شهد العالم في السنوات الأخيرة ظهور العديد من الأمراض المعدية التي تهدد الصحة العامة، ومن أبرز هذه الأمراض جدري القردة. هذا الفيروس الذي كان يعتبر مقتصرًا على مناطق محدودة في إفريقيا، بدأ ينتشر بشكل أوسع وأسرع، ما أثار قلقًا عالميًا ودفع المنظمات الصحية إلى اتخاذ إجراءات احترازية لمواجهة هذا التهديد.
موضوعات مقترحة
وقد أعلنت الهيئة الصحية التابعة للاتحاد الإفريقي، في خطوة غير مسبوقة، حالة الطوارئ الصحية العامة بسبب تفشي فيروس جدري القردة في القارة السمراء. يأتي هذا الإعلان في ظل ارتفاع ملحوظ في عدد الحالات المصابة بالمرض، ما أثار قلقًا واسعًا لدى الخبراء والصحة العامة.
وقد أعلن الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، اتخاذ عدد من الإجراءات لمنع دخول مصابين بمرض "جدري القردة" إلى داخل البلاد، على وقع إعلان الهيئة الصحية التابعة للاتحاد الإفريقي حالة طوارئ صحية عامة، بسبب تفشي المرض في القارة، وهو أعلى مستوى من التأهب.
وأكد أن تلك الإجراءات سيتم تطبيقها بمنافذ الدخول "الجوية والبحرية والبرية"؛ للمساهمة في التصدي لتسلل المرض إلى داخل البلاد، ضمن إجراءات احترازية شاملة تتخذها السلطات الصحية لتفادي أي أمراض وبائية.
وأشار عبد الغفار، إلى أن الشهر الجاري شهد تحديثًا للدليل الإرشادي للتعامل مع مرض "جدري القردة"، وتم توزيعه على كافة المستشفيات ووحدات الطب الوقائي المنتشرة على مستوى الجمهورية؛ لتحديث المعلومات الخاصة بالمرض وطرق الوقاية منه وعلاجه.
ويشمل هذا الدليل الذي أصدره قطاع الطب الوقائي تعريفا بتفاصيل التفشي الوبائي لـ"جدري القردة"، وطرق انتقال العدوى، وأعراض وعلامات المرض، مع إجراءات الوقاية والحد من خطورة الإصابة بالعدوى بين البشر.
ما هو جدري القردة؟
وفي هذا الإطار، يوضح الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، لـ"بوابة الأهرام": أن جدري القردة هو مرض فيروسي ينتقل عادة من الحيوانات إلى الإنسان، ولكنه يمكن أن ينتقل أيضًا من شخص لآخر من خلال التلامس المباشر مع السوائل الجسدية أو الآفات الجلدية للمصاب، وتظهر أعراض المرض عادة بعد فترة حضانة تتراوح بين 5 إلى 21 يومًا، وتشمل الحمى والصداع وآلام العضلات وتورم الغدد الليمفاوية، بالإضافة إلى ظهور طفح جلدي مميز.
وتابع: يحدث تفشي اعتيادي محدود، وفي الأعوام السابقة حدث تفشي محدود، ولكن بدأ يظهر في أماكن غير معتاد الظهور بها في بعض الدول، مؤكدًا أن جدري القرود ليس فيروس شديد العدوى وليس له درجة وبائية عالية مثل فيروس كورونا، لأنه يتطلب وجود احتكاك أو تلامس بين الأفراد، وأنه بمجرد العزل أو التباعد تقل العدوى على عكس الفيروسات التنفسية مثل كورونا، لذا فإنه فكرة أنه يحدث صورة وبائية نادر الحدوث.
وأشار الحداد، أن ما أثار القلق هو ظهوره في بعض الأماكن غير المعتاد وجوده فيها، بإمكانية أن يكون هناك تحور له، لافتًا أن فيروس جدري القردة كفيروس نفسه غير واسع الانتشار ولا يشكل أي صورة وبائية.
أعراض الإصابة بـ"جدري القردة"
وعن أعراض الإصابة بـ"جدري القردة"، يقول الحداد إنها تتمثل في ارتفاع درجة حرارة الجسم، الطفح الجلدي في الوجه واليدين، و التهاب في الغدد الليمفاوية، وآلام العظام يمكن أن تستمر لمدة أسبوعين، موضحًا أن العدوى تحدث عند التلامس البسيط للشخص المصاب.
وأوضح الحداد، أن فيروس جدري القردة، ليس له لقاح معمم له-لأنه ليس وباء.
الدكتور أمجد الحداد استشاري الحساسية والمناعة
الإجراءات الاحترازية لمواجهة جدري القردة
لفت الحداد، إلى اتخاذ بعض الإجراءات والتدابير الاحترازية للدول لعدم انتشار الفيروس بها وتتمثل في:
1- التحقيق في الحالات المشتبه؛ حيث يجب على السلطات الصحية تعزيز جهودها في اكتشاف الحالات المشتبه بها بجدري القردة وعزلها وعلاجها بشكل فوري.
2- التوعية المجتمعية، وذلك بتوعية الجمهور بأهمية اتباع الإجراءات الاحترازية للوقاية من المرض، مثل غسل الأيدي بانتظام وتجنب ملامسة الحيوانات البرية والمرضى.
3- التعاون الدولي، وذلك عن طريق تعزيز التعاون الدولي لتبادل المعلومات والخبرات وتوفير الدعم للدول المتضررة.
موضوعات قد تهمك:
5 فئات معرضة للخطر.. استشاري حساسية ومناعة يقدم طرقًا للوقاية من الإجهاد الحراري
البدائل الطبيعية للأقراص المنومة.. طرق آمنة وفعالة لتحسين النوم