في غضون 10 أيام حدثت جريمتان مأساويتان تدمي لها القلوب وتقشعر لها الأبدان، ويهتز لها عرش السماء؛ وهما من الجرائم الشاذة والغريبة على المجتمع، وهو تجرد أب من أغلى المشاعر؛ وهي مشاعر الأبوة وقام بخنق أبنائه الأربعة بدم بارد وضمير ميت؛ وهم ولدان وبنتان، أكبرهم إيمان 12 سنة ومحمد 8 سنوات وخالد 5 سنوات وندى 3 سنوات، وذلك في مدينة القنطرة غرب بمحافظة الإسماعيلية.
وأب آخر في محافظة القليوبية ارتكب نفس الجرم المأساوي؛ حيث قام بذبح أولاده الأربعة وهم صبي وثلاث بنات أكبرهم لم يتجاوز سن الـ21 فيما تبلغ سن صغيرتهم 9 سنوات.
هذه الجرائم المروعة الصادمة هي جرائم لابد أن يتحرك لها كافة المؤسسات الدينية والاجتماعية والنفسية لدراسة أسبابها ودوافعها؛ لمنع تكرارها وليس للحد منها؛ لأنها جرائم ضد الشرائع السماوية وعكس المشاعر الأبوية، وكذلك منافية للفطرة الإنسانية؛ حيث من المستحيل أن يقدم إنسان على التخلص من فلذة كبده وجزء منه؛ هو أغلى من حياته، ويعيش طوال عمره يكد ويكدح في سبيل توفير حياة كريمة لهم إلا إذا كان ليس بشرًا، أو كان مجنونًا، ولم يرتق حتى إلى درجة الحيوانات؛ لأننا لم نر أو نسمع عن حيوان تخلص من أولاده بهذه الطريقة البشعة!!
ولاشك أن من أسباب هذه الجريمة النكراء هو انعدام الإيمان بالله؛ لأنه مهما كانت الضغوط النفسية والمشكلات المالية لا يجب أن تدفع الإنسان إلى التخلص من أعز الناس إليه، وارتكاب جريمة مروعة وصادمة لو كان هناك ذرة إيمان بالله في قلبه، وأيضًا من الأسباب الدافعة لهذا الجرم تعاطي المخدرات وشرب الكحوليات وغيرها من الأشياء التي تغيب عقل الإنسان وتميت ضميره؛ ولذا يجب علي كافة المختصين، ومنهم المراكز البحثية، دراسة هذه الحالات دراسة دقيقة؛ لمعرفة أسبابها الحقيقية، وعلى المؤسسات الدينية تكثيف جرعات التوعية التي تقرب الإنسان من الله، وتسد عنه مسالك الشيطان، وعلى مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام عقد الندوات والمؤتمرات التي تحث على تشجيع الروابط الأسرية والاجتماعية.
وكلمة أخيرة لصناع الافلام والدراما: اتقوا الله في بلدكم، وكفاكم بث أعمال القتل والعنف، ونشر كافة الموبقات والسلبيات في أعمالهم؛ بدعوى الإبداع وحرية الفكر.
[email protected]