم قادرون على التصرف. إنه يتعين عليهم أن يراقبوهم في البداية، بالتأكيد، ولكن لا يتعين عليهم أن يقفوا إلى جانبهم للأبد ليكونوا بمثابة شبكة أمان لهم".

وتتساءل خبيرة اللعب والتمارين الرياضية قائلة: "ماذا لو أصيبوا؟"، ثم توضح أن تعرض الأطفال للصدمات أو الكدمات أو نزيف أنفهم أو خدش ركبتيهم هي كلها أمور تعد جزءا من طفولتهم، مضيفة أن الطفل: "لا يتعلم معنى السقوط إلا إذا سقط".

وأخيرا تؤكد نويمان أن الأطفال يجب أن يتعلموا بالطريقة الصعبة مدى الارتفاع الذي يمكنهم الصعود إليه، ومدى سرعتهم في الركض، وكيفية التدحرج لتجنب السقوط.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة