كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، زاد اهتمام المجتمع بمعرفة توجهات الشباب الناخبين، وإلى أى من الحزبين ستميل أصواتهم.
موضوعات مقترحة
كل من يبلغ سن الثامنة عشرة، له الحق فى التصويت فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ويمكن القول إن الشباب الأمريكى مهتم كثيرا بالعملية الانتخابية، بسبب تأثيرها الواضح عليه منذ عشرات السنين، لذلك صوته مسموع ويسعى كل المرشحين للتنافس على محاولة إرضائه، وبالتالى ضمان هذه الأصوات التى تقدر بالملايين داخل المجتمع الأمريكى.
لكن ما الذى يسعى إليه الشباب الأمريكى تحديداً من خلال إعطاء أصواتهم لمرشح جمهورى، أو آخر ديمقراطى؟
هناك عدة محاور، يتطلع دائما المجتمع الأمريكى الشاب لإيجاد أفضل الحلول لها، وبالتالى يحاول دائما أن يعرف مدى اهتمام أى مرشح رئاسى بهذه المحاور، ومدى قدرته على تقديم حل لها بالشكل الذى يرضى طموح الشباب.
من بين هذه المحاور، وربما أهمها هى، تلك التى تتعلق بقروض التعليم الجامعى، وما بعد الجامعى، وكذلك المتعلقة بالتأمين الصحى والتمويل العقارى، وتوفير فرص العمل الجيدة التى تساعد على تحقيق الحلم الأمريكى الذى أعتقد من وجهة نظرى، أنه أصبح صعب المنال فى ظل الظروف الداخلية والعالمية، التى يعيشها بنو البشر على جميع الأصعدة.
كذلك من بين المحاور المهمة التى تشغل بال الفتيات الأمريكيات، بل السيدات أيضا، هى مسألة الإجهاض التى يختلف عليها الأمريكيون كثيرا بناء على توجهاتهم الدينية والمجتمعية، التى تؤثر فى تصويتهم الانتخابى سواء الرئاسى، أم البرلمانى، أم من خلال الانتخابات الداخلية فى الولايات المختلفة.
وهذا الملف تحديدا، يلعب اليوم فى هذه الانتخابات التى ستعقد فى نوفمبر المقبل دورا، ربما سيكون حاسما لدى كثير من الأمريكيين فى اتخاذ القرار، الذى من أجله سيتوجهون لصندوق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، إما لمصلحة دونالد ترامب، أو لمصلحة كامالا هاريس.
الديمقراطيون يسوقون أنفسهم دائما، على أنهم يدعمون الحريات بكل أشكالها وألوانها، دون أدنى قيود تقريبا، لذلك هم مع حق المرأة الكامل دون أى شروط، لأن تجهض نفسها، وقتما أرادت وبالطريقة التى تراها مناسبة لها، دون أى ملاحقات قانونية أو قضائية، من أى شخص مهما كان، فى المقابل يرى الجمهوريون أن الإجهاض يشكل اعتداء على حق الإنسان فى الحياة، على أساس أن الجنين الذى يتم التخلص منه، هو روح لا يجب المساس بها، بل يجب رعايتها حتى ترى النور، وبالتالى يصنفون الإجهاض على أنه قتل، ويرون أنه مخالف للقانون وللأديان السماوية، ولقيم المجتمع الأمريكى.
المرشح الجمهورى دونالد ترامب، يحاول من خلال هذه الانتخابات أن يتغلب على هذا الأمر، ويجلب القدر الكبير من الناخبات الأمريكيات، خصوصا صغيرات السن، من خلال تقديم أفكار جديدة تتعلق باحتمالية موافقته على الإجهاض بشروط معينة، كى يبدو أنه يمسك العصا قدر المستطاع من المنتصف، وعندها يكون قد أرضى الناخبين المحافظين من جهة، والناخبين ذوى التوجهات الديمقراطية من جهة أخرى.
وللعلم، فقد شهد العام الماضى فى الولايات المتحدة الأمريكية، أكثر من مليون عملية إجهاض، تم من خلالها التخلص من الجنين فى أعمار مختلفة داخل رحم الأم، وأدت هذه العمليات، كذلك إلى وفاة عدد من النساء أثناء أو بعد إجراء العملية.
جدير بالذكر، أن المحكمة العليا الأمريكية، قد ألغت فى عام 2022 حكما استمر لما يقرب من 50 عاما، كان يقضى بحرية المرأة الأمريكية فى الإجهاض، كيفما شاءت ومتى أرادت، مما أفقد ملايين النساء الأمريكيات الحصول على هذا الحق فى أى ولاية تقرر أن الإجهاض مخالف للقانون، وبالتالى أصبح هذا الحق الذى كان محميا بالقانون معرضا للإلغاء أو الحظر، طبقا لرؤية كل ولاية على حدة.
مما سبق يتضح، أن هناك معارك محمومة بين الديمقراطيين والجمهوريين، لكسب ثقة الشباب الأمريكى وضمان أصواتهم فى كل انتخابات رئاسية كل أربعة أعوام، وكلما شعر أى من الحزبين بخطورة موقفه الانتخابى، فإنه يحاول دائما تقديم الحلول المقترحة والوعود الانتخابية، على أمل أن تلائم تفكير الشباب وتجعلهم يصوتون لمرشح هذا الحزب دون الآخر، لكن نضع فى الحسبان أيضا أنه ليست كل الوعود الانتخابية، يتم الالتزام بها وتنفيذها من المرشحين الانتخابيين، وتبقى دائما لعبة السياسة فى الولايات المتحدة الأمريكية، مثار جدل كبيرا بين كل أبناء الشعب الأمريكى بمختلف فئاته وتوجهاته وانتماءاته.