جامعة مصرية تم إدراجها فى تصنيف «التايمز» للتنمية المستدامة 46
موضوعات مقترحة
27 جامعة ضمن تصنيف US.NEWS لعام 2024
15 جامعة مصرية ضمن أفضل الجامعات بتصنيف Leiden
81 مؤسسة تعليمية مصرية ضمن تصنيف ويبومتركس
د. ليلى عبد المجيد: نتاج حزمة من الإجراءات والخطط الأكاديمية التى تتماشى مع المعايير العالمية لتحقيق هدف التقدم فى التصنيفات
د. محمود السعيد: تقدم الجامعة يرتكز على البنية التحتية وتوافر الموارد والتجهيزات اللازمة مع جودة المناهج والبحث العلمى
د. محمد عبد الفتاح مصطفى: استمرارية تقدم الجامعات فى التصنيفات الدولية يرتبط بمزيد من الاهتمام بالبحث العلمى والتعليم التقنى
لحظات السعادة والفرح التى عاشتها الأسر المصرية، احتفالا بنجاح الأبناء فى شهادة الثانوية العامة، التى أعلنت أخيرا تبدلت سريعا إلى مزيج من الحيرة والترقب والأمل، وهم يطالعون مع أبنائهم مؤشرات تنسيق دخول الكليات المختلفة.
الحيرة ترجع إلى التنوع الكبير فى الجامعات، والمعاهد العليا، التى المودة فى مصر، ما بين حكومية وأهلية وخاصة ودولية، وما توفره من برامج تعليمية تعزز من فرص تحقيق طلابها لأحلام الالتحاق بسوق العمل بعد التخرج وإثبات الذات، وصولا إلى تكوين أسرة فى المستقبل القريب، خصوصا فى ظل الطفرة الكبيرة التى تحققها الجامعات المصرية، وتقدمها اللافت للنظر فى التصنيفات الدولية خلال السنوات الأخيرة، انطلاقًا من سعى الحكومة المصرية لتقديم خدمة تعليمية متميزة، تجعلها فى مصاف الوجهات الجاذبة للراغبين فى الدراسة بالمنطقة العربية، والشرق الأوسط والقارة الإفريقية.
يحظى ملف إنشاء وتطوير الجامعات والمعاهد العليا، بأولوية كبيرة للدولة المصرية على مدار السنوات الـ 10 الماضية، كما ينال دعما غير مسبوق من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، لتزويد الجامعات الحكومية والأهلية، بالمعامل وورش العمل التى تضم أحدث الوسائل التكنولوجية، وتعتمد على أحدث النظم العالمية، فضلا عن تقديم برامج دراسية بينية حديثة ومتميزة، مع كبرى جامعات العالم لتأهيل الطلاب، ليكونوا قادرين على تلبية متطلبات سوق العمل وتطوراته، فضلا عن تدشين وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، فى مارس 2023 الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى، برعاية الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وارتكزت على ثلاثة محاور رئيسية، هى: (إستراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030"، والتحول نحو جامعات الجيل الرابع، والعلاقة بين منظومة التعليم العالى والبحث العلمى وخطة التنمية الشاملة لمصر)، وذلك بالتزامن مع ارتفاعات سنوية لموازنة وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، والتى بلغت فى العام المالى 2024/2025، نحو 117 مليار جنيه مقارنة بـ 24.5 مليار جنيه، فى عام 2014 كما زاد عدد الجامعات بنسبة 122 %، لتصل خلال العام الجارى 2024 إلى 109 جامعات حكومية وأهلية، وخاصة تكنولوجية مقارنة بــ49 جامعة فى عام 2014.
ووفقا للبيانات الصادرة عن وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، يوجد الآن 28 جامعة حكومية و20 جامعة أهلية، و32 جامعة خاصة، و10 جامعات تكنولوجية، و9 أفرع لجامعات أجنبية و6 جامعات باتفاقيات دولية، وعدد 2 جامعة باتفاقيات إطارية وجامعة بقوانين خاصة، وأكاديمية تُشرف عليها الوزارة، بالإضافة إلى 202 من المعاهد العليا الخاصة، وتتوزع الجامعات والمعاهد فى جميع المحافظات، بجانب 11 مركزاً بحثياً تابعاً لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى .
معايير عالمية
شهد ترتيب الجامعات المصرية، فى التصنيفات الدولية، تقدماً كبيراً فى السنوات الأخيرة، حيث تم إدراج 46 جامعة مصرية فى تصنيف التايمز، للتأثير لأهداف التنمية المُستدامة، لعام 2024، بزيادة كبيرة على العام الماضى 2023، والذى شهد إدراج 28 جامعة مصرية، وقام تصنيف التايمز بتقييم 2152 جامعة، من 125 دولة لعام 2024، وتصدرت جامعتا «عين شمس، والمنصورة»، قائمة الجامعات المصرية فى التصنيف لأهداف التنمية المستدامة، وجاءت فى الترتيب 201 - 300 عالميًا، ثم جاءت (جامعة القاهرة، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى)، فى الترتيب (301 - 400) عالميًا، وجاءت جامعات (الإسكندرية، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، وجامعة أسيوط، وجامعة بنها، وجامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا، والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة المستقبل، وجامعة 6 أكتوبر، وجامعة قناة السويس)، فى الترتيب (401 – 600). وتواجدت جامعة دمياط، وجامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة، وجامعة كفر الشيخ، وجامعة جنوب الوادى، وجامعة طنطا، وجامعة الزقازيق فى الترتيب (601- 800).
بينما شهد تصنيف US.NEWS الأمريكى لعام 2024 إدراج 27 جامعة مصرية ضمن أفضل الجامعات الدولية المدرجة بالتصنيف، وذلك بزيادة 8 جامعات، مقارنة بالعام الماضى 2023 والذى شهد إدراج 19 جامعة مصرية بالتصنيف، وجاءت جامعة القاهرة فى الترتيب 271 عالميًا، تلتها جامعة الأزهر 327، ثم جامعة المنصورة 335، وجامعة 362، تلتها جامعة الإسكندرية 397، وجامعة عين شمس 401، وجامعة كفر الشيخ 460، تليها جامعة أسيوط 489، وجامعة بنها 573، تلتها جامعة طنطا فى الترتيب 596 عالميًا.
كما تم إدراج 15 جامعة مصرية، ضمن أفضل الجامعات الدولية المدرجة بتصنيف Leiden الهولندى لعام 2024، وذلك بزيادة جامعتين مقارنة بالعام الماضى 2023، الذى شهد إدراج 13 جامعة مصرية بالتصنيف، وجاءت جامعة القاهرة فى الترتيب 260 عالميًا، وتلتها جامعة عين شمس 528، ثم جامعة المنصورة 537، ثم جامعة الإسكندرية 572، تليها جامعة الزقازيق 608 عالميًا.
بينما شهد تصنيف ويبومتركس، نسخة يوليو 2024 إدراج 81 مؤسسة تعليمية مصرية، ما بين جامعات حكومية، وخاصة وأهلية ودولية ومعاهد عُليا، وجاءت جامعة القاهرة فى الترتيب 529 عالميًا، ثم جامعة الإسكندرية 677 عالميًا، تليها جامعة المستقبل 765، ثم جامعة المنصورة 861، وجامعة عين شمس 908، والجامعة الأمريكية بالقاهرة 1010 عالميًا، ثم جامعة الزقازيق 1136 عالميًا. كما شهد التصنيف إدراج عدد آخر من الجامعات والمؤسسات التعليمية المصرية فى مراكز متميزة، ضمن أفضل 3000 جامعة على مستوى العالم.
جودة المناهج
الدكتور محمود السعيد، نائب رئيس جامعة القاهرة، يرجع أسباب تقدم جامعة أو تراجعها فى التصنيفات التعليمية الدولية، لعدة عوامل أبرزها البنية التحتية، وتوافر الموارد والتجهيزات اللازمة كذلك جودة المناهج ومواكبتها للتطورات الحديثة، والتقدم العلمى، فضلا عن توافر فرص التدريب والتطوير المستمر لأعضاء هيئة التدريس، وكذلك جودة البحث العلمى وتوافر التمويل، والدعم اللازم لإجراء البحوث العلمية والربط بين البحث العلمى والصناعة، مشددا على أهمية التفاعل بين الطلاب والأساتذة وتوفير بيئة تعليمية محفزة للإبداع، وكذلك حوكمة أنشطة الجامعة وتوفر نظم إدارة فعالة تعتمد على مبادئ الشفافية والمسئولية.
ويؤكد د.محمود السعيد، أن المناهج الجامعية تحتاج دائما إلى التطوير المستمر لمواكبة التقدم العالمى، لافتا للنظر إلى أن التطوير يشمل تحديث المحتوى التعليمى، وفقا لأحدث الأبحاث والاكتشافات مع التركيز على المهارات الحياتية والعملية مثل التفكير النقدى، وكذلك حل المشكلات، والعمل الجماعى مع استخدام التقنيات الحديثة فى التعليم والتقييم، فضلا عن تشجيع الابتكار، وريادة الأعمال كجزء من المناهج الدراسية، مشددا على أهمية زيادة التعاون بين الجامعات، والصناعة لربط التعليم بمتطلبات سوق العمل.
البحث العلمى
ومن جهته يرى الدكتور محمد عبد الفتاح مصطفى، رئيس الاتحاد العربى للتعليم والبحث العلمى، أن هناك تحيزا من القائمين على التصنيفات العالمية للجامعات إلى اللغة الإنجليزية، كمعيار فى تقدم جامعة على أخرى، وكذلك الدوريات والمجلات العلمية المحكمة البريطانية والأمريكية والصادرة باللغة الإنجليزية، وهو ما يفسر عدم وجود جامعة مصرية ضمن قائمة أفضل 100 جامعة فى العالم، برغم الطفرة التى تشهدها الجامعات المصرية فى السنوات الأخيرة، لافتا النظر أن المناهج الجامعية المعتمدة فى الجامعات المصرية، تلبى احتياجات العملية التعليمية خصوصا بعد تطوير وسائل وأساليب التعليم الجامعى، مشددا على أهمية أن تظل الجامعات المصرية، تتقدم عاما تلو الآخر فى التصنيفات الدولية المختلفة، وذلك لن يتحقق إلا بمزيد من الاهتمام بالبحث العلمى والتعليم التقنى، حتى يكتمل تطوير المناهج ويصبح المخرج التعليمى قادرا على تلبية احتياجات السوق المحلى والدولى فى السنوات المقبلة.
مواصلة التطوير
من جانبها تؤكد الدكتورة ليلى عبد المجيد، الأستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، وعميد الكلية الأسبق، أن تقدم الجامعات المصرية فى مؤشرات التصنيف الدولية، هو نتاج حزمة من الإجراءات والخطط الأكاديمية تتماشى مع المعايير العالمية لتحقيق هدف التقدم فى التصنيفات، مشددة على أهمية السياسات التى تتبعها الدولة المصرية، ممثلة فى وزارة التعليم العالى بالاهتمام بتطوير المناهج، ودعم البحث العلمى وزيادة تمويله، فضلا عن التعاون مع الباحثين من دول العالم المختلفة، كما أسهمت جودة الأبحاث المشتركة، فى تسجيل عدد كبير من الاستشهادات، وبالتالى تمتعها بفرصة أكبر للنشر فى مجلات عالية التأثير، وأشارت "عميد كلية الإعلام الأسبق"، إلى أن أسباب زيادة أعداد الجامعات المصرية فى التصنيفات الدولية المختلفة عاما تلو الآخر، يرجع إلى الاهتمام الكبير من قبل الدولة ممثلة فى وزارة التعليم العالى، بالنهوض بالعملية التعليمية واختيار الكفاءات لإدارة الجامعات، والتى تعى أهمية الوجود فى المراكز المتقدمة فى التصنيفات الدولية.
وتابعت د. ليلى عبد المجيد قائلة: اتبعت الجامعات المصرية المعايير العلمية التى على أساسها يتم الاختيار، والتقدم فى التصنيفات الدولية وفى طليعتها تطوير المناهج، وتحسين قضايا النشر الدولى، وذلك من خلال تحفيز الأساتذة بالمكافآت المالية، وعمل ورش عمل ومواقع الكترونية بمواصفات عالمية، فضلا عن إنشاء الجامعة إدارة العلاقات الدولية والنشر، بالتزامن مع الاهتمام بالبحوث وتوفير التمويل اللازم للقيام بها، وفقا للمواصفات الدولية، وكذلك الحرص على نشر تلك البحوث فى الدوريات والجهات المختصة بنشر الأبحاث العلمية، وأضافت "عبد المجيد" قائلة: عندما التزمت الجامعات بكل تلك المعايير، بدأت تدخل التصنيفات الدولية وتحقيق مراكز متقدمة، ونوهت د. عبد المجيد إلى أهمية أن تواصل الجامعات تطوير مناهجها، والتحديث المستمر لأساليب البحث العلمى، إذا ما أرادت أن تواصل الرحلة التقدم فى التصنيفات الدولية، وهو ما يعود بالنفع على الأجيال الشابة من الدارسين لتأهيل خريج يستطيع المنافسة إقليميا وعالميا، وذلك تماشيًا مع رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، والتى تستهدف إتاحة التعليم والتدريب من أجل خلق جيل من الشباب القادر على إحداث طفرة فى جميع المجالات.