بينما نترقب المباحثات المنتظرة حول مقترح الرئيس الأمريكي، لوقف الحرب في قطاع غزة، تصر إسرائيل على استمرار خيار الحرب، برغم أن الوسطاء الفاعلين مصر وقطر والولايات المتحدة، يتحركون لحقن الدماء ويطالبون إسرائيل بوقف الحرب، ووضع اللمسات النهائية على اتفاق لوقف إطلاق النار، لإنقاذ الفلسطينيين والمنطقة مما تبقى منها، الاتفاق المنتظر، كانت الأطراف جميعًا قد وافقت عليه، في 31 مايو الماضي، ويقوم على 3 مراحل تقود إلى وقف الحرب.
في هذا الإطار، يشعر كل طرف بالمخاوف من اتساع رقعة الحرب في المنطقة، خصوصًا أن إسرائيل تنتظر رداً من إيران على مقتل إسماعيل هنية، رئيس حركة حماس، على أراضيها، وهو يشارك فى احتفالات تنصيب الرئيس الإيرانى، وهي الضربة التي اعتبرتها كل المصادر والمتابعين، إهانة للشرف الإيراني -تستدعي الرد- أو ضربة أخرى منتظرة على جبهة لبنان من حزب الله، ردًا على مقتل قائده العسكري فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية للضاحية الجنوبية في بيروت.
حالة القلق والمخاوف من اتساع الحرب لم تتوقف، والأساطيل الأمريكية في البحرين الأبيض والأحمر، والقائد العسكري الأمريكي، وصل إلى تل أبيب، انتظارًا للرد ومشاركة الإسرائيليين في الحرب على لبنان، أو على إيران وفي وقت واحد.
إذن نحن أمام منطقة تشتعل، الإسرائيليون فى المخابئ استعدوا لمعارك واسعة على جبهات متسعة في وقت واحد لمهاجمة إيران، وفى نفس الوقت وكلاهما في المنطقة، سواء في العراق أم لبنان أم اليمن وسوريا، وداخل إيران نفسها، بالإضافة إلى الجبهة الفلسطينية المفتوحة سواء في غزة أم الضفة الغربية.
من يفتح أبواب جهنم في الشرق الأوسط، لا يعرف كيف ستمتد السيناريوهات المقبلة، وكيف يمكن إخماد هذه النيران المتسعة وتأثيرها على مستقبل المنطقة والعالم.
يتطلع أهل الشرق إلى شخصيتين تتحكمان في قرار الحرب والسلام، في شكلهما الظاهر نتنياهو فى إسرائيل، ويحيى السنوار رئيس حماس الجديد، الذي تحت أيديه من الأسرى ما يقرب من مائتين، الذين مازالوا باقين على قيد الحياة منذ اختطافهم فى 7 أكتوبر من العام الماضي.
الحرب قد تبدأ فى لحظة يدمر فيها البرنامج النووي الإيراني، كما يخطط نتنياهو واليمين الإسرائيلي، أو تضرب فيه لبنان، ومن ورائها حزب الله، إسرائيل تريد أن تشن حرب صواريخ ومسيرات، حتى تستطيع أن تسترجع الذين هاجروا منذ بداية هذه الحرب، وتشكل للإسرائيليين مشاكل داخلية دقيقة، وصعبة تؤثر على الأعصاب الداخلية لإسرائيل، وتؤجج اليمين المتطرف بقيادة بن غفير، وسمو تريتش، اللذين يريدان حرب إبادة في المنطقة العربية ككل، وليس لديهما محاذير أو خطوط حمراء يمكن التوقف أمامها.
الدنيا كلها، ترى أن شعارات النصر المطلق، لدى كل الأطراف المعنية مجرد ثرثرة وهراء، والبعض يرى أن إسرائيل هي التي تعطل صفقة التبادل، وهي التي تعطل الحصول على الرهائن، وتسعى إلى الانتصار المطلق، وهذا من المستحيلات الآن، ولن يؤدي إلى تحرير المخطوفين، بل سيجعل إسرائيل تحت تهديدات إيران، وحزب الله، وحماس، والحوثيين، حتى إشعار آخر.
لابد من وقفة لكي يحقق الفلسطينيون انتصارهم المنتظر، ولا تضيع تضحيات الشعب الفلسطيني، خصوصا عبر التاريخ الطويل لهذه القضية، وكانت الأشهر الأخيرة لحرب غزة، بمثابة رسالة تجسيد على أن اللحمة العربية - الفلسطينية، لن تفصم لكننا نحتاج إلى مساعدة ودعم الفلسطينيين بوحدتهم وتلاحمهم بقيادة حماس الجديدة ونثق أنهم، مع منظمة التحرير سيستطيعون هزيمة العدوان والهمجية الإسرائيلية، التى تجلت بفظاعة خلال الأشهر العشرة الأخيرة، التى جعلت كل عربي وعربية، بعيد التفكير كيف سيتعامل في المستقبل مع هذا الكيان العدواني، الذي يتحكم فيه المتطرفون.