الحب والاهتمام والمساواة بين الأبناء كلمات ومعان قد لايهتم بها الآباء عند تربية أبنائهم، ومع غياب هذه المعاني السامية وغياب دعم الأهل في الطفولة يؤثران سلبا على إمكانية الطفل في التعبير عن مشاعره بالطريقة المثلى والصحيحة.
موضوعات مقترحة
وتعتبر تربية الأطفال واحدة من أكثر المسؤوليات صعوبة، وفي حين أنها متعة للوالدين ولكن هذه المتعة لا تقتصر على أنها مجرد تسلية أو متعة بضحكات أبنائهم في الصغر وليست مجرد كلمة ولكنها يجب ألا تأتي على حساب الطفل لأنها يجب أن تكون مدعومة بأسس لتنشئة طفل قادر أن يكون ناجحا.
تأثير إهمال الطفل في الصغر
يوضح الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، في تصريح لـ"بوابة الأهرام"، أن إهمال الأطفال في الصغر:
- يؤثر كثيرا على حياتهم مستقبلا عند البلوغ، حيث إن الطفل الذي يتعرض للإساءة في التربية سواء بالضرب، أو الإهانات، أو المعاملة السيئة، مجموع كل ذلك يجعل الطفل يشعر بالإهمال والإحساس بالدونية وعدم الثقة في الذات.
- ومع إهمال الطفل في الصغر ينخفض إدراك الطفل في التركيز والانتباه والذاكرة.
- كما تصبح العاطفة لديه منقوصة بالتالي يقوم بتعويضها من خلال نوع من العنف مع الأطفال وبالتالي يفقد التركيز في دراسته.
- ومع إهمال الطفل في الصغر يصاب بانطوائية شديدة تصل به إلى عدم التركيز في دراسته وستؤدي أيضا إلى إحساسه بالدونية ولذلك في الحالتين سواء قام الطفل بتعويض نفسه بالعنف أو بالانطوائية هنا في الحالتين الطفل أصيب بشعور بالدونية.
- ويسيطر الاكتئاب على الطفل ويفقد معه التركيز والانتباه، وبالتالي يتحول سوء التربية والإهمال في الصغر إلى نتائج وأمراض عضوية.
أهمية الحب والاهتمام عند تربية الطفل
كلما كان هناك حب واهتمام في الصغر يحدث الآتي:
- مع وجود الحب والاهتمام في تربية الطفل، يتحول ذلك إلى وجود ثقة لدى الطفل مع شعوره بالأمان.
- قد نعرف الاحتياجات بأن نقول إن الأساسيات فيها هي المأكل والمشرب والملبس والمنام والعاطفة وهنا نقول إذا كانت العاطفة مكتملة نتيجة العلاقة الطيبة بين الأب والأم هنا ينشأ أطفال أسوياء، حيث إن الأم هي وتد الأسرة والأب هو مظلة الأسرة.
- فإذا أصبحت علاقة الوتد والمظلة مترابطة هنا ينشأ أطفال أسوياء ويشعرون دائما بالأمان وبالتالي يتوفر لديهم شعور جيد بالأمان والعاطفة ويخرج شاب ناجح في المجتمع وفي جميع علاقاته.
- إذا كانت علاقة الوتد الأم مع المظلة وهو الأب في علاقة سيئة ينعكس ذلك على الطفل بعدم الأمان، هنا تصبح العاطفة منقوصة لدى الطف، ويتعرض بعدها للفشل دراسيا ويصبح منقوصا عاطفيا فيفشل عند البلوغ في زواجه وفي علاقاته الاجتماعية المستقبلية.
دور الآباء في تربية الأطفال
أن يقوموا بتعزيز نفسية الأبناء من خلال:
1- احتضانهم.
2- والتقرب من أبنائهم واحتضانهم.
3- وعدم مقارنته بالآخرين وعدم التقليل من شخصيته.
4- وعدم توجيه اللوم والنقد لهم في كل صغيرة وكبيرة وعدم التقليل من تصرفاتهم حتى لا يشعر الطفل بالدونية والانطوائية، حتى لا يصاب الطفل بعدها بالاضطراب وكل طفل للأسف هو وقدره في الإصابة بالاضطراب.
5- مع الإنصات للطفل عند الحديث في موضوع وعدم التجاهل بل من الضروري تشجيعه أنه تحدث وشارك مع الأخذ بآرائهم حتى يشعروا بالأهمية حتى يثقوا في ذاتهم.
دراسة معهد الطب النفسي وعلم الأعصاب
وتأكيدا لما سبق، سلّطت دراسة جديدة صادرة عن معهد الطب النفسي وعلم الأعصاب في كينغز كوليدج لندن وجامعة مدينة نيويورك، الضوء على العلاقة بين إساءة معاملة الأطفال والصعوبات المعرفية لديهم.
واختبر الباحثون مجموعة من 1179 مشاركا، من أجل تقييم قدراتهم المعرفية في الحياة، عند البلوغ.
ووجدوا أن المشاركين الذين لديهم سجلات رسمية موثقة عن إساءة معاملة الأطفال، أظهروا عجزا إدراكيا في معظم الاختبارات، مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم سجلات مماثلة.
كما لاحظ الباحثون أن هذه النتائج لم تكن متسقة عبر أنواع مختلفة من سوء المعاملة، وقد أظهر المشاركون، الذين لديهم تجارب موثقة من الإهمال، عجزا إدراكيا، لكن أولئك الذين لديهم تجارب موثقة من الإيذاء البدني والجنسي لم يظهروا ذلك.
وقالت المعدة المشاركة للدراسة، أندريا دانيز، أستاذة الطب النفسي للأطفال والمراهقين: "تسلط دراستنا الضوء على أهمية تحديد الشباب الذين عانوا من الإهمال حتى يمكن تقديم الدعم المناسب؛ على سبيل المثال، للتخفيف من العواقب السلبية في التعليم والتوظيف".