«وهل يخفى القمر؟!».. هي مقولة مشهورة عند العرب سائرة بين الناس قديما وإلى يومنا هذا مازالت تستخدم لوصف الشخص الجميل..فما هي قصتها، ومن أول من قالها؟.
موضوعات مقترحة
تعود هذه المقولة إلى شاعر الغزل الشهير عمر بن أبي ربيعة، وهو شاعر مخزومي قرشي، عاش خلال العصر الأموي، ولم يكن في قريش من ينافسه في قرض الشعر.
ولد عمر بن أبي ربيعة في ليلة السادس والعشرين من ذي الحجة عام 23هـ/ السابع من نوفمبر عام 644م، وهي الليلة ذاتها التي توفي فيها الفاروق عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ، حتى أن الناس قد قالوا عن هذه الليلة بعدما اشتهر شأن عمر بن أبي ربيعة وذاعت غزلياته في النساء:"أي حق قد رُفع .. وأي باطل قد وقع"، في مقارنة بين حال العُمرين.
كان عمر بن أبي ربيعة واحدًا من أوسم الفتيان، بهي الطلعة شديد التأنق، كثير الأغعجاب بنفسه، لا يكف عن التغزل بالنساء والتشبب بهن حتى أمام الكعبة!، كان قلبه يطير بين النساء طيرًا، ولا يقنع بواحدة منهن، ومن شدة غروره كان يصور نفسه في قصائده معشوقًا لا عاشقُا.
تغزل عمر بأشهر وأجمل النساء في عصره، ومن بينهن السيدة سكينة بنت الحسين، والسيدة فاطمة بنت عبد الملك بن مروان خليفة المسلمين وزوج الخليفة العادل عمر بن العزيز، ومن أشهر قصائده في الغزل، ما قاله عندما كان واقفًا أمام البيت الحرام"
قف بالطواف ترى الغزَال المُحرما حج الحجيج وعاد يقصدُ زمزما
عند الطـواف رأيتهـا مُتلثمـة للركن والحجـر المُعظـم تلثمـا
أقسمت بالبيت العتيـق لتخبـري ما الاسم قالت من سلالـة آدمـا
الاسم سلمـى والمنـازل مكـة والدار ما بين الحجـون وغيلمـا
قلت عديني موعـداً أحظـى بـه أقضي به ما قد قضاه المحرمـا
فتبسمت خجلاً وقالت يـا فتـى أفسدت حجك يا مُحـل المُحرمّـا
فتحرك الركن اليمانـي خشيـةً وبكا الحطيم وجاوبتـه زمزمـا
لـو أن بيـت الله كلّـم عاشقـاً من قبـل هـذا كـاد أن يتكلمـا
قصة "وهل يخفى القمر"
أما قصة مقولة "وهل يُخفي القمر"، فهي شطر بيت قاله عمر بن أبي ربيعة في قصيدة يحكي فيها كيف أن الفتيات قد شغفن به حبا، حيث يدور هذا الحوار بين ثلاث فتيات رأينه
قالت الكبرى أتعرفن الفتى؟ قالت الوسطى نَعَم هَذَا عُمَر
قالت الصغرى وَقَد تَيَمتُها: قَد عَرَفْناهُ وَهَل يَخْفَى الْقَمَر!
ومنذ ذلك الوقت انتشرت المقولة الشهيرة "وهل يخفى القمر".