كامالا هاريس نائبة الرئيس الديمقراطي جو بايدن والمٌرشحة المٌحتملة في انتخابات الرئاسة الأمريكية المزمع عقدها في شهر نوفمبر من العام الجاري 2024 تشتهر بضحكتها العريضة والطويلة ووجهها البشوش أكثر من اللازم وهو ما جعلها في مرمى الهجوم من الرئيس السابق ترامب والمٌرشح الجمهوري للرئاسة، والذي دأب على السٌخرية منها هو واليمين الأمريكي لمهاجمتها والتندر على ضحكاتها الطويلة والمٌتكررة وانتشرت مؤخرًا مقاطع فيديو لها أثناء دخولها في نوبات من الضحك التي اعتبرها مؤيدو ترامب أنها مٌثيرة للسٌخرية وغير لائقة..
وفي تجمٌع انتخابي وصفها ترامب بــ كامالا الضحاكة وقال: أنا أٌسميها كامالا الضاحكة.. وتساءل هل شاهدتموها وهي تضحك من قبل؟ إنها مجنونة.. على حد قوله..
وعلى الرغم من ذلك كشفت أحدث استطلاعات للرأي أنها أحدثت تغٌيرًا كبيرًا في السباق الرئاسي بتفوقها على مٌنافسها الجمهوري دونالد ترامب في 3 ولايات متأرجحة، وكانت هاريس (59 عامًا) المٌرشحة الوحيدة المؤهلة للحصول على الأصوات بالحزب الديمقراطي في أعقاب انسحاب الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، من السباق إلى البيت الأبيض خلال شهر يوليو الماضي بسبب تراجع شعبيته بشكل كبير وأدائه السَّيِّئ في المٌناظرة الرئاسية أمام ترامب وزلاته المٌتكررة بسبب تقدٌمه في السن.
وأظهرت أحدث استطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة، تقدٌم هاريس على ترامب (78 عامًا) بأربع نقاط في كل من بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن.
ويٌعتبر هذا "تحولًا كبيرًا" مقارنة باستطلاعات الرأي السابقة، التي وجدت أن ترامب يتقدم على هاريس وبايدن بمتوسط نقطة أو نقطتين في الولايات الثلاث ذاتها..
وهو ما يٌشير بقوة إلى أن دخول هاريس السباق الرئاسي قلب الأساسيات التي تقوم عليها هذه الانتخابات رأسًا على عقب، بالرغم من أنه يظل من الصعب تفسير سبب تحول استطلاعات الرأي من أسبوع إلى آخر، أو من شهر إلى آخر، وأنها ستتغير صعودًا وهٌبوطًا كٌلما اقتربنا من شهر نوفمبر موعد إجراء الانتخابات.
وقال ما لا يقل عن 49 بالمئة من الناخبين المٌحتملين في كل من بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن إن لديهم وجهة نظر إيجابية عن كامالا هاريس، وهو المستوى الذي لم تحصل عليه هاريس ولا بايدن في أي استطلاع سابق، في المقابل لم تتضاءل آراء الناخبين حول ترامب بل إن شعبيته ارتفعت قليلا إلى 46 بالمئة في الولايات الثلاث، ليكون بذلك حقق أعلى نسبة تأييد له في تاريخ استطلاعات الرأي، وفي إعقاب مٌحاولة اغتياله في ولاية بنسلفانيا، وهذه النسبة من التأييد لترامب كانت في السابق كافية لتحقيق تقدم واضح على بايدن الذي هبط نسبة تأييده إلى 30 بالمئة في أوائل يوليو الماضي.
لكن في الوقت الحالي لا تكفي هذه النسبة في مواجهة هاريس، وكان بايدن قد أنهى حملة إعادة انتخابه، وأعلن انسحابه من السباق الرئاسي قبل أسابيع بعد أن شكك قادة ديمقراطيون في قدراته الصحية، ودعوه للانسحاب من السباق خشية الخسارة أمام المرشح الجمهوري، على خلفية الأداء الضعيف في المناظرة الرئاسية، كما أشرت في البداية، وكانت الديناميكية الأساسية للسباق الرئاسي مدفوعة بعدم شعبية بايدن، وهو ما جعل الانتخابات بمثابة استفتاء على ترامب، حيث تُرِك الملايين من الناخبين أمام خيار مؤلم بين مرشحين لا يرغبون بالتصويت إليهما.
ووجدت أحدث الاستطلاعات أن الناخبين في الولايات الثلاث ليس لديهم أي تحفظات كبيرة بشأن هاريس، التي ستصبح أول امرأة تتولى منصب الرئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية الممتد لـ 248 عامًا، إذا فازت في انتخابات نوفمبر المقبل..
وظهرت مجلة الإيكونوميست الشهيرة وعلى غٌلافها بورتريه لكامالا هاريس والمانشيت: ماذا لو فازت؟ وهو ماسنٌتابعه خلال الأشهر القليلة القادمة.. وللحديث بقية..