Close ad

عبد الرحيم كمال: الثقافة تحتاج إلى مشروع متكامل ولدينا شباب يفرح

12-8-2024 | 18:24
عبد الرحيم كمال الثقافة تحتاج إلى مشروع متكامل ولدينا شباب يفرحعبدالرحيم كمال
حوار أجرته -حسناء الجريسى
الأهرام العربي نقلاً عن

التعامل مع الشخصيات على أنها خيط درامي واحد.. جهل

موضوعات مقترحة
لا أكتب بحثا عن المال وإلا لكنت الآن في مكان آخر
اللحظة التي أكتب فيها لا تقدر بثمن.. والكتابة هي الهدية الإلهية
المحبة والتصوف جزءان أصيلان من الهوية المصرية
أنا من جمهور أسامة أنور عكاشة.. لكننى اخترت طريقة أخرى

عبد الرحيم كمال، كاتب يملك أدواته، ومتمكن من حرفته، يذهب إلى موضوعه متسلحا بثقافة رفيعة، هو المولود بين أحضان الطبيعة على ضفتى النيل فى الصعيد، الذى تأثر به بشكل كبير، وانعكس هذا التأثر فى كل أعماله، بدأ مشوار الكتابة والإبداع منذ سن مبكرة متأثرا بالحكايات، التى كانت تحكيها والدته حيث كانت تغنى له السيرة الهلالية، والده أيضا شاعر، متعمق فى التراث، كل هذه العوامل جعلته يمتلك مفاتيح الإبداع الحقيقى فضلا عن تنوع قراءاته لكتاب عرب وأجانب، وتأثره بعوالم عدة لكتاب مختلفين، منهم نجيب محفوظ وطه حسين ويوسف إدريس، والأهم من كل هذا تأثره بعالم التصوف.

عبد الرحيم الملقب بعمدة الدراما الصعيدية، العديد من الأعمال مثل «الرحايا» و«شيخ العرب همام»، و«الخواجة عبد القادر» و«نجيب زركش» و«آهو دا اللى صار»، و«جزيرة غمام»،  وأخيرا «الحشاشين» الذى عرض فى رمضان الماضي، وحقق نجاحا كبيرا، نال «كمال» جائزة التفوق تكريما لمشواره الأدبي، فى هذا الحوار نتعرف على كواليس أعماله وكتاباته والمحطات المهمة ورؤيته لمستقبل الثقافة .

> بعد حصولك على جائزة التفوق عن مشوارك الأدبى ماذا بعدها، خصوصا أنك حصلت سابقا على جوائز عدة من دول مختلفة؟
جائزة التفوق لها مذاق خاص، خصوصا أنها من مصر وفى الآداب، بعد رحلة ومشوار طويل مع الكتابة،على مستوى الأدب والسيناريو، وما زال لدى الكثير من الأحلام لكتابة أفلام سينمائية وروايات ومسلسلات .

> اعتدنا كل عام على وجود عمل درامى من تأليفك فى رمضان، فهل شرعت فى الكتابة فى رمضان المقبل؟
حتى الآن لم أكتب شيئا، هى مجرد أفكار، وقريبا سأبدأ فى الكتابة.

> بعد النجاح الذى حققه مسلسل «الحشاشين» الذى كان  له صدى واسع هل تابعت الضجة التى أحدثها؟
طبعا تابعتها، وكنت أتلقى مراسلات كل يوم من مواطنين، وكان هناك بودكاست بينى وبين أحد المثقفين الإيرانيين،  وكانت أسئلته فى منتهى الجمال وقال لى:» أول مرة أرى جزءا من تاريخ بلدنا يتحقق بهذه الموضوعية والجمال، وهذا أسعدنى جدا.

> قلت إنك اعتمدت على 50 مصدرا، ومكثت 12 عاما تعمل على المسلسل، وكتبته فى سنتين ما كواليس كتابته؟
الحشاشين كان حلما قديما جدا منذ فترة شبابى الأولى، هو شخصية مغرية لأى شخص يكتب أدبا أو دراما، شخصية البطل «حسن الصباح» مزيج بين الجنون والورع والتقوى وانحراف الفكر، ما بين الصدق الشديد وخطف قلوب الشباب، وما بين أنه يقودهم إلى مصير دام ومرعب، كيف تكون هذه الخريطة داخل إنسان واحد؟ طبعا هو كان حلما ثم قراءات ثم بداية مشروع .
التعامل مع المصادر كان أكثر إرهاقا من أى عمل، مثلا فى مسلسل « شيخ العرب همام»،  كانت المصادر محدودة جدا، قرأت واستعنت بأربعة سطور للجبرتى، وفصل للدكتور لويس عوض وكتاب للدكتورة ليلى عبد اللطيف، وهى مصادر قليلة، بالنسبة لمصادر «مسلسل الحشاشين»، حدث العكس.

> هل ترسم شخصيات أعمالك على الورق وتخطط لها، وكيف تتعامل معها أثناء الكتابة؟
كل عمل يفرض طريقة رسمه، وليس هناك عمل يشبه الآخر، كل عمل له «حدوته» وسياق،  طبعا العمل التاريخى غير الأعمال المعاصرة، والعمل الخفيف غير التراجيدى، والعمل الذى له علاقة بالصعيد يختلف عن عمل مثل مسلسل «اهو دا اللى صار» رسم الشخصيات وطريقة البناء يحكمها نوع العمل وأول سطر .

> هل هناك خطة تضعها قبل الشروع فى كتابة العمل؟
طبعا تكون فى ذهنى أحيانا ليس بالضرورة تكون أغلب الوقت على الورق، وتنفيذها يأخذ أشكالا أخرى، مثلا أجلس فترات طويلة دون أن أكتب، لكن الكتابة تكون فى عقلى منذ فترة طويلة، وأحيانا أبدأ الكتابة بطريقة متتالية ومتوالية، وبعد ذلك أنتظر لأرى ما الذى فعلته، ثم نرجع لتخطيط العمل ثانية، طبعا هو مزيج بين التخطيط وعدم التخطيط.

> شخصيات أعمالك كلها شخصيات مركبة مثل شيخ العرب همام»، «نجيب زركش»، «الخواجة عبد القادر»،  «الرحايا» ما تعليقك؟
يمكنك القول إنها شخصيات غنية، الجمهور لا يحب مشاهدة الشخصيات المسطحة، التعامل مع الشخصيات على أنها أبيض وأسود خطأ وغير درامي، التعامل مع الشخصيات على أنها خيط درامى واحد جهل، لكن التعامل مع الإنسان على أنه جوهرة متعددة الأسطح بداخله كل الألوان، وليس شيئا بسيطا، وأنه شىء مؤثر فى كل الأشياء، ليس تركيبة بسيطة، ولا لوناً واحدا  نحن فى الحياة، لسنا شخصيات بسيطة .

> يشبهك البعض بأسامة أنور عكاشة فأنت تجمع بينه وبين صلاح جاهين وهذا ظهر جليا فى أدائك فى برنامجك الأخير «قول يا عبد الرحيم ما تعليقك؟
أسامة أنور عكاشة قامة كبيرة، وأحد الآباء الروحيين للدراما المصرية، قدم الكثير من الأعمال الخالدة وشخصيات حقيقية عاشت كثيرا فى وجدان الناس، لكن ليس هناك علاقة بين نوع كتابات أسامة، وبين كتاباتي، أنا لى طريق آخر وسكة أخرى، لكن طبعا ليس هناك كاتب دراما إلا وتأثر بكتابات أستاذ أسامة، على سبيل التعلم، أنا من جمهور أسامة أنور عكاشة، وحتى الآن أشاهد أعماله، لكن كتاباتى ليس لها علاقة بأسامة أنورعكاشة أو غيره وكل واحد له بصمته،  لن يكون هناك أسامة أنور عكاشة آخر، ولن يكون هناك نجيب محفوظ آخر، لكن هناك آخرين، وهكذا فأنا مدين للأساتذة الكبار أنهم أثروا فى روحي، وجعلونى أحب فكرة الكتابة، تأثرى خليط من أسامة أنور عكاشة وطه حسين ووحيد حامد ويوسف إدريس، وكتاب أجانب وكتاب كثر إلى أن صار لى لونى الخاص بى وكتاباتى المختلفة .

> تأثرت بالحارة عند نجيب محفوظ– هكذا قلت –ما تعليقك؟
 تأثرت بعالم نجيب محفوظ كله، وشاهدت فى عالمه الحارة المصرية بشكل واضح وبسيط ومكثف من خلاله، وهذه عظمة المبدع أن كتاباته تصل للكتاب، وتاريخ وجغرافيا وثقافة البلد الذى نشأ فيه أمر ليس سهلا، نجيب محفوظ، عندما تقرئين أعماله تشعرين وكأنك تعلمين كل شىء عن المائة عام الماضية ، لأنها كانت تؤرخ لحقبة مهمة.

> فى معرض أبو ظبى الدولى للكتاب حضرت لك ندوة بعنوان التصوف فى أدب نجيب محفوظ « وواضح جدا تأثرك به من خلال حالة الحوار فى مسلسل «جزيرة غمام» والخواجة عبد القادر»، وشخصية «سلام»  فى مسلسل «شيخ العرب همام»؟ .
المحبة والتصوف جزآن أصيلان جدا من الهوية المصرية، والمصريون صبغوا الإسلام بصبغة مصرية خالصة، وهى فكرة المحبة والتصوف، طبعا التصوف ليس حكرا على مصر فهو موجود فى بلدان كثيرة، لكن فى مصر له طعم آخر، ربط الدين بالمحبة والفرحة والاحتفالية، النظرة الفنية المصرية للدين وهى متغلغلة بداخلنا جدا،  وأية نظرة أخرى تكون وافدة، لكن يظل التصوف والمحبة جزءا أصيلا من الهوية المصرية، وتظل الهوية المصرية مشروعى الكبير، عندما أتكلم عن الشخصية المصرية ، فجزء كبير منها له علاقة خاصة بربنا، وهى تصبغ حياته كلها، وتجعل يومه مختلفا وعلاقته بالماضى والحاضر مختلفة، وهذا ما حمى مصر على مدار سنوات كثيرة من الأعداء ومن المرض النفسي،  لأن المصريين بهذه الروح التى فيها المحبة، لربنا استطاعوا  التعامل، مع أزمات على مدى العصور سياسية واقتصادية مرعبة.

> بدأت  مشوار الأدب بكتابة القصة، ثم اتجهت لكتابة الرواية والتليفزيون، هل لأنها مربحة،  وماذا عن كواليس دراما التليفزيون؟
مستحيل أكتب بحثا عن المال، لو كان البحث عن المال قضيتى لكنت أصبحت فى مكان آخر ليس له علاقة بالكتابة أصلا، أنا أبحث عن حقيقتى، وليس  بحثا عن «الفلوس»، مكثت 12 عاما وأنا مكتف فقط بكيفية توصيل كتاباتى للآخرين، كنت أكتب قصة قصيرة ومسرحا ومعالجات، أنا كتبت السيناريو قبل دخول معهد السينما، ووقعت على عقد أول مسلسل مع الأستاذ نور الشريف رحمة الله عليه، وأنا طالب فى كلية التجارة الخارجية وعندى 19 سنة، ولم أكن أعرف شيئا عن السيناريو وقتها، الغرض كان البحث عن حقيقتى، وأن أصل فى الكتابة لمعان كثيرة جدا، وليس هناك أجر فى الوجود يساوى  اللحظة التى أكتب فيها، لأنها لحظة لا تقدر بثمن، أى لحظة عظمى والكتابة هى الثمن الالهى الذى أتقاضاه والذى يجعلنى أعيش، أنا أحب الكتابة بشكل رهيب جدا، والكتابة  الجيدة هى التى تجعل الجميع يعترفون بها، أنا أجرى يكون عن اللحظة التى أكتب فيها، وليس عما كتبت.

> متى يأتى وحى الكتابة إلى عبد الرحيم كمال؟
لو كنت أعلم متى يأتى حقا، كنت انتظرته فى موعده، جماله أنه يأتى  وقتما يريد ولا يتم استدعاؤه، ومع الوقت يكون هناك مزيج من الحرفة تمكنك من استدعاء لحظة الكتابة، مع عدم فقدك لبراءة هذا الوحى، لو فقدت فرحتى بلحظة اللقاء  مع الورق  لن  أكتب شيئا، فرحتى الشخصية تكون لأننى أكتب  لحبى للكتابة، أى شخص يكتب من أجل الربح، فهذا لن يكمل مشواره.

> «وفى أنفسكم أفلا تبصرون»  مع كل عمل، ما الذى تكتشفه فى عبد الرحيم كمال؟
 هذا هو المعنى من أول بيت شعر كتبته حتى هذه اللحظة، هى محاولة اكتشاف للنفس، والغريب فى مهنة الكتابة والفن أنه كلما زاد اكتشافك لنفسك زاد اكتشافك لمن حولك، والنفس البشرية معقدة جدا، وكلما كتبت، أكتشف أنه أمامى الكثير من الأسرر التى لم أعرفها بعد، وهذا أيضا جمال الكتابة، أنه يهيأ لنا أننا نكتشف جمال النفس الإنسانية، وبعد ذلك نكتشف أن الأمر أعمق من ذلك، اكتشاف الحقيقة هو رحلة بينى وبين ذاتي، والجمهور يتابع تطورى أنا الشخصى ووجهة نظرى فى الحياة، والجمهور شاهد على تلك الرحلة، وأنا فى النهاية مجرد شخص يكتشف نفسه من خلال الورقة والقلم.

> تفاعلك مع الشخصيات، وما تقوم به من محاولات سبر أغوار النفس البشرية، إلى أى مدى ترهقك؟
ترهقنى جدا، لكنه إرهاق ممتع أنا لم أشعر بالشخصيات متى تفرح؟ ومتى تكتئب وتحزن؟ ولا بد أن أحدد لها اسما، لأن الشخصية التى دون اسم ليس لها وجود، وحتى أصل للشخصية أستغرق وقتا طويلا، ولابد أن أعرفها، لأننى لا أحكم على شخصيات، ولا أكرهها، بل أتركها، أعطى لها الحرية على الورق، فلابد أن تكون الكتابة خفية والشخصيات حرة على الورق، وهذه حرفة الكاتب الهاوي، أنه لا يحكم على شخصياته، يتركها تقرر مصائرهت، هو فقط يصنع خط الحكاية .

> لفت انتباهى تصريحك فى أحد حواراتك «أن الثقافة فى مصر تحتاج إلى إفاقة عاجلة «ماذا تقصد وما الروشتة التى تقدمها باعتبارك أحد المثقفين البارزين؟
أنا لا أملك الروشتة، لكننى أعتمد على الرؤى، رؤيتى لوزارة الثقافة، أنها لابد أن تصل بالمنتج الثقافى لمستحقيه، وهم الطبقات الفقيرة، الثقافة تحتاج الى مشروع متكامل  لأنها مشروع أمن قومى، ووزارة الثقافة تولاها عظماء، وهناك مجهودات عظيمة، ونطمع فى المزيد، لأن الثقافة تتحمل الكثير فى ظل الظروف المتغيرة، الوعى والثقافة يغلقان أبواب التطرف، الصعيد خال من دور العرض، أنا من سوهاج، فى طفولتى كان عندنا خمس دور للعرض، اليوم لا يوجد ولا واحدة، وكذلك فى أسيوط والمنيا وكل الصعيد، فكيف الصعيد بكل هذه المساحة الجغرافية، وكل هذا التراث وكل هذه العراقة لا يوجد فيه دور عرض.
كل دار عرض تغلق معناه أن هناك بؤرة إرهاب تفتح، كل مكتبة تغلق معناها، أن هناك بؤرة إرهاب تفتح.
لا بد من وجود مكتبات ودور عرض ومسارح، وتفعيل قصور الثقافة، حملات للتثقيف ومكتبات متنقلة، لا بد من توافر الكتاب والفيلم والمسرحية للشباب، وهذه أشياء لها علاقة بالتفكير والتخطيط أكثر من التمويل.
المكسب الحقيقى أن يكون عندى شباب لديهم مساحة من الوعى والثقافة تحميهم خصوصاً، أن هذه مصر، ومصر يعنى مسرح وسينما وفن وإبداع، نحن بلد يستحق أن تكون فيه ثقافة مؤثرة فى كل من حوله.

> ما تقييمك لوضع المثقف اليوم، هل ما زال بعيدا عن قضايا مجتمعة؟
اليوم ليس عندنا كتلة مثقفين، أصبحنا مثقفين فرادى لا يصنعون شيئا، وهذا أسوأ شىء حدث، ألا تكون عندنا كتلة مثقفين على تباينهم الإبداعى يتشكلون ككتلة، ويكون لهم تأثير على الرأى العام، لكن حدث تشتيت لهذه الكتلة خلال الأربعين سنة الماضية، فأصبحوا فرادى فى منازلهم وعلى الإنترنت والمقاهي، وأحيانا شخصيات وحيدة.

> كيف نسترجع كتلة المثقفين، خصوصا وهناك جيل شباب على مستوى كبير من الإبداع؟
الأمر ليس لها علاقة بالابداع، الإبداع كثير وموجود، وعدد الشباب الذين يكتبون يفرح، ومصر لن تنضب، لذلك لابد أن يكون هناك مشروع ثقافى كبير، بل مشاريع ثقافية كبيرة،  تخلق تيارا كبيرا  كان موجودا.

> ما مدى تأثير الذكاء الاصطناعى على الرواية والدراما؟
كل تأثيره يكون امتدادا للكتابة المتوسطة عديمة القيمة، فلو حصل أن يكون هناك معطيات، ومادة تدخل للسينارست تدخل عن طريق الذكاء الاصطناعى تكون فى النهاية خالية من الإبداع، والذكاء الاصطناعى يكرس لفكرة انعدام الموهبة، وفكرة الاستهلاك أن الفن سلعة تخلو من الروح، وهو امتداد لفكرة العولمة، وهو يلغى الجميل فى الفرد تفرده وإبداعه، دائما الموهبة والشطط الإبداعى هو ما يخلق شيئا جديدا.

> ماذا عن تأثير والدتك فى حياتك والمرأة بشكل عام؟
أمى بنت عم أبويا، بنت «العمدة الكبير» كانت جميلة وكانت تحفظ أشعارا كثيرة، وتحكى لى السيرة الهلالية وتغنى لي.
وكانت تحكى لى قصصا أثرت فى وجدانى حتى الآن، الغريب أن القصص التى كانت تحكيها لى وجدت شبيها لها فى الأدب المترجم، قصصا مختلفة عن الأولياء والمجاذيب، كانت تحكى لى قبل النوم، مازلت أفتقد السكينة التى كنت أشعر بها معها، كنت فى الجامعة أضع رأسى على قدميها وأنام بالساعات، كانت مصدرا للسكينة، أثرت فىّ طيبتها ونظرتها للحياة والحكايات، وحبها لوالدي، ووالدى كان شاعرا، ويقرأ فى التراث وكتب التصوف، كان والدى كل العالم بالنسبة لها، كانا جناحى الحب فى حياتي، وابنتاى التوءم جنة وشهد وزوجتى وكل سيدة قابلتها، النساء هن الدراما الحقيقية والرجال هم شخصيات ثانوية، رغم أننى لا أعترف فى الدراما بالشخصيات الثانوية.

> كيف تتعامل معها فى أعمالك؟
 أتعامل معها بحساسية أكثر لأهميتها، واحترام لمشاعرها انتبه للمرأة كثيرا، ومعنى ذلك أن هناك شيئا خاصا يؤثر فى العام، النساء فى العام والدراما  هما أخطر شىء فى الدنيا، ومن لم ينتبه لهما يخسر الحياة والدراما.

> ما مشاريعك المستقبلية؟
مشاريعى فى يد الله، أحلم بمشروع أدبى كبير للأطفال أحشد له منذ سنوات، لأن الكتابة للأطفال مهمة، وهذا حلم يرضينى جدا، عندى مسرحية» صاحب الوردة للحلاج ستعرض» قريبا  على المسرح القومى، وهى مسرحية أقدم لها معالجة معاصرة، وطبعا فيه مسلسل لن أتحدث عنه حاليا، وعندى مشروع للسينما سنعلن عنه قريبا.

> خضت تجربة إذاعية جديدة ببرنامجك « قول ياعبد الرحيم « ماذا عنها؟
 إنها تجربة جميلة جدا بالنسبة لى، وأنا أحب الإذاعة كسميع، لأن السماع أساسى عندى، وقت الكتابة اتعرضت على الفكرة من الشركة المتحدة، وذهبت لتسجيلها فى يومين، وكانت تجربة جميلة وكان رد الفعل لطيفا من الجمهور.

> ماذا عن رواية موت العالم ؟
أخذت وقتا طويلا،  بعد «أبناء حورة»، صدرت مع كتاب مصر الآل والأحوال «وبين كل رواية وأخرى فترة زمنية، لكنك تعرفين ظروف النشر، وكان المعرض على الأبواب، كنت مشغولا بفكرة الموت والحياة، وكثفت هذا فى هذه الرواية، كان هذا ملخص موت العالم من الميت والحى ومن هو جدير بالحياة، وما البعث هل هناك موت وحياة وبعث؟ وهناك اختيارات وفى كل لحظة تتحقق فينا كل المشاهد الموجودة فى التوراة والإنجيل والكتب المقدسة، وتظهر إنها مستقبلية وهى متحققة فى أعمارنا اليومية.

> ما نصائحك لجيل الشباب؟
 لو أحببت الكتابة تمسك بها، حب الكتابة لذاتها يعطيك كل شيء، حب الكتابة لمكاسبها يجعلك تخسر كل شىء.

> ما الأغنية التى تحبها؟
أغان كثيرة من ويجز إلى أم كلثوم، أسمع كل الأغانى لفيروز وصباح وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب محمد منير.

> وماذا عن وقت الكتابة؟
 كتبت «الرحايا» على أغانى مسلسل «الأيام»، بحب عمرو دياب جدا وعلى الحجار، أى حد عنده موهبة تلمس القلب، كل ما يلمس قلبى أسمعه لأن الموهبة توحد الأجيال.

> كيف ترى الصعيد وتحديدا بلدك سوهاج؟
من أسعد اللحظات فى حياتى عندما أكون على الطريق الرئيسى فى الطريق إلى بلدى، قلبى يدق وأنظر للبيت وللنيل بحب وامتنان شديدين، وأشعر بالراحة الشديدة، ويومان هناك كفيلين أن يزيحا عنى عناء سنوات.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة