في عصر التكنولوجيا والانفتاح الاجتماعي، باتت تطبيقات ومواقع الزواج منصات شائعة تبحث فيها الفتيات والسيدات عن شريك الحياة. ورغم أنها توفر فرصة للتعارف والتواصل، إلا أنها تحمل في طياتها مخاطر عديدة قد تؤثر سلباً على مستقبل هؤلاء النساء.
موضوعات مقترحة
وخلال السطور التالية، ستسلط "بوابة الأهرام" الضوء على أبرز هذه المخاطر وكيفية تجنب الوقوع في شباكها.
مخاطر عديدة تنجم عن تلك التطبيقات
وبهذا الصدد، حذر النائب أحمد بدوي رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، من لجوء الفتيات والسيدات لتطبيقات الخطوبة والزواج؛ حيث إن هناك مخاطر عديدة تنجم عن تلك التطبيقات الخطبة عبر الإنترنت.
وتابع: أننا كلجنة اتصالات، لاحظنا انتشار هذه الصفحات على كل تطبيقات السوشيال ميديا، نظرا لما تلاقيه من إقبال شديد بين الفتيات والشباب، وكشفنا أن بعض الحسابات مزيفة، موضحًا أن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بدأ فعليا في حصر هذه التطبيقات التي تشكل خطورة على خصوصيات البيانات، خاصة للسيدات والفتيات واتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيالها.
وطالب رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات توخي الحذر من الانضمام لهذه الصفحات والتطبيقات المجهولة، وعدم مشاركة المعلومات والبيانات الشخصية؛ حيث أنها تشكل خطورة على خصوصية تلك البيانات، خاصة للسيدات والفتيات، لأن هذه الحسابات أغلبيتها مزيفة وغير رسمية، وفي واقع الأمر أن مثل هذه التطبيقات هي عالم افتراضي غير واقعي، لذا عدم الانسياق وراء هذه الصفحات والتطبيقات المجهولة.
النائب أحمد بدوي
الأسباب النفسية وراء اللجوء لتطبيقات مواقع الزواج والخطبة
ومن جانبه، يرى الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي والتأهيل السلوكي، أن لجوء السيدات والأرامل والفتيات والشباب لمثل هذه التطبيقات والمواقع، تكون قلة ثقة بالذات والشعور بالدونية، ولكن البعض قد يأخذها كنوع من الدعابة، أو أن الضغوط الاجتماعية قد تدفع البعض إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة، مما يؤثر سلباً على الصحة النفسية. كما أن هناك من يريد ارتباط جاد وخصوصا جماعات محددة - متدنية أو منتقبة- لذا فإن هناك شباب تلجأ لمثل هذه التطبيقات او المواقع للحصول على المواصفات الخاصة التي يريدها.
واستكمل، أن تلك المواقع تقوم بتسويق فكرة العثور على شريك الحياة المثالي في وقت قياسي، وهو ما قد يدفع مستخدميها إلى اتخاذ قرارات متسرعة دون التأكد من شخصية الطرف الآخر، مؤكدًا على أن هناك العديد من الحالات التي تعرضت فيها نساء للعنف والابتزاز بعد الارتباط بشخص تعرفت عليه عبر مواقع الزواج.
وينصح استشاري الطب النفسي والتأهيل السلوكي، أن الارتباط ليس بالشكل ولكن بالشخصية؛ حيث أن الشخصية هي التي تفرض التعاملات في الواقع، وليس ما هو في الواقع الافتراضي حقيقي، لأن اللجوء لمثل هذه التطبيقات يفتح الباب أمام المحتالين والنشطاء الذين يستغلون هذه المنصات لتحقيق أغراض شخصية، بالإضافة إلى الاستفادة المادية خاصة من الفتيات والسيدات؛ حيث يقومون بابتزازهن مالياً أو الاستيلاء على أموالهن بحجة الزواج.
الدكتور جمال فرويز
إيجابيات وسلبيات تطبيقات الخطبة والزواج عبر الإنترنت
وفي السياق ذاته، توضح الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن العديد من النساء تواجهن ضغوطاً اجتماعية للزواج في سن مبكرة، مما يدفعهن إلى اللجوء إلى هذه المواقع بشكل يائس، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الطلاق، وعلى الجانب الآخر ترى أن هناك العديد من الشباب يحجمون عن فكرة الزواج، لذا بدأت من هنا فكرة هذه التطبيقات بديلا عن الخاطبة التي كانت موجودة في الماضي.
وترى فايد، أن مثل هذه التطبيقات تساعد على تحفيز الشباب من الجنسين والتفكير مجددًا في الزواج من خلال المواصفات الموجودة واختيار المناسب وحل المشكلة التي تعسرت نتيجة لعدد من العوامل النفسية والاجتماعية. كما أن عدم الإفصاح عن الرغبة بشكل مباشر عن الرغبة في الزواج فمثل هذه المواقع تساعد من يريد من الجنسين لتحقيق تلك الرغبة حفظًا لماء الوجه.
وتؤكد أستاذ علم النفس الاجتماعي أن مواقع الزواج قد تكون وسيلة فعالة للتعارف، ولكن يجب على النساء توخي الحذر الشديد والتحقق من هوية الأشخاص قبل الارتباط بهم.
الدكتورة سوسن فايد
ونوّهت أستاذ علم النفس الاجتماعي، أن مواقع الزواج قد تكون وسيلة للعثور على شريك الحياة، ولكنها تحمل في الوقت نفسه مخاطر عديدة فعلى الفتيات والسيدات توخي الحذر الشديد واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهن. كما يجب على المجتمع توفير بيئة آمنة وداعمة للنساء، وتوعيتهن بمخاطر الزواج عبر الإنترنت.
موضوعات قد تهمك:
مفتاح النجاح والسعادة في الحياة.. 10 نصائح لتعزيز الثقة بالنفس وتحقيق القوة الداخلية
كيف تُساهم وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق في استقرار الأسرة المصرية؟.. خبراء يجيبون