Close ad

رئيس مصر والأبطال الثلاثة

15-8-2024 | 13:50
مجلة الأهرام الرياضى نقلاً عن

جاءت برقية التهنئة التى أرسلها الرئيس عبدالفتاح السيسي لأبطال مصر الفائزين بالميداليات فى أوليمبياد باريس.. تعبيرًا عن الدعم الذى تحظى به الرياضة والرياضيون من الدولة المصرية وقيادتها السياسية التى أولت على مدار عشر سنوات اهتمامًا كبيرًا ورعاية للرياضة.. وجعلت منها أمنًا قوميًا إيمانًا بأهميتها فى بناء الإنسان ودورها كقوة ناعمة فى التواصل والتقارب بين الشعوب.. تهنئة حملت فى معناها ومضمونها رسائل تقدير وثقة من الرئيس فى جيل الشباب وقدرته بالإصرار والعزيمة على تحقيق الإنجازات.. من هنا كانت المسئولية ورد الجميل من كل بطل وبطلة مصرية لتحقيق الفوز بالميداليات والوقوف على منصات التتويج لرفع علم مصر أمام العالم.

شكرًا لأبطال مصر الذين أسعدونا فى أوليمبياد باريس ورفعوا اسم مصر عاليًا..

شكرًا للبطل أحمد الجندى الفائز بذهبية الخماسى الحديث.

شكرًا لسارة سمير الفائزة بفضية رفع الأثقال.

شكرًا للبطل محمد السيد الفائز ببرونزية سلاح السيف.

ثلاث ميداليات تاريخية اشتاق إلى بريقها المصريون على مدار أيام دورة باريس الأوليمبية حققها أبطال مصر الثلاثة.. ليكتبوا أسماءهم بحروف من ذهب فى كتاب التاريخ الذى لم ينسَ يومًا أبطالاً صبروا وكافحوا وضحوا من أجل رفع علم بلادهم وعزف نشيدها الوطنى فى أكبر وأهم حدث رياضى يشهده العالم كل أربع سنوات.. فلا أحد يمكن أن ينسى الرباع السيد نصير صاحب أول ميدالية فى تاريخ مصر الأوليمبى فى أوليمبياد أمستردام 1928 وكانت من الذهب.. ولن تغيب عن الذاكرة الربّاعة المصرية عبير عبدالرحمن صاحبة أول ميدالية نسائية تحققها لمصر فى أوليمبياد بكين 2008 وكانت من البرونز.. أما الذهب فكانت فى الكاراتيه للاعبة فريال أشرف بدورة طوكيو 2020.

تاريخ مشرّف وحافل بالإنجازات للرياضة المصرية فى الدورات الأوليمبية.. زاد وكثر فى دورة باريس ليصل إلى إحدى وأربعين ميدالية أوليمبية.. أصبحت تمثل دافعًا وحافزًا لكل بطل وبطلة مصرية لتحقيق المزيد فى الأوليمبياد القادمة بأمريكا 2028.

نتائج البعثة المصرية فى باريس رغم ما حققته من ميداليات أثبتت أننا نحتاج إلى وقفة طويلة مع الفكر والطريقة التى تدار بها الرياضة المصرية ومشروع إعداد البطل الأوليمبى فى كل الألعاب.. وبات من الضرورى فى البداية قبل التحدث عن المشكلات والأزمات وتقييم النتائج إحداث تغيير شامل وجذرى فى كيان كل الاتحادات.. ووضع حد للاختيار العشوائى لعناصر كل اتحاد.. من خلال وضع مواد وبنود فى قانون الرياضة تمنع الدخلاء وتقلّل من فرصهم.. وتفتح الباب أمام أبطال سابقين وخبراء حقيقيين من الحاصلين على درجات علمية فى مجالاهم ودورات أوروبية متخصصة فى إعداد البطل الأوليمبى..

وبات لزامًا علينا فتح آفاق جديدة لأصحاب العلم والتخصص.. فمثلما تم اختيار الدكتور أشرف صبحى وزيرًا للرياضة.. وهو اللاعب والأكاديمى والمحترف فى علوم الإدارة والحاصل على درجة علمية فى الرياضة وماجستير ودكتواره فى مجاله.. فكان اختياره صائبًا وانعكس ذلك على أدائه فى تغيير فكر وعقل الوزارة.. وجب علينا السير على نفس النهج عند اختيار مسئولى الاتحادات والمدربين والإداريين لعمل نقلة نوعية فى الإدارة الرياضية التى نتحدث عن إخفاقها على مدار مائة عام منذ اشتراكنا للمرة الأولى فى الأوليمبياد..

الرياضة فى العالم تحولت إلى علم وصناعة واستثمار.. وأصبح مستقبلها فى عقول من يديرون تلك الدفة.. خاصة أنه فى كل يوم تتغير الخريطة وتعود دول وتبتعد أخرى وميزان القوة يتغير ويتبدل.. فلا أحد كان يتخيل أن بوتسوانا تفوز فى مشاركتها الأولى بالذهب والدومنيكا تحتل تصنيفًا متقدمًا وسانتا لوش تأتى وراءها وغيرهم من الأمثلة التى لا تنتهى.

الاتحادات التى أخفقت وتراجعت نتائجها باتت لا تحتاج إلى لجان لتقييم عملها بقدر ما أصبحت تحتاج إلى تغيير فى الأشخاص والمسئولين.. الذين كانت كلماتهم وتصريحاتهم أكثر استفزازًا عند الناس من أداء لاعبيهم.. الرياضة المصرية أصبحت فى حاجة ماسة وملحة إلى طفرة فى الأسلوب والفكر.. أصبحت تحتاج إلى تطوير فى أسلوب توزيع الدعم المادى بين الاتحادات وفقًا لخريطة الطفرة الجينية.. التى تقوم عليها الرياضة فى العالم منذ سنين طويلة.. وتمثل صراعًا بين الدول على صدارة الميداليات.. وهو ما كان وراء إحداث الصين لنقلة كبيرة أزعجت الأمريكان.. فمنذ فوز الصينيين بأول ميدالية أوليمبية فى تاريخها عام 1984 واصل مدربوها وعلماؤها فى مجال الطب الرياضى عملهم على تطوير وتحديث كل ما له علاقة بتطوير أداء اللاعبين وطفرتهم الجينية.. وبعد أن كان الأمريكان يسيرون وحدهم فى المقدمة بلا منافس أصبحت الصين تلاحقها من دورة لأخرى.

الرياضة المصرية فى السنوات الأخيرة أصبحت تملك البنية التحتية الهائلة والمنشآت الضخمة من مدينة رياضية بالعاصمة الإدارية إلى المركز الأوليمبى بالمعادى.. وغيرها من صروح شامخة على وزارة الرياضة استغلالها فى مشروع البطل الأوليمبى تحت إشراف علمى متخصص من خبراء كبار وعالميين كل فى مجاله.. واستغلال علاقات الدولة المصرية القوية مع الصين للاستعانة بخبراتهم وخبرائهم لإنشاء المعامل وتدريب الكوادر لعمل نهضة رياضية شاملة تقوم على العلم والمعرفة.

وعلى وزارة الشباب والرياضة عدم اختصار دورها بتقديم الدعم المادى فقط، ولكن يجب مراقبة أن يتم صرفها لمن يستحقها.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: