إذا كنت طالباً متفوقاً بعد حصولك على مجموع كبير فى شهادة الثانوية العامة، أو أنهيت دراستك الجامعية بتقدير جيد جداً على الأقل وتبحث عن فرصة لاستكمال دراستك بأكبر الجامعات الدولية الكبرى على مستوى العالم.. فالسطور التالية ربما تحمل لك "فرصة العمر"- كما يقولون- فحلمك هذا ليس مستحيلا.. بل من الممكن تحقيقه.
موضوعات مقترحة
فى البداية يقول الدكتور حسام الملاحى رئيس قطاع التبادل الثقافى والبعثات الأسبق بوزارة التعليم العالى، وعضو مجلس الشيوخ: تتنافس العديد من الجامعات الدولية والأهلية والمصرية والخاصة في الآونة الأخيرة على فتح باب استقبال طلبات الحصول على المنح الدراسية للمتفوقين علميا ورياضيا والموهوبين والنوابغ، علاوة على إعلان البعض عن حزمة قرارات حول تحملها كل المصاريف المتعلقة بهذه المنح الدراسية، أى ممولة بالكامل من حيث تكلفة الدراسة والانتقالات والمعيشة، بجانب إعلان البعض تقديم منح اجتماعية بنسب تصل إلى 100% لأبناء الشهداء وخصومات تتراوح بين 10 الى 25% لأبناء المناطق النائية وأبناء العاملين في مجالات التعليم والوزارات والإدارات الحكومية المختلفة.
كما يضيف قائلا: توفر الجامعات المصرية الخاصة والأهلية للطلاب المتفوقين منحاً دراسية، أما عن المنح الدراسية المقدمة من الجامعات الدولية الكبرى على مستوى العالم في مرحلة التعليم الجامعي خارج مصر فهي مفتوحة حاليا، وهناك على سبيل المثال المجر والصين حيث تقدمان لنا سنويا نحو 150 منحة ، بجانب الكثير من الجامعات الأجنبية الكبرى .
أما عن كيفية التقديم لاقتناص هذه المنح الدراسية الممولة بالكامل، يقول: طرق التقديم على هذه المنح الدراسية الممولة بالكامل موجودة على مواقع هذه الدول في توقيتات معينة من السنة ، وعلى الطالب متابعتها بانتظام، ويكون هناك تنافس شديد للغاية على اقتناص مثل هذه الفرص، فالمنح الدراسية للحصول على درجتى الماجستير أو الدكتوراه أو ما بعد الدكتوراه موجودة داخل مصر مثل الجامعات الألمانية والأمريكية وغيرها، أما عن المنح الدراسية خارج مصر فهي موجودة وأخص بالذكر هنا البعثات الدراسية الممولة بالكامل وتقدمها العديد من الدول مثل فرنسا وروسيا والصين ويتجاوز عددها حوالي 4500 منحة سنويا والنسبة الأكبر من خريجي الجامعات لا يعرفون هذه المعلومة، والطريق الشرعي الوحيد للتقديم على هذه المنح الدراسية الممولة بالكامل هو الموقع الرسمى للعلاقات الثقافية والبعثات بوزارة التعليم العالي، ويحتوى على كل التفاصيل فى جميع التخصصات والشروط اللازمة والأوراق المطلوبة، كما يقوم صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ بتقديم منح دراسية شاملة للموهوبين والنوابغ في مختلف المجالات في العديد من الجامعات الأهلية، والمنح المقدمة تغطى كافة التخصصات سواء العلمية أو الأدبية.
وننتقل إلى الدكتور رمزى عبد العزيز، وهو شاب مصري حصل على إحدي المنح الدراسية حتى أصبح أحد أشهر الباحثين فى علوم وتكنولوجيا النانو بجامعة ألتو الفنلندية وعضو هيئة التدريس بمركز التصوير النانومترى بالجامعة، يقول: تتحرك المؤسسات الدولية مؤخرا في اتجاه صناعة المواطن الدولي أي الذي ليس لديه حدود للتعلم سواء في كندا أو أمريكا أو أوروبا ممثلة في جامعات دولية كثيرة ، فهي تهتم بالطالب الذي لديه رؤية منذ صغره أيا كان مكان معيشته ولدينا نماذج عالمية مثل الدكتور أحمد زويل الذي يعد قصة ملهمة في حد ذاته؛ لقد صنع بيئته التعليمية التي يحتاجها، والشباب عليه أن يفكر في صناعة بيئته التعليمية بناء على متطلباته وقدراته ومهاراته، وأوجه كلامى إلى أولياء الأمور والأهل فى ضرورة خلق دافع وحافز داخلى والتحدث مع الأبناء عن قصص واقعية، فمن وجهة نظرى تجهيز الطالب يبدأ من مرحلة الطفولة.. وكلما بدأنا فى التحدث الى الطالب مبكرا ازدادت فرصة حصوله على المنحة الدراسية، فمن الممكن ان فكرة المنح الدراسية للدراسة خارج مصر لا تجذبه من الاساس ..
فأنا أريد أن يكون الشباب من داخله يبحث عن هذه الفرصة، كما يجب أن يتعلم الطالب الباحث عن المنحة الدراسية الممولة بالكامل اللغة الانجليزية جيدا كتابة ونطقا، وأصبحت هناك العديد من المواقع التى تتيح تعلم الانجليزية بطلاقة وبشهادة معتمدة مجانا، فاللغة الانجليزية هى اللغة الأم للبحث العلمى، كما يجب أن يتعلم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي الذي من خلاله يمكن تنمية المهارات ويستطيع منافسة أقرانه الذين يتقدمون للحصول على المنح من كل أنحاء العالم ، وأقول للشباب: لا تتوقف.. فرحلة تعلمك ليست سهلة، فإذا كان الطالب يريد- على سبيل المثال- الدراسة في ألمانيا.. فعليه أن يتقن اللغة الألمانية بعد الإنجليزية، كذلك يتم اختيار الطالب المتفوق دراسيا الحاصل على تقدير تراكمى جيد جدا على الاقل، كذلك مدى مشاركته فى الأعمال التطوعية والأنشطة التى تكسبه خبرة مثل التدريب فى أحد الأماكن أو المعسكرات الصيفية بالإضافة إلى تعلمه مهارة كيفية كتابة ورقة بحثية مع طلبة الجامعة ونشرها فى إحدى الدوريات العلمية البحثية وحصوله على إحدى الدورات التدريبية.
ويضيف د. رمزي عبد العزيز: قمنا بإطلاق منصة باسم http:eduhub21.com\en\S ينشر عليها المنح الدراسية التي تصلح للمصريين والعرب في الخارج، وقمت بتأسيسها أنا وصديقي الدكتور محمود الدماصي والقائمون عليها مجموعة من المتخصصين، وهناك الكثير من الشباب الذين استطاعوا الحصول على منح دراسية.. بل بعضهم حصل علي 3 منح في وقت واحد نتيجة لمتابعتهم للموقع، فعلى الشباب أن يدخلوا مثل هذه المواقع الموثوق فيها وقراءة التعليقات، كما أننا قمنا بعمل حلقات على شكل كورس بعنوان (الطريقة المثلى للدراسة في الخارج) وشاهدها أكثر من مليون شخص بجانب معرفة الأوراق المطلوبة؛ لأن هناك مبالغ فلكية تصرف على الفائزين بهذه المنح ، وهي منح ممولة بالكامل وكل يوم نقوم بنشر هذه المواقع والشروط ولينك التقديم والتدريبات والمدارس الصيفية في أوروبا وكندا، وبالطبع النصب موجود في كل المجالات.. ولذلك أطلب من الشباب الدخول على المواقع الرسمية للجامعات الأجنبية وقراءة التعليقات وعمل بحث ومتابعة شخص موثوق فيه ، كما أن لدينا "العيادة التعليمية" وهي مؤسسة غير هادفة للربح في أمريكا تقوم بالإجابة على أي سؤال يخص المنح الدراسية بالخارج، فعندما نسافر إلى الخارج نحتاج إلى مستشار أو خبير.. وهذا الموقع يوفر التوجيه عبر خبراء وأساتذة يعملون في أكبر جامعات العالم .
وعن أكثر المنح الدراسية المطلوبة في الآونة الأخيرة من الجامعات الأجنبية يضيف: كل ما يتعلق بالثورة التكنولوجية التي تحدث في العالم الآن، فعلى سبيل المثال أمريكا تركز مشاريعها الآن حول التقنية وكل ماله علاقة بمعلومات البيانات والتقنية وعلوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي والعالم الافتراضي والمحاكاة والتغير المناخي ومجالات الطاقة بجميع أنواعها، والاتجاه العام فى الآونة الأخيرة للجامعات الدولية الكبرى نحو التقنيات، أما العلوم الإنسانية والاجتماعية فمن الصعب من خلالها الحصول على منحة دراسية.