Close ad

الشرق الأوسط على الحافة.. مخاوف من حرب عالمية ثالثة

19-8-2024 | 16:36
الشرق الأوسط على الحافة مخاوف من حرب عالمية ثالثةوزير الخارجية المصري ونظيره التركي
سوزى الجنيدى
الأهرام العربي نقلاً عن

الرئيس السيسي: الشرق الأوسط يمر بمنعطف شديد الدقة والخطورة بما يستوجب أعلى درجات ضبط النفس وإعلاء صوت التعقل والحكمة

موضوعات مقترحة

التطورات الإقليمية يجب ألا تطغى على جهود إنفاذ المساعدات الإغاثية لأبناء الشعب الفلسطينى بغزة

د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة لـ«الأهرام العربى»: اتصالات مكثفة للتهدئة ومنع توسع نطاق الحرب 

السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق: كل أطراف المنطقة حساباتها عاقلة باستثناء نتنياهو

 

## ##

بدأت المخاوف تزداد من نشوب حرب عالمية ثالثة فى المنطقة، بسبب التصعيد الإسرائيلى، ومحاولة اتساع نطاق الحرب وجر إيران إلى مواجهة عسكرية، حيث تسعى إسرائيل للتصعيد، كلما زاد الحديث عن قرب إبرام صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تسارع تل أبيب بارتكاب اغتيالات لقيادات إيرانية وفلسطينية ولبنانية بارزة لإشعال الموقف واستفزاز إيران للرد عليها، وجر طهران إلى مواجهات عسكرية لتصل بالمنطقة والعالم إلى نقطة اللا عودة، وربما إلى حرب عالمية ثالثة فى حالة دعم روسيا لحليفتها إيران فى مواجهة أمريكا وإسرائيل.

مصر من جانبها، سبق أن حذرت عدة مرات، من مخاطر توسعة المواجهات، كما أعربت عن رفضها لسياسة الاغتيالات الإسرائيلية، وانتهاك سيادة الدول وتكثفت الجهود المصرية الدبلوماسية بقوة منذ 7 أكتوبر لمحاولة الوصول إلى تهدئة.

وقامت مصر من جانبها، بجهود واتصالات دبلوماسية مكثفة على مدى الأيام الماضية، لمنع توسعة الصراع وإشعال المنطقة، وقد التقى الرئيس عبد الفتاحالسيسي الاثنين الماضى، مع هاكان فيدان، وزير خارجية تركيا، حيث حذر الرئيسالسيسي، من أن الشرق الأوسط يمر بمنعطف شديد الدقة والخطورة، يستوجب أعلى درجات ضبط النفس وإعلاء صوت العقل والحكمة، وشدد الرئيس على ضرورة تضافر جميع الجهود لإنفاذ وقف إطلاق النار بغزة فوراً، مؤكدا أن التطورات الإقليمية يجب ألا تطغى على جهود إنفاذ المساعدات الإغاثية لأبناء الشعب الفلسطينى بقطاع غزة، وقد اتفقت كل من مصر وتركيا على خطورة المشهد الإقليمى، وإدانة سياسات التصعيد الإسرائيلية، وضرورة إنفاذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية.

الرئيس السيسي أكد،  أن الشرق الأوسط يمر بمنعطف شديد الدقة والخطورة، بما يستوجب أعلى درجات ضبط النفس، وإعلاء صوت التعقل والحكمة، مشدداً على أن سبيل نزع فتيل التوتر المتصاعد، يكمن فى تضافر جهود القوى الفاعلة والمجتمع الدولى، لإنفاذ وقف إطلاق النار، فوراً، بقطاع غزة، وإتاحة الفرصة للحلول السياسية والدبلوماسية، مشيراً إلى تحذير مصر مراراً من خطورة توسّع نطاق الحرب، على نحو يهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين، وكذا مقدرات شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها

كما تم تأكيد ضرورة الدفع بحل جذرى وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط عام 1967، بما يحقق العدل والأمن والاستقرار بالمنطقة، على نحو مستدام.

وكذلك عقد دكتور بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة والمصريين بالخارج، جلسة مباحثات مع نظيره التركى، هاكان فيدان، وصرح د. بدر عبد العاطى، ردا على سؤال لـ»الأهرام العربى»، بأن مصر ترفض سياسة الاغتيالات، وأن هناك تصعيدا نتيجة لسياسة الاغتيالات السياسية التى تدينها مصر بشكل كامل، وشدد عبد العاطى على ضرورة العمل من أجل تجنب انفجار الأوضاع فى الضفة الغربية نتيجة لسياسة الاستيطان والسياسات الاستفزازية، التى يقوم بها المستوطنون، مؤكدا الأهمية البالغة لتنفيذ حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال على الأراضى الفلسطينية مع حشد الدعم لوقف التصعيد فى المنطقة.

وكان قد تم التأكيد خلال المباحثات، على أن مصر وتركيا مستعدتان لتنسيق الجهود لصيانة أمن واستقرار المنطقة، كما اشتملت المناقشات على بحث موعد أول اجتماع لمجلس التعاون الإستراتيجى، برئاسة الرئيس عبد الفتاحالسيسي، ورجب طيب أردوغان، أثناء الزيارة المقبلة للسيسى إلى تركيا

ومن جانبه أكد الوزير التركى، أن بلاده تولى أهمية خاصة للتشاور مع مصر، وتشكر دورها فى ملف غزة، وأن الوحشية فى غزة كشفت عن عجز النظام الدولى، لأن دعم إسرائيل بلا قيد أو شرط هو السبب فى زحزحة مبادئ وأركان نظام القانون الدولى، الذى يعتبر أن الاحتلال فى أوكرانيا وليس فلسطين.

وأشار إلى أن الكونجرس الأمريكى، رحب برئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، ومنحه صوتا، مضيفا أن البرلمانات لا يمكن أن تكون منصة ومكانا لجلوس مجرمى الحرب، متابعًا: «يجب أن يكون كرسى المتهم هو كرسى المجرمين فقط، وأنه فى حال لم تتوقف استفزازات إسرائيل ووزرائها المتطرفين سيدفع العالم ثمنًا باهظًا، وأن اغتيال المفاوض الفلسطينى الرئيسى إسماعيل هنية، يعكس أن نتنياهو يريد أن يحرق المنطقة كلها، وليس جادا فى التوصل إلى اتفاق مع الجانب الفلسطينى، مضيفا أن بلاده تقدر دور مصر فى إيصال المساعدات إلى غزة، وتتقدم بالشكر لمصر للسماح لتركيا بإيصال 56 الف طن من المساعدات الإنسانية إلى غزة، لتتبوأ بذلك المركز الأول فى تقديم المساعدات، وأن إسرائيل منزعجة من إيصال هذه المساعدات، لأنها تريد قتل الفلسطينيين الناجين من النيران عن طريق تجويعهم

وفى رده عن سؤال حول ما شملته المباحثات من الإعداد لزيارة الرئيس عبد الفتاحالسيسي المرتقبة إلى تركيا، ومجالات التعاون، التى من المتوقع أن تشهد اهتماما خاصا خلال الفترة المقبلة، أضاف الدكتور بدر عبدالعاطى، أننا تحدثنا كذلك حول التعاون فى المجالات التعليمية والثقافية، وهناك عدد كبير من مشروعات الاتفاقيات يجرى إعدادها ومراجعتها بتوزيعها، وتغطى كل مجالات التعاون فيما يحقق مصالح الشعبين والبلدين.

وقال: اتفقنا على تكثيف التعاون، لإنهاء الإجراءات للتوقيع على الاتفاقيات خلال القمة المقبلة، وتحدثنا عن أى إجراءات لإزالة المعوقات، مؤكدا أن الحكومة المصرية تضع نصب أعينها تعزيز الاستثمارات، وتقدم العديد من التسهيلات لزيادة الاستثمارات التركية فى مصر، مشيرًا إلى أنه ستكون هناك سلسلة من اللقاءات، التى سيتم عقدها على مستوى كبار المسئولين فى البلدين، للانتهاء من إجراءات محددة بما يعكس الاهتمام لتحقيق مصالح الشعبين والبلدين

وكان د. بدر عبد العاطى، وزير الخارجية، قد أجرى عدة  اتصالات منها اتصالاً هاتفياً يوم الإثنين 5 أغسطس الجارى، مع «أنتونى بلينكن»، وزير الخارجية الأمريكى، وذلك للتشاور بشأن التصعيد الجارى فى الإقليم وسبل احتوائه، وذكر السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمى ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية والهجرة، بأن د. عبدالعاطى أحاط نظيره الأمريكى بالاتصالات، التى قام بها مع وزراء خارجية عدد من دول الإقليم، بمن فيهم وزيرا خارجية إيران ولبنان، فضلاً عن اتصالاته مع وزراء خارجية عدد من الدول الأوروبية، بهدف احتواء التصعيد الجارى فى المنطقة، على خلفية سياسة الاغتيالات الإسرائيلية، وما خلفته من حالة احتقان وردود أفعال، قد تؤدى إلى خروج الأوضاع الأمنية عن السيطرة، وتهدد بتوسيع رقعة الصراع بشكل غير مسبوق

كما أكد وزير الخارجية، ضرورة ممارسة جميع الأطراف لضبط النفس، وتجنيب المنطقة مخاطر عدم الاستقرار، وتهديد مصالح شعوبها، وطالب نظيره الأمريكى بالضغط على إسرائيل للتوقف عن ممارسة سياسة حافة الهاوية، والانخراط بجدية وإرادة سياسية حقيقية فى مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة.

وأضاف المتحدث الرسمى، بأن الاتصال تطرق إلى الموقف بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار والجهود المصرية/ القطرية/ الأمريكية المبذولة فى هذا الشأن، حيث تم تبادل الرؤى والتقييم، والاتفاق على استمرار الجهود والتنسيق، من أجل تشجيع الأطراف على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى أقرب وقت، لاسيما أن التوصل لمثل هذا الاتفاق وما يرتبط به من تفاهمات، من شأنه أن يخفف من حدة التوتر الإقليمى القائم وينزع فتيل الأزمة.

وكذلك قام د.بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة، بعدة اتصالات لمحاولة منع توسيع نطاق التوتر، ومنها اتصالات مع وزراء خارجية إيران وروسيا والسعودية ولبنان والأردن وإسبانيا، وقطر وإيرلندا ورئيسة البرلمان الأوروبى، والمنسق الأممى لعملية السلام فى الشرق الأوسط، وكذلك التقى وزير خارجية قبرص ووزير خارجية لبنان

كما أدانت مصر، فى بيان صادر عن وزارة الخارجية يوم الأربعاء 31 يوليو الماضى، سياسة التصعيد الإسرائيلية الخطيرة، واعتبرت مصر أن هذا التصعيد الخطير، ينذر بمخاطر إشعال المواجهة فى المنطقة بشكل يؤدى إلى عواقب أمنية وخيمة، محذرة من مغبة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول الأخرى، وتأجيج الصراع فى المنطقة.

وطالبت مصر مجلس الأمن والقوى المؤثرة دولياً، بالاضطلاع بمسئوليتهم فى وقف هذا التصعيد الخطير فى الشرق الأوسط، والحيلولة دون خروج الأوضاع الأمنية فى المنطقة عن السيطرة، ووضع حد لسياسة حافة الهاوية.

####

واعتبرت مصر أن تزامن هذا التصعيد الإقليمى، مع عدم تحقيق تقدم فى مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة، يزيد من تعقيد الموقف ويؤشر إلى غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية للتهدئة، ويقوض الجهود المضنية التى تبذلها مصر وشركاؤها، من أجل وقف الحرب فى قطاع غزة، ووضع حد للمعاناة الإنسانية للشعب الفلسطينى.

ويرى السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الولايات المتحدة الأمريكية، تلعب دورا كبيرا من وراء الستار للحيلولة دون وقوع مواجهة عسكرية مباشرة بين إيران وإسرائيل، كما أن طهران لديها حسابات دقيقة، بحيث إن الضربة الانتقامية ضد إسرائيل، لا تؤدى إلى تصعيد الموقف، مثلما حدث فى أبريل الماضى عندما أخطرت إيران الولايات المتحدة بموعد إطلاق المسيرات، وأنها لن تؤدى لخسائر كبيرة، وقد طلبت أمريكا من إسرائيل وقتها عدم الرد.

ويتساءل هريدى، حول المدى الذى قد يكون نتنياهو مستعدا للذهاب إليه لتفجير الأوضاع فى المنطقة، وهى علامة استفهام كبرى، لأن كل الأطراف الأخرى حساباتها دقيقة ورشيدة وعاقلة، باستثناء حسابات نتنياهو، مضيفا أن التحركات الإسرائيلية خطيرة، وهناك تصريح فى غاية الخطورة لوزير المالية الإسرائيلى سموريتش، حول أن وجود مستوطنات فى غزة كان سيمنع حدوث أحداث 7 أكتوبر، وهو تصريح يوضح الاتجاه الإسرائيلى على المدى البعيد.

ويؤكد السفير حسين هريدى، أن نتنياهو منذ أن قدم إلى حكم إسرائيل فى عام 1996، ولديه هدفان إستراتيجيان رئيسيان، أولهما إفشال إعلان المبادئ، أو ما يعرف باتفاق أوسلو، ومنع قيام دولة فلسطينية، وثانيهما هو الوقوف ضد إيران، واستخدام إيران كورقة رابحة فى يده يبتز بها العالم كله، بحجة أن إيران تهدد وجود إسرائيل كدولة، وقد خدمت أحداث 7 أكتوبر هذه التوجهات الإسرائيلية.

والجدير بالذكر، أنه كان قد وصل إلى تل أبيب الإثنين الماضى الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، للتنسيق مع الجيش الإسرائيلى بشأن الاستعداد للهجوم الإيرانى، ردًا على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، فى طهران، كما تحدث وزير الدفاع الأمريكى، لويد أوستن، هاتفيا مع نظيره الإسرائيلى، يوآف جالانت، للتأكيد على موقف واشنطن الحازم من مسألة دعم أمن إسرائيل.

وقد عززت الولايات المتحدة وجودها العسكرى فى الشرق الأوسط، حيث أرسلت تعزيزات من السفن الحربية، والطائرات المقاتلة، إلى المنطقة، وبرغم عدم الإفصاح عن تفاصيل إعادة نشر وتوزيع القوات الأمريكية فى الشرق الأوسط، وحجم ونطاق القوات الإضافية، فإنه يبدو أن تغير عملية إعادة توزيع الملامح الإستراتيجية والعسكرية للمنطقة بأكملها فى الفترة المقبلة، وأن يؤثر ذلك على خريطة القوى المنخرطة فى الصراع فى المنطقة.

وقد جاء اغتيال زعيم حماس، بعد ساعات فقط من قيام إسرائيل باغتيال القيادى العسكرى البارز فى حزب الله اللبنانى، فؤاد شكر، فى ضربة فى ضاحية بيروت، زادت المخاوف من توسع النزاع الدائر منذ نحو عشرة أشهر فى قطاع غزة، بين إسرائيل وحركة حماس.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة