مأساة وحالة من الحزن الشديد خيمت على مركز ومدينة أطفيح جنوب الجيزة بعد الحادث المأساوي الذي راح ضحيته أب وأبناؤه الثلاثة غرقًا في النيل بعد خروجهم لنزهة هربًا من حرارة الطقس على شاطئ النيل بمنطقة الحلف الشرقي ولم ينجُ من الحادث سوى الزوجة التي تكاد أن تموت حزنًا، ففي لحظات فقدت كل شيء، فمنذ ساعات كانت لديها أسرة: زوج، ثلاثة أبناء (ولد وبنتان) في عمر الشباب.
موضوعات مقترحة
حضر الأب مؤخرا من سفره في إحدى الدول العربية ليستمتع مع أسرته بأيام الإجازة السنوية قبل أن يعود إلى عمله مرة أخرى، فكان يحاول أن يعوض غربته وأيام حرمانه من أسرته التي كان يبحث خلالها عن تأمين مستقبلهم، الذي غرق معهم في النيل.
قرروا الخروج من قريتهم عرب الإشرافية إلى شاطئ النيل بمنطقة الحلف الشرقي هربًا من حرارة الجو ومحاولة لاستغلال كل دقيقة في إجازة الأب كي تكون لهم عيدًا، بعدما عرض صديق للأب أن يستضيفهم في أرضه على شاطئ النيل. إلا أن القدر كان بانتظارهم وكأنهم كانوا يرفضون الفراق أحياءً وأمواتًا.
وأثناء جلوس الأسرة على الشاطئ والضحكات تملأ المنطقة، فجأة انزلقت قدم الابن في الماء أثناء تنزهه على الشاطئ بجوار أسرته وجرفه التيار، وتبدلت الضحكات إلى صرخات، فنزل الأب لإنقاذ نجله الوحيد فهو ولد وله أربع فتيات شقيقات، فجرف التيار الأب أيضًا.
ووسط سكون المكان، حيث كان المزارعون قد عادوا إلى منازلهم، لم تجد الابنتين الكبيرتين سوى المجازفة ومحاولة مساعدة والدهما وشقيقهما، فلحقا بهما. لم يتبق سوى الأم وطفلتيها من الأسرة، وظلت تصرخ وتستغيث بحثًا عن منقذ لأولادها الثلاثة وزوجها، إلا أن القدر كان قد سبق الجميع.
البداية كانت ببلاغ تلقاه الرائد محمد مختار رئيس مباحث أطفيح بغرق أربعة أشخاص في نهر النيل بمنطقة الحلف الشرقي، وعلى الفور أمر اللواء محمد الشرقاوي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بتوجيه رجال الأمن إلى مكان الحادث. ومن خلال التحريات التي أشرف عليها اللواء هاني شعراوي، مدير المباحث الجنائية بالجيزة، تبين أنه أثناء جلوس أسرة مكونة من زوج وزوجته وأبنائهم الخمسة (ولد وأربع بنات) في نزهة على شاطئ النيل، انزلقت قدم الابن وحاول والده وشقيقتاه إنقاذه، إلا أنهم لحقوا به.
وقررت الأم أمام العميد محمد مختار، رئيس مباحث قطاع الجنوب، أن صديق زوجها استضافهم في استراحة بقطعة أرض ملكه على شاطئ النيل ليستمتعوا فيها بالهواء الطلق. أثناء جلوسهم على الشاطئ، قام ابنها محمد (16 سنة) بالترجل على الشاطئ لتنزلق قدمه في الماء، ونزل زوجها أشرف سمير (47 سنة) لإنقاذ ابنهما الوحيد، فجرفه التيار، ونزلت ابنتها ياسمين ومروة لإنقاذ والدهما وشقيقهما، إلا أنه في لحظات جرفهم جميعًا التيار، وبقيت هي وطفلتاها الصغيرتان يصرخن على الشاطئ، يستغثن بأي شخص ينقذهم، ولكن دون جدوى.
انتقل اللواء سامح الحميلي، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، إلى مكان الحادث، وتم الدفع برجال الإنقاذ النهري الذين تمكنوا من انتشال جثث الأب والابن وإحدى البنتين.
وأمر مدير أمن الجيزة بالدفع بتعزيزات من رجال الإنقاذ وتيسير الإجراءات للأسرة المكلومة.
الأب وابنه الأب وابنه الأب وابنه