Close ad

الكابتن مجدي يحلق بأحلامه في سماء أمريكا

11-8-2024 | 15:05
الكابتن مجدي يحلق بأحلامه في سماء أمريكاالكابتن مجدى على
وليد فاروق محمد
الشباب نقلاً عن

منذ أيام تداول الآلاف عبر السوشيال ميديا فيديو لطيار شاب كان يتحدث فيه بصفة عامة عن أماكن لا يمكن الطيران فوقها حول العالم، فكل دولة تمنع خطوط الطيران من التحليق فوق أماكن محددة سواء لأسباب أمنية أو لدواعي مختلفة، وضمنها حسب كلامه مدينة مكة المكرمة، لكنه تلقى هجوماً من كثيرين كانوا مقتنعين بقصة منتشرة منذ سنوات طويلة بأن الطائرات لا تحلق فوق المدينة المقدسة لأن أجهزتها تتعطل لخلل مفاجئ.. وهو ما كانوا يعتبرونه إعجازاً علمياً، وبعيداً عن هذا الجدل.. فإن هذا الطيار يتمتع بالفعل بشعبية كبيرة جداً علي مواقع التواصل الاجتماعي ويتابعه الملايين علي فيسبوك وإنستجرام ويوتيوب، لكن اللافت أن كل ما يعرفونه عنه أنه مصري يعمل في أمريكا.. فمن هو الطيار الكابتن مجدي علي؟!.

مئات الآلاف من المتابعين لك عبر حساباتك علي مواقع التواصل الاجتماعي لديهم سؤال واحد لم يجدوا إجابة واضحة عليه.. من أنت؟ فكثيرون لا يعلمون سوى مهنتك فقط؟

بالفعل أنا كنت حريصاً تماماً أن يعرفني الناس بمهنتي فقط وأرفض تماماً الحديث عن حياتي الشخصية لكيلا يعتقد الناس بأننى نموذج للطيار.. وبالتالي المختلف عني لا يمكنه العمل بنفس المهنة، لكن بصفة عامة.. أنا ولدت بالقاهرة عام 1994 من أسرة مقتدرة مادياً، والدي رجل أعمال ووالدتي توفيت وأنا صغير، وأنهيت دراستي بإحدى الجامعات الأمريكية.. وبعد ذلك فكرت في دراسة الطيران بمدرسة صغيرة في ويستفيلد بولاية ماساتشوستس، لم يكن بها سوى طائرة قديمة ومدرب واحد فقط هو نفسه صاحب المدرسة، وبدأت الدراسة في 16 يونيو 2014.. وخلال 4 أشهر فقط حصلت علي شهادة بالطيران وهو رقم قياسي، ثم عدت لمصر لمدة شهرين ولكنني كنت بدأت أعشق الطيران، فرجعت لأمريكا لكن هذه المرة إلي ميامي بفلوريدا حيث التحقت بمدرسة طيران كبرى للحصول علي إجازات تسمح لي بأن أصبح مدرب طيران، وبعدها أصبحت مؤهلاً لتدريب جميع الفئات.. بداية من الطلاب الصغار وحتى الطيارين المحترفين الذين يريدون العمل كمدربين، وظللت في التدريب تقريباً عامين.. ثم التحقت بشركة خطوط جوية محلية وصغيرة بأمريكا.

كيف ومتي عملت في شركة دلتا إيرلاينز؟  

ظللت في شركة الطيران الصغيرة هذه 3 سنوات ثم انتقلت لشركة خطوط أكبر بعض الشيء وعملت بها 18 شهراً، ثم جاءت لي الفرصة للعمل في دلتا إيرلاينز الشركة الأكبر والأفضل في أمريكا الشمالية، وكان الالتحاق بها يتطلب شروطاً كثيرة وعدداً معيناً من ساعات الطيران والخبرة واختبارات صعبة ومقابلة شخصية على عدة أيام، ورغم أنني استفدت من عملي بالشركات الصغيرة لأن التنقل يعني الطيران في رحلات متنوعة وفي ظروف صعبة، لكن في دلتا إيرلاينز كانت الطائرات بطرازات لم أعتدها لأنها ضخمة ولرحلات أطول مما تطلب فترة تدريب كبيرة، ولكن بصراحة شعرت بمشقة كبيرة ولذلك قررت العودة لقيادة طائرات الإيرباص، وتدرجت حتى أصبحت قائد طائرة.. وقريباً سأتولي منصباً إدارياً في القاعدة الجوية وبالتالي ربما أقوم برحلة واحدة فقط شهرياً.

الكابتن طيار مجدى على

مثل كل مهنة لها نجومها.. من هم المشاهير من الطيارين في العالم، أقصد ما البلد التي تضم أفضل الطيارين؟ وما موقع الطيارين المصريين؟  

لا يوجد مقارنة لأفضل الطيارين في العالم.. المقارنة تكون لشركات الطيران نفسها، لكن فئة الطيارين أنفسهم من المهن التي يعمل فيها أصحابها في صمت وبإتقان وبدون مشاكل، في أصغر شركة وأكبر شركة علي مستوى العالم.. الطيار مهمته واحدة وهو الإقلاع من مكان والوصول لجهة أخرى بأمان وفي التوقيت المحدد، وكل الطيارين يتم تدريبهم علي أعلى مستوى بغض النظر عن الشركة التي يعملون فيها أو الرحلات التي يقومون بها، لكن بصفة عامة.. الطيارون الأمريكان والروس مشهورون بالمهارة، وأيضاً العرب وخاصة المصريين لديهم سمعة جيدة، لكن تظل الفروق ليست كبيرة مثل بقية المهن، فلا مجال للأفضل هنا.

الكابتن طيار مجدى على

ما الشروط الذي يجب توافرها فيمن يريد أن يصبح طياراً، وبخلاف تحقيق حلم السفر حول العالم.. هل هي بالفعل مهنة مربحة مادياً؟!  

أهم شرطين هما أن يكون لائقاً طبياً.. ولغته الإنجليزية جيدة جداً، وهذا هو الأساس الذي يمكن البناء عليه فيما بعد لتأهيله للوصول لأفضل مستوى، والحقيقة مهنة الطيار رائعة لأنها تتيح لك السفر لأماكن كثيرة وتتعرف علي ثقافات متنوعة وتتعامل مع جنسيات من كل الدنيا، كما أنها توفر راتباً جيداً والرعاية الصحية والمعاشات الكافية، والراتب بالمناسبة يقاس بقيمة العملة في الدولة، في مصر مثلاً الطيار في بداياته يصل راتبه لـ3 آلاف دولار ثم يتضاعف كلما ترقى.. وهو رقم كبير قياساً بقيمة العملة، لكن في أمريكا الراتب أكبر بكثير، وكل هذا تقابله مسئولية كبيرة ومجهوداً ذهنياً غير عادي، أيضاً لكل شيء وجه آخر.. بمعني أن السفر بكثرة ممتع ولكنه أيضاً يهدد استقرارك الأسرى، خاصة أنني أيضاً أعمل بعيداً عن أهلي، فالشخص العادي عندما يسافر في رحلة طيران واحدة يشعر بالإرهاق.. فما بالنا  بالطيار الذي يعمل بهذا الروتين كل يوم ولابد أن يكون في أقصى تركيزه، وبالمناسبة.. الفيصل في التدريب الجيد، وبالتالي الطيارات السيدات إذا تم تأهيلهن بشكل جيد فمؤكد يؤدين عملهن بشكل متميز، لكن بصراحة.. في المناصب الكبري بشركات الطيران صعب تجد سيدة مثلاً مديرة للعمليات أو مشرفة علي التدريب.

هناك مبادئ عامة للطيران.. هل كافية لكي يمكن لكل طيار أن يقود أي طائرة، أم أنه يمكنه قيادة فقط الطائرات التي تدرب عليها؟ 

الطيار "مربوط" في طراز معين لا يتخطاه غالباً، شركة مثل التي أعمل بها فيها 12 طرازاً مختلفاً للطائرات، وبالتالي حسب تدريبك كان علي أي طائرة ستعمل بعد ذلك، وعندما تريد التغيير من طراز لآخر لابد وأن تتلقى تدريباً مختلفاً تماماً، فالطائرات ليست مثل السيارات.. من يتقن القيادة يمكنه التعامل مع أي سيارة، لا.. هنا الوضع مختلف، أيضاً المسألة لها علاقة بالترقي، وطيار الخطوط الجوية لا علاقة له بالهيلكوبتر فهي لها تدريب ورخصة مختلفة.. والعكس أيضاً.

الكابتن طيار مجدى على

المسيرات حالياً أصبحت قوة جوية كبيرة في معظم جيوش العالم وأصبحت تدار بالذكاء الاصطناعي وتلتزم بمسارات بدقة مدهشة.. هل توجد حالياً طائرت بدون طيار خاصة برحلات الركاب المدنية؟  

الطائرات بدون طيار لها استخدامات كبيرة في المهام العسكرية وأصبحت متقدمة جداً، لكن في الطيران المدني صعب جداً الاعتماد علي هذه التقنية بشكل كامل علي الأقل في الوقت الحالي، فحتي لو كان الذكاء الاصطناعي بدأ يسيطر علي أمور كثيرة في الطائرة.. لكن أحياناً نتعرض لأمور تتطلب تعاملاً بشرياً وقراراً خلال ثواني، مؤخراً كانت هناك واقعة شهيرة لطيار فوجئ بتوقف المحركين بسبب أسراب من الطيور واضطر للهبوط علي نهر، هذا القرار مستحيل أن يتخذه روبوت. 

الكابتن طيار مجدى على

 ما أغرب موقف مر عليك خلال رحلاتك حتى الآن؟ وهل كما نري في بعض الأفلام.. قد يقرر الطيار الهبوط في حالات معينة مثل مرض أحد الركاب مثلاً؟ 

في أول شركة عملت بها كنت أقوم برحلة من مطار ميامي.. كان كل شيء جاهزاً والأمور تبدو جيدة، وبعد الإقلاع بسرعة 220 كم /الساعة فجأة أشارت الأجهزة لارتفاع في درجة حرارة المحركات بشكل غير طبيعي لأننا كنا في الصيف والجو حار جداً، فاضطررنا لتوقف الإقلاع والخروج من المدرج وسط هلع وصرخات من الركاب، وبعدما عدنا قمنا بعمل صيانة سريعة وأصبحت الأمور علي ما يرام، وبعدما قمنا بالإقلاع حدث نفس الشيء في أحد المحركات ولكن هذه المرة كنا وصلنا لسرعة 250 كم /الساعة، وأيضاً قمنا بإلغاء الإقلاع.. وبالنسبة لنا كطاقم طيران كان الموقف عادياً جداً وكنا مدربين عليه، لكنه بالنسبة للركاب كان مرعباً طبعاً خاصة أنه تكرر لمرتين، وبعد الهبوط تم إلغاء الرحلة. 

الكابتن طيار مجدى على

هل صحيح أن أقلام الليزر التي يلعب بها الأطفال أو استخدام الموبايل والانترنت وأمور كثيرة يراها البعض بسيطة لكنها قد تشكل خطراً علي الطائرة؟ 

الطيار الآلي يمكنه قيادة الطائرة من مسافات صغيرة لكن الطيارين عادة ما يرغبون في القيام بذلك بأنفسهم، والليزر لا يؤثر بشكل مباشر.. لكن مشكلته أن انعكاسه من الشباك والطائرة علي الأرض سواء  في الإقلاع أو الهبوط يجعل من الصعب علي الطيار أن يركز مع العدادات، وفي أمريكا تصل عقوبة استخدام أقلام الليزر في الطائرات للغرامة والسجن.

تنشر يومياتك خلال رحلاتك المختلفة للمتابعين لصفحاتك علي السوشيال ميديا، لكن الجهد الذي يستنزفك أحيانا في جدال مثل القصة الأخيرة الخاصة بالطيران فوق مكة المكرمة أو الحديث في أمور شخصية أو علاقة الطيارين بالمضيفات أو أو.. لماذا لم تفكر في إلغاء خاصية التعليقات مثلا؟  

لا أهتم بالتعليقات السلبية لأنه بديهي أن تجد من يشجعك أو بدون أسباب يسخر منك، خاصة مثلاً في طريقة نطقي للغة العربية وهذا خارج إرادتي لأنني منذ صغري سافرت لأمريكا وبالتالي لم أتعلم نهائياً باللغة العربية وأجد صعوبة أحياناً في الشرح، وبالمناسبة..هناك مهندس فلسطيني من غزة هو المسئول عن إدارة صفحات السوشيال ميديا، والعائد الذي أحصل عليه من وراء الفيديوهات ومنشورات فيسبوك ويوتيوب وغيرها يذهب بالكامل لمؤسسة خيرية ولا أحصل منه علي دولار واحد. 

هل صدر كتابك "قمرة القيادة" الذي تتحدث فيه عن رحلتك مع الطيران؟ وبماذا تنصح أي شاب ليتمكن من تحقيق حلمه ليصبح كابتن طيار؟

 بالفعل انتهيت منه لكنني طبعت منه نسخاً قليلة قمت بتوزيعها علي أهلي ومعارفي، لكن بصراحة لم أهتم بعمل طبعات منه للبيع لأن ثقافة القراءة تراجعت كثيراً، ولذلك فكرت في عمل نسخة إلكترونية منه، وأنصح أي شاب يريد أن يصبح طياراً بأن يهتم بصحته جيداً.. فهي رأس مال الطيار والشرط الأساسي لنجاحه في عمله، لا مجال نهائياً للتدخين أو المنبهات مثلاً، أيضأً علي عكس المتعارف عليه بأننا نسافر كثيراً وبالتالي نعيش في رحلات ونزهات.. لكن النوم مبكراً ضروري للطيا، والمهم اختيار مكان جيد للتدريب.. وأعرف كثيرين كانوا يعملون في مهن بسيطة فقط لتوفير مصروفات مدرسة الطيران.. وبعد ذلك أصبحوا طيارين محترفين ويحصلون علي رواتب محترمة، المهم أن تسعي لحلمك بقدر الإمكان.. فشعور النجاح ليس بالوصول.. ولكن يبدأ بأول خطوة في الرحلة نفسها.  

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: