يشهد نظام التعليم الثانوي تحولات جذرية؛ حيث تسعى وزارة التربية والتعليم إلى تحديث المناهج وتطويرها بما يتناسب مع متطلبات العصر ومتغيرات سوق العمل، ومن أبرز هذه التغييرات، عمليات دمج وإلغاء بعض المواد الدراسية، والتي أثارت جدلاً واسعًا بين الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين.
موضوعات مقترحة
وقد أعلنت وزارة التربية والتعليم عن إجراء تعديلات جوهرية على مناهج الثانوية العامة، شملت دمج بعض المواد الدراسية وإلغاء مواد أخرى من المجموع الكلي للثانوية العامة، وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي الوزارة إلى تخفيف العبء الدراسي على الطلاب، وتحسين جودة التعليم، وتوجيه الطلاب نحو التخصصات التي تتناسب مع ميولهم وقدراتهم.
أبرز التغييرات
وكان من أبرز التغييرات دمج بعض المواد الدراسية ذات الصلة، مثل دمج مادتي الفيزياء والكيمياء في مادة واحدة بعنوان "العلوم المتكاملة"، وذلك بهدف تبسيط المنهج وتقليل عدد المواد التي يدرسها الطالب، بالإضافة إلى إلغاء بعض المواد من المجموع الكلي للثانوية العامة، مما يعني أنها لن تؤثر على النسبة المئوية التي يحصل عليها الطالب، وقد شمل ذلك بعض المواد التي كانت تعتبر ثانوية أو تخصصية.
أهداف التغييرات
وكان أبرز أهداف التغيير هو سعي الوزارة إلى تحقيق عدة أهداف، من أهمها: "تخفيف العبء الدراسي على الطلاب، وتوفير الوقت لهم لممارسة الأنشطة اللاصفية، وتحسين جودة التعليم، والتركيز على المفاهيم الأساسية بدلاً من الحفظ والتلقين، وتطوير مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلاب"، وتوجيه الطلاب نحو التخصصات التي تتناسب مع سوق العمل ومتطلباته.
أولياء الأمور
أثارت هذه التغييرات آراءً مختلفة، فقد رحب بعض الطلاب وأولياء الأمور بهذه التغييرات، معتبرين أنها ستساهم في تخفيف الضغط النفسي على الطلاب وتحسين أدائهم الأكاديمي، بينما عبر آخرون عن مخاوفهم من أن تؤثر هذه التغييرات سلبًا على مستوى الطلاب العلمي، خاصة في المواد التي تم دمجها أو إلغاؤها، فقالت رشا فوزي "ولي أمر" ابنتي أولى ثانوي، وهذا الأمر سيضع أبناءنا في حيرة وعدم تركيز لما هم مقبلين عليه بالإضافة إلى أنه لماذا لم يتم الإعلان عن هذه التغييرات قبل بداية العام الدراسي بفترة كافية فلا يفصلنا عن العام الدراسي سوى أيام .. هل الوزارة ستقوم بتغيير المناهج في هذه الفترة الوجيزة؟، بالإضافة إلى أن دمج هذه المواد وإلغاء بعضها سيؤثر بالسلب على مستوى الطلاب العلمي، خاصة في المواد التي تم دمجها أو إلغاؤها.
والتقطت هند عزت "ولي أمر" أطراف الحديث؛ حيث قالت: ابني هذا العام أولى ثانوي أي سيطبق عليه هذا النظام الجديد فأنا أرى الميزة في هذا التغيير هو تقليل عدد المواد في الصف الأول الثانوي مما يسمح للطالب بالاستيعاب وتحديد ما يريد في اختيار الشعبة التي يرغب بالالتحاق بها، ولكن تتفق هند عزت مع رشا فوزي هل ستقوم الوزارة بتغيير المناهج في هذه الفترة القليلة؟.. لأن الدراسة سوف تبدأ بعد شهر .. هل هذه الفترة مناسبة لتغيير المنهج الخاص بالفيزياء والكيمياء؟
آراء مختلفة
وعلى الجانب الآخر، أثارت هذه التغييرات آراءً مختلفة بين أطراف العملية التعليمية، فيقول الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير التربوي، وأستاذ علوم التكنولوجيا بكلية التربية جامعة عين شمس، بشأن القرارات الجديدة للثانوية العامة: لابد أن نضع في اعتبارنا أن ما حدث من قرارات لا تصب في خانة تطوير التعليم بل هو تغيير على ما يبدو أنها تعالج مشكلة نقص عدد المعلمين، ولكن هناك عدد من التساؤلات هل بالفعل هذه القرارات ستحل المشكلات المتراكمة في التعليم من كثافة الفصول والعجز في أعداد المعلمين وغيرها، هناك العديد من القضايا والتحديات لابد أن تدرس وتوضع لها الحلول حتى نستطيع القول إن هناك تطويرا للمنظومة، مطالبًا بعرض هذه التغييرات على مجلس النواب بصفته المجلس التشريعي ليتم مناقشتها ودراستها واتخاذ القرارات المناسبة ولا غضاضة من الانتظار لمدة عام آخر حتى يتم مناقشة الموضوع من جميع جوانبه.
وأردف إذا كان بالقرار جانب ايجابي في تخفيف العبء الدراسي على طلاب الصف الثالث الثانوي من تخفيض عدد المقررات وهذا في صالح الأسرة من التخفيف من الدروس الخصوصية ولكن أتمنى مراجعة مسألة اعتبار اللغة الثانية خارج المجموع.
الدكتور محمد عبد العزيز
تحديات المستقبل
وترى الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبير التربوي، أن الجانب الايجابي في هذا التغيير هو أن اللغة الأجنبية الثانية لا تضاف للمجموع فالطالب يدرسها بداية من المرحلة الإعدادية وبالتالي لو استمر في دراستها حتى التعليم الثانوي، فيمكن له أن يستمر في دراستها وتنميتها عن طريق الكورسات ليكمل بها.
وعلقت الخبير التربوي الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، على إلغاء مادتي علم النفس والفلسفة والجولوجيا، قائلة:" كل مادة يتم تدريسها لها أبعاد تربوية في تشكيل شخصية الطالب".
وأوضحت عبد الرؤوف، أن وزارة التربية والتعليم تواجه تحديات كبيرة في تنفيذ هذه الإصلاحات، من أهمها: تدريب المعلمين؛ حيث يتطلب تطبيق هذه التغييرات تدريب المعلمين على المناهج الجديدة وأساليب التدريس الحديثة، كذلك توفير الكتب والموارد التعليمية اللازمة لتنفيذ المناهج الجديدة، بالإضافة إلى وضع آليات لتقييم أداء الطلاب والمعلمين والمناهج الجديدة.
الدكتورة بثينة عبد الرؤوف
موضوعات قد تهمك:
بعد الثانوية العامة.. كيف تحمي ابنك من الدعاية المضللة في التعليم العالي؟.. خبراء يجيبون
الثانوية العامة ليست النهاية.. كيف تبني مستقبلك بعد النتيجة؟