Close ad

"قرصة ودن" وتعود المياه إلى مجاريها

14-8-2024 | 13:23

الحرب على غزة أشعلت الحرائق، وحرضت على القتل، وأثارت أعمال الشغب في عدة مقاطعات ببريطانيا، غير أنها استهدفت الجاليات الإسلامية والعربية، ولن تنال الاحتجاجات داعمي الصهيونية وجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وفجأة ينقلب السحر على الساحر، وأول من يفك طلاسمه البروفيسور "ديفيد ميلر" أستاذ علم الاجتماع السياسي، وأعلن على حسابه على منصة "إكس" أن المحرض الرئيسي لأعمال الشغب هو "ستيفن باكسلي لينون"، ويعمل لصالح إسرائيل من خلال رئاسته لحركة "رابطة الدفاع الإنجليزية".

وما لبثت وأعادت تسميتها من جديد بعد عامين باسم "رابطة الدفاع الإنجليزية اليهودية"، وتصنفها الشرطة البريطانية كمنظمة إرهابية صهيونية، تمارس أعمال البلطجة ضد المسلمين في إنجلترا، ويحض زعيمها روبنسون جماعات من اليمين المتطرف الهجوم على مساجد وفنادق يقيم فيها طالبو اللجوء من المسلمين، وفي نهاية تصريح البروفيسور ديفيد أكد فشل مثيري الشغب في ترهيب المسلمين.

وبرغم أن زوجة "كير ستارمر" رئيس الوزراء البريطاني الجديد يهودية، بالإضافة إلى آرائه السابقة الداعمة للكيان الصهيوني، يحذر المحرضين لأعمال البلطجة، ووعدهم بالندم لتعنتهم على بث الفوضى في الشارع الإنجليزي، ووجه الاتهام بشكل صريح إلى منظمة إسرائيلية تعمل من داخل البلاد.

وتحركت الشرطة البريطانية بسرعة بناء على خطة، وأطلقت عليها "خطة الأمن الوقائي للمساجد وحماية المسلمين، وبالتوازي وجهت حكومة لندن الاتهام إلى شركات التواصل الإجتماعي، والسبب تقاعسها عن بذل الجهد للحد من انتشار البيانات المضللة، وتضامن مع الحكومة ساسة ومفكرون عن نهج وسائل التواصل لتضليل الرأي العام.

ويرجع المراقبون تحريض الحركة الصهيونية الإنجليزية لإثارة الشغب إلى احتجاجات وانتقادات الملايين من شعوب الغرب ضد السياسة العنصرية الصهيونية وعمليات الإبادة لسكان قطاع غزة، ويبدو أن الأمر قد تخطى هذه الفرضية، وأن تحريضها جاء رد فعل عقب تلميح ستارمر بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، قبل اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، ثم أفصح ديفيد لامي أحد مسئولي حزب العمال عن رغبته في تنفيذ مذكرة اعتقال بنيامين نتنياهو في حال إصدار المحكمة الجنائية الدولية قرارًا بالقبض عليه، هذا خلافًا عن تصريح وزير خارجية الظل في حكومة حزب العمال عن التزامها بإعتقاله.

ويعكس الاتجاه العام في بريطانيا تراجعًا نسبيًا عن الدعم المطلق للسياسة الإسرائيلية، وتعتبره إسرائيل موقفًا خطيرًا على مستقبلها.

والسؤال إلى متى ستصمد حكومة حزب العمال الجديدة على موقفها الحالي؟ أم أنه مجرد وقت قصير وتعود المياه إلى مجاريها بعد إجرائها "قرصة ودن" للحركة الصهيونية الإنجليزية.

[email protected]

كلمات البحث