Close ad

على هامش التتويج بوسام "الشمس المشرقة"

11-8-2024 | 16:13

كثيرة هي المناسبات المبهجة التي كتبت عنها، وحضرتها، احتفالًا بتتويج قامات مصرية رفيعة بأعظم الأوسمة اليابانية، ألا وهو وسام الشمس المشرقة، الذي يمنحه جلالة الإمبراطور، ويضاهي في قيمته الأسمية، والرمزية، جائزة نوبل.
 
في مساء يوم الأربعاء الماضي، حضرت احتفالًا متميزًا لأكاديمي وعالم بارز، هو الأستاذ الدكتور كرم خليل، لإسهاماته الرائعة، في تعزيز العلاقات بين مصر واليابان بمجالي التعليم ونشر الثقافة بين البلدين الصديقتين على مدار نصف قرن.

سر تميز الاحتفاء بتتويج "كرم سينسيه"، وكلمة "سينسيه" اليابانية تعنى "الأستاذ" باللغة العربية، لم يتجلَ -فقط- في حضور زملاء العالم المصري الجليل، في أثناء فترة دراسته بقسم اللغة اليابانية وآدابها بجامعة القاهرة، ولكن -أيضًا- لتحول المناسبة، التي جرت بدار سكن السفير أوكا هيروشي، إلى شبه مظاهرة احتفالية حاشدة، تضمنت العديد من قصائد التكريم والعروض الموسيقية والغنائية.

منذ 16 عامًا (2008) لبيت الدعوة لحضور مراسم تتويج إمبراطورية مهيبة، في العاصمة اليابانية، طوكيو، لقامتين مصريتين، هما: الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية الأسبق، ورجل الصناعة الرائد الراحل عبدالمنعم سعودي.

أعتقد أن تلك كانت آخر مرة تجري فيها مراسم التتويج بوسام الشمس المشرقة لفائزين مصريين بالقصر الإمبراطوري في قلب طوكيو، ليتولى المهمة فيما بعد بالقاهرة سفراء اليابان بالقاهرة، وضمت قائمة المكرمين قامات دبلوماسية مصرية مرموقة، مثل: محمود كارم وهشام بدر ونبيل فهمي ووهيب المنياوي وفايزة أبوالنجا وهشام الزميتي، ومن الرياضيين، وغيرهم، لاعب الجودو محمد رشوان، وخبير فن تقديم الشاي طارق السيد، بالإضافة إلى زاهي حواس وخالد العناني.

على هامش حفل التتويج، وفي حوارات جمعتني مع عدد من الشخصيات الدبلوماسية والأكاديمية والإعلامية المصرية واليابانية البارزة، فرضت التصعيدات الأمنية الخطيرة بمنطقة الشرق الأوسط، نفسها بقوة، وتحديدًا، الموقف الياباني الرسمي، تجاه ما ترتكبه آلة الحرب الإجرامية الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني.

متابعة لما كتبته عن تطور الموقف الياباني، الرسمي والأهلي، في مقالين نشرتهما "بوابة الأهرام" الموقرة، بعنواني: "صحوة في اليابان لنصرة فلسطين، شكرًا عمدة ناجاساكي "أريجاتو سايتو سينسيه"، بات طبيعيًا أن تتردد حولهما أحاديث جانبية.

اللافت في تطور الموقف الياباني الرسمي، عقب نشر المقالتين، مشاركة وزيرة الخارجية اليابانية، كاميكاوا يوكو، في اجتماع عبر "الفيديو" استغرق 45 دقيقة، مع وزراء خارجية الدول السبع، فيما يلي نصه: "نحن، وزراء خارجية مجموعة الدول السبع، كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، والممثل السامي للاتحاد الأوروبي، نعرب عن قلقنا العميق إزاء ارتفاع مستوى التوتر في الشرق الأوسط والذي يهدد بإشعال صراع أوسع في المنطقة. إننا نحث جميع الأطراف المعنية مرة أخرى على الكف عن إدامة الدورة المدمرة الحالية من العنف الانتقامي، وخفض حدة التوتر، والانخراط بشكل بنّاء نحو وقف التصعيد. فلا توجد دولة أو أمة ستستفيد من المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط".

في الوقت نفسه، صرحت الوزيرة كاميكاوا بأنه من المهم تجنب الهجمات الانتقامية وتهدئة الوضع. بيان المجموعة، وتصريح كبيرة الدبلوماسية اليابانية -تحديدًا- هو ما كنت أتطلع إليه -كحد أدنى- من جانب طوكيو، ونوهت إلى ذلك في مقالي الأخير.

الأكثر لفتًا للانتباه في التطور بالموقف الياباني -الذي أراه إيجابيًا- لنصرة فلسطين، هو ما تناقلته الميديا اليابانية من تصريحات منسوبة إلى رئيس مجلس الوزراء الياباني الأسبق، هاتوياما يوكيو، وقد عبر فيها عن اعتراضه على غياب مشاركة سفراء مجموعة الدول السبع عن مراسم إحياء الذكرى السنوية الأليمة للقصف الذري على ناجاساكي، بسبب مخاوف من عدم دعوة عمدة المدينة الشجاع، سوزوكي شيرو، لسفير الكيان العنصري الصهيوني بطوكيو، جلعاد كوهين.

النائب وزعيم الحزب الديمقراطي الياباني، هاتوياما، وجه سؤالًا -وجيهًا ومنطقيًا- إلى سفراء مجموعة الدول السبع، الذين غابوا عن مراسم إحياء القصف الذري الأمريكي لـ ناجاساكي، قائلا: "هل تدافعون بذلك عن قتل إسرائيل لأطفال غزة؟!".

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة