انتصر الرئيس عبدالفتاح السيسي للحق بقراره التاريخي بإحالة ملف قضية وفاة اللاعب أحمد رفعت إلي النيابة العامة.. وكشف أي تجاوزات بما يضمن تحقيق العدالة ومحاسبة من تثبت مخالفته للقانون.
قرار الرئيس بإحالة ملف قضية وفاة اللاعب الراحل أحمد رفعت إلي النيابة العامة، منح المصريين مزيدًا من الثقة والاطمئنان في محاسبة كل من يثبت تورطه في وفاة اللاعب، الذي كشف للرأي العام قبل وفاته بأيام عن مدى المعاناة التي عاشها لشهور قبل سقوطه المفاجئ في مباراة فريقه "فيوتشر" أمام فريق الاتحاد السكندري على استاد الإسكندرية بعد دقائق من مشاركته في المباراة.. لحظات عاشتها جماهير الكرة في المدرجات وعبر الشاشات، وتابعها كل المصريين بألم وحزن على لاعب موهوب عُرف عنه دماثة الخلق والطيبة والرجولة على مدار تاريخه القصير داخل الملاعب.
قرار الرئيس، مثلما طمأن المصريين وأسرة اللاعب، منحهم ثقة بلا حدود في متابعة سيادته لكل كبيرة وصغيرة فيما يشعر به المصريون ويفكرون فيه.. فشكرًا للرئيس عبدالفتاح السيسي على سعيه الدائم لمتابعة أحوال المصريين وقضاياهم رغم شواغله الكثيرة والكبيرة بقضايا الوطن وأمنه وأمانه.
• عشت عمري كله أكره عبارة التمثيل المشرف التي أدمن المسئولون عن الرياضة ترديدها مع كل مشاركة في بطولة كبيرة أو أوليمبياد في مختلف اللعبات.. حتى شارك منتخب مصر لكرة القدم في كأس الأمم الإفريقية 2017 وقدم لاعبوه مستوى طيبًا من الأداء في مشوار البطولة.. حتى وصلوا إلى النهائي وخسروا أمام الكاميرون بصعوبة.. وقتها شعرت ومعي كل المصريين بأن منتخبنا اجتهد وكان لاعبوه رجالاً وعلى قدر المسئولية.. لكن الحظ وقف حائلاً أمام إحراز اللقب.. نفس الشعور انتابني في منافسات أوليمبياد باريس مع منتخب مصر لكرة القدم ومنتخب اليد.. فمع كل مباراة خاضها واحد من المنتخبين مع منتخب من منتخبات أوروبا الكبار.. لا تملك إلا احترام مجموعة اللاعبين على الثقة التي منحوها للمصريين في رهانهم عليهم واليقين الذي زرعوه في عقولهم وقلوبهم.. بأننا نستطيع الفوز بميدالية لنكون أول الأفارقة والعرب في تحقيق هذا الحدث على صعيد المنتخبات الجماعية خلال تاريخ المشاركات الأولمبية.
ولكن علينا في نفس الوقت الاعتراف بأن هناك فارقًا كبيرًا بين إعداد منتخب مصر لكرة اليد.. وإعداد المنتخب الأوليمبي لكرة القدم الذي لم يجد من اتحاد الكرة أي اهتمام.. وكأنه لا ينتمي لهذا الاتحاد أو يتبعه بأي شكل من الأشكال؛ فكانت فترة إعداد المنتخب على أسوأ ما يكون تخللتها مباراتان فقط مع العراق وأوكرانيا اللذين لا علاقة لهما بما سنواجهه من منتخبات في مجموعتنا.. التي تضم الدومينيكان وأوزباكستان وإسبانيا.. بالإضافة إلي أزمة ضم اللاعبين الكبار من أنديتهم.. والتي كشفت عن ضعف تعامل مسئولي الاتحاد مع ملف الأزمة.. وعدم قدرتهم علي معالجة الأمور وحسمها سواء مع اللاعبين أو الأندية التي ماطلت وتهربت لعدم منح لاعبيها للمنتخب للمشاركة في الأوليمبياد.. مسئولو اتحاد الكرة لم تشغلهم قناعات المدير الفني البرازيلي ميكالي وإصراره على الفوز بميدالية في الأولمبياد.. وكان أقصي طموحهم الخروج المشرف وبأقل الخسائر.. حتى يتمكنوا من مواجهة الرأي العام وجمهور الكرة المصري والترشح مرة أخرى في الانتخابات القادمة.. لكن يبدو أن لاعبي المنتخب الأوليمبي ومديرهم الفني كانوا أكثر طموحًا وقناعة وشراسة من مسئولي الاتحاد في التمسك بحلمهم واللعب علي ميدالية أولمبية لأول مرة وكتابة تاريخ جديد للكرة المصرية، ولهذا الجيل من اللاعبين بحروف من الذهب.
أما منتخب كرة اليد فهو منتخب لم يكن أبدًا وليد المصادفة أو ضربة حظ.. لكنه منتخب جاء نتاجًا لسنين طويلة من العمل والتخطيط والنجاح داخل اتحاد كرة اليد.. مسيرة لم تتوقف يومًا على مدار ثلاثين عامًا عندما أسّس وأرسى قواعد هذا الاتحاد الدكتور محمد فضالي ومن بعده الدكتور حسن مصطفى للوصول إلى العالمية بالعلم وليس بالكلام..
اتحاد خطّط ورسم لكل كبيرة وصغيرة وأرسل كشافين إلى القرى والنجوع قبل المدن والعاصمة بحثًا عن الموهوبين من أصحاب الطول والبنيان السليم؛ لتكوين نواة من مجموعة اللاعبين.. فكانت هناك أجيال وأجيال فازوا ببطولة العالم للناشئين وكشّروا عن أنيابهم لأبطال العالم.. فأصبحوا بين العظماء السبعة وضمن العشرة الكبار.. وإذا كنّا اليوم نبحث عن ميداليتنا الأولى في تاريخ المشاركة في الأوليمبياد.. فغدًا سنفوز ببطولة العالم ونصبح نموذجًا يدرّس في صناعة البطل والصعود لمنصات التتويج..
منتخب مصر لكرة اليد والمنتخب الأولميبي قدموا دليلاً بالفعل وليس بالكلام على أننا لسنا فاشلين، وأننا نملك ثروة من المواهب والأبطال لا تجد من يكتشفها ويرعاها من مسئولي الاتحادات الذين تشغلهم المعارك الانتخابية وصراع البقاء.