صحيفة الجارديان البريطانية: على بايدن أن يوقف الحرب على غزة أولا قبل الدخول فى الجحيم
موضوعات مقترحة
تصاعدت التوترات بين إسرائيل وإيران بشكل كبير، مما يدفع الشرق الأوسط إلى حافة صراع محتمل؛ حيث أثار اغتيال الزعيم السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية مخاوف من صراع إقليمى أوسع ومواجهة بين إسرائيل وإيران.
وأدت التهديدات المتزايدة والأعمال الاستفزازية من الجانبين إلى زيادة المخاوف من نشوب حرب وشيكة. حتى أن الولايات المتحدة عززت وجودها العسكرى فى المنطقة ردا على هذا الوضع المتصاعد.
فى افتتاحية عدد 23 يوليو 2024، كتب ستيف فوربس، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير مجلة فوربس ميديا، تحت عنوان: «حرب كبيرة فى الشرق الأوسط أمر لا مفر منه».
وقال إن النيران تشتعل نتيجة إطلاق صواريخ من لبنان على شمال إسرائيل، بالقرب من الحدود اللبنانية، وسط اشتباكات مستمرة بين القوات الإسرائيلية ومقاتلى حزب الله.
وأضاف أن هناك حربا كبيرة تختمر بين إسرائيل وحزب الله وإيران. وإن الصدام أمر لا مفر منه .
ومن الممكن أن يتوسع مثل هذا الصراع بسرعة ليشمل الولايات المتحدة وروسيا، وقد يدفع ذلك الصين إلى اتخاذ خطوات أكثر عدوانية، الأمر الذى قد يؤدى إلى مواجهة بين واشنطن وبكين. والسؤال الوحيد المتبقى هو توقيت الانفجار. ويمكن أن يحدث قريبا أو يتأخر لبعض الوقت.
وستكون نقطة التوتر هى الحدود بين شمال إسرائيل وجنوب لبنان، حيث يطلق حزب الله صواريخ وطائرات بدون طيار على إسرائيل منذ 8 أكتوبر الماضي.
وكان لا بد من إجلاء نحو 80 ألف إسرائيلي، وهو وضع لا يطاق بالنسبة لدولة إسرائيل.
وأشار الكاتب ستيف فوربس إلى أن هدف إيران هو فرض صفقة، وبعدها يتوقف حزب الله عن إطلاق الصواريخ مقابل وقف إطلاق النار فى غزة، ويدعى الكاتب أن هذه الصفقة من شأنها أن تترك حماس ليس سليمة فحسب، بل أيضا فى وضع يمكنها من ممارسة السلطة فى نهاية المطاف على غزة، ومن ثم الضفة الغربية.
ويواصل الكاتب مزاعمه بأنه لا يمكن لإسرائيل أن توقع على مثل هذا الاتفاق، فذلك سيكون ذلك بمثابة بداية النهاية لها على المدى الطويل، ولهذا السبب هناك حرب أكبر مقبلة.
وذكر أن مقاتلى حزب الله أكثر عددا وربما أكثر قدرة، من مقاتلى حماس، ويمتلكون 150 ألف صاروخ من مختلف الأنواع، وأن القضاء عليه سيكون مكلفا، وسوف تمر بعض صواريخه وطائراته بدون طيار عبر القبة الحديدية الإسرائيلية وتضرب المناطق الحضرية المأهولة بالسكان، علاوة على ذلك، فإن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي.
وتساءل فوربس: هل تمتلك إسرائيل الوسائل اللازمة للهجوم على إيران، ويجيب: سوف تحتاج إسرائيل إلى مساعدة الولايات المتحدة لمحاربة حزب الله وإيران ناهيك عن مقاتلى حماس ؟
وكشف عن أن حقيقة إمكانية طرح مثل هذا السؤال تشجع قادة إيران على أن واشنطن الخائفة ستحاول أن تمنع إسرائيل من شن حرب شاملة ضد حزب الله، وفى مواجهة مثل هذه الاحتمالات القاتمة ربما تشعر إسرائيل بأنها يجب أن تخوض حرباً كبيرة على أية حال.
وخلص الكاتب إلى أن الحروب لا تسير أبدا فى الاتجاهات المتوقعة.
هكذا كتب سيمون تيسدال، فى الجارديان البريطانية، وقال إن هجوم السابع من أكتوبر الذى شنته حماس على إسرائيل، أشعل فتيلا كامناً تحت الشرق الأوسط برمته، وإن قنبلة هائلة موصولة به، ويقصد بذلك حربا مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، باتت على وشك الانفجار، بما لذلك من عواقب وخيمة.
ويقول الكاتب: «مع كل يوم يستمر فيه القصف الإسرائيلى غير المشروع لغزة، ومع كل تقدير جديد لعدد القتلى من الفلسطينيين بعشرات الآلاف، فإن الانفجار الكبير يقترب أكثر،
كما أن العنف من البحر الأحمر إلى العراق وسوريا ولبنان، يتعاظم بلا هوادة».
ويتساءل كاتب المقال «هل وصلنا إلى نقطة اللا عودة؟ هل هذه هى النهاية؟ وهل باتت القنبلة على وشك الانفجار؟».
وبعد استعراضه للأحداث التى تجرى طيلة الأشهر الماضية، يرى الكاتب أن هناك سيناريوهين اثنين للرد الأمريكى المرتقب: فإذا اقتنعت الولايات المتحدة أن من أطلقوا المسيرة ببساطة حالفهم الحظ بسبب عطل فى منظومة الدفاع الصاروخى فى القاعدة، فإنها فى هذه الحالة قد تحصر هجماتها الانتقامية بقواعد الميليشيا التى انطلق منها الهجوم، لكنها إذا خلصت إلى أن الهجوم كان تصعيديا بصورة متعمدة، فإن الرد سيكون عقابياً شاملا.
وفى كل الأحوال، يعتقد كاتب المقال أن هناك ضغطا سياسيا هائلا على الرئيس الأمريكى جو بايدن، الذى كان ضعيفا فى الرد على هجمات سابقة.
ويقول الكاتب: إن ردا عسكريا مباشرا من جانب الولايات المتحدة على إيران نفسها سيكون «كارثيا، حيث إنه سيطيل الحرب فى غزة، وسيشعل بالتأكيد فتيل هجوم شامل من حزب الله على إسرائيل. وقد يحول المعارك المحلية المستعرة فى العراق وسوريا إلى جحيم، وسيقسم الدول الديمقراطية الغربية بين مؤيد للولايات المتحدة ومعارض لها.
ويختم المقال بالقول: إن المسار الآمن والأكثر حكمة للأحداث هو أن يقوم بايدن بمعالجة جذور المشكلة بدون تأخير، ويقول: إن على بايدن «أن يطالب بوقف القصف الإسرائيلى لغزة، وأن يفرض وقفا لإطلاق النار يؤدى إلى الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، وأن يقود تحركا دوليا ذا مصداقية يؤدى فى النهاية إلى إيجاد حل الدولتين فى فلسطين».