أصبحت نموذجًا للتعاون الاقتصادى بين دول العالم فى أقل من 10 سنوات وتحظى بثقة العديد من الشركات الدولية
موضوعات مقترحة
محمد البهى: مركز لجذب الاستثمارات العالمية وأحد أهم المشروعات
محمد أنيس: مصر تمتلك فرصة ذهبية للتحول إلى مركز لوجستى وصناعى عالمى من خلال تطوير منطقة قناة السويس
علاء السقطى: تتمتع بخصائص المنطقة الحرة مما يُعفى الشركات من الضرائب والجمارك على الواردات والصادرات
لم تعد قناة السويس مجرد مجرى مائى تعتمد عليه حركة التجارة العالمية فى الانتقال بين الشرق والغرب، بعد أن نجحت مصر فى تحويل الأرض الواقعة على جانبى القناة إلى منطقة اقتصادية متكاملة، وإقامة مشروعات ضخمة فى مختلف المجالات، بما فى ذلك الخدمات اللوجستية والصناعية وفقًا لأعلى المعايير العالمية، إلى جانب خلق بيئة أعمال مواتية تشجع المستثمرين الأجانب والمحليين، على إنشاء شركات فى المنطقة للاستفادة من جميع مزايا وحوافز، لا تتوافر فى غيرها من المناطق الاقتصادية بمنطقة الشرق الأوسط، ومن المرجح بحلول عام 2030 أن تصبح المنطقة الاقتصادية لقناة السويس مركزا إقليميا للطاقة النظيفة، وفى مقدمتها الهيدروجين الأخضر والأمونيا.
تمتد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس على مساحة 455 كم، وتضم 4 مناطق صناعية (شرق بورسعيد، السخنة، غرب القنطرة، شرق الإسماعيلية) بالإضافة إلى 6 موانئ (شرق بورسعيد، غرب بورسعيد، السخنة، الطور، الأدبية ، العريش)، وأصبحت تلك المنطقة الإستراتيجية فى أقل من 10 سنوات نموذجا للتعاون الاقتصادى بين دول العالم، وتحظى بثقة العديد من الشركات الدولية التى اختارتها، لتكون مركزاً لتوسعاتها فى مختلف الأسواق، نظراً لموقعها المميز والعمالة الفنية المدربة ذات التكلفة التنافسية، بخلاف توافر مختلف مصادر الطاقة.
وخلال الاجتماع الأخير لمجلس إدارة الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، قام وليد جمال الدين رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بعرض الموقف المالى للهيئة خلال العام المالى 2024-2023 موضحًا نجاح الهيئة فى تحقيق إيرادات إجمالية بقيمة 8.25 مليار جنيه، بزيادة قدرها 36% على العام المالى 2023-2022 الذى حققت خلاله الهيئة إيرادات إجمالية بقيمة 6.07 مليار جنيه، كما حققت الهيئة فائضًا عامًّا بمبلغ 5.42 مليار جنيه فى العام المالى 2024-2023 مقارنةً بفائض العام السابق البالغ 4.08 مليار جنيه، بزيادة قدرها 33%، فيما حققت موانئ الهيئة خلال العام المالى 2024-2023 أحجام تداول إجمالية، بلغت 36,5 مليون طن طاقة محققة من البضائع العامة غير المحواة «التى لا توجد داخل حاوية»، بزيادة 43.14% عن عام 2023-2022 الذى حققت خلاله 25.5 مليون طن طاقة محققة، فضلًا عن تداول 5 ملايين و131 ألف حاوية مكافئة بموانئ الهيئة خلال العام المالى 2023-2024.
كما قام وليد جمال الدين بعرض الموقف الترويجى للهيئة خلال العام المالى 2023-2024، الذى أسفرت الجهود الترويجية خلاله عن حصول 218 مشروعا على موافقات ما بين نهائية ومبدئية فى المناطق الصناعية والموانئ، بإجمالى استثمارات 5.12 مليار دولار، حيث حصل 98 مشروعًا على موافقات نهائية، بإجمالى استثمارات تصل إلى 2.23 مليار دولار، فيما حصل 120 مشروعا على موافقات مبدئية، باستثمارات تصل إلى 2.89 مليار دولار، كما شهدت منطقة القنطرة غرب الصناعية جهوداً ترويجية حثيثة خلال العام المالى 2023-2024 من خلال العمل على تحسين خواص التربة والمرافق بها، مما أدى إلى التعاقد بشكل فعلى على 6 مشروعات، وحصول مشروعين على موافقات نهائية، بالإضافة لـ7 مشروعات أخرى تجرى دراستها؛ ليصل إجمالى المشروعات المزمع إنشاؤها بالقنطرة غرب حتى الآن 15 مشروعًا، باستثمارات إجمالية متوقعة بلغت 1.33 مليار دولار ، على مساحة إجمالية قدرها 1.57 مليون متر مربع.
وتطرق رئيس اقتصادية قناة السويس كذلك، لاستعراض موقف مشروعات الهيدروجين الأخضر؛ حيث وقعت الهيئة حتى الآن 15 اتفاقية إطارية، مع كبرى الشركات والتحالفات العالمية، أما فيما يتعلق بمشروع "مصر للهيدروجين الأخضر"، فقد قامت الهيئة بتوقيع اتفاقية ملزمة لتوريد كامل إنتاج المشروع فى يونيو 2024، مما أدى إلى حسم المشروع لمزاد مؤسسة H2Global لدعم توريد 397 طنا من الأمونيا المتجددة إلى أوروبا بسعر ألف يورو للطن.
قرار جمهورى
ترجع نشأة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى يوم 11 أغسطس عام 2015، حينما أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى قرارًا جمهوريًّا رقم 330 لسنة 2015 بإنشاء المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وجاء فى القرار المنشور فى الجريدة الرسمية، أنها "تعتبر منطقة اقتصادية ذات طبيعة خاصة وفقًا لأحكام القانون رقم 83 لسنة 2002 وتعديلاته، كما أصدر السيد الرئيس قرارًا جمهوريًّا بإنشاء أربعة مجالس تخصصية للأراضى الواقعة فى منطقة قناة السويس بمساحة 460.60 كيلومتر مربع، وحدودها ميناء غرب بورسعيد وميناء شرق بورسعيد، والمنطقة الصناعية شرق بورسعيد والمنطقة الصناعية بالقنطرة غرب ووادى التكنولوجيا، وذلك دون المساس بالملكيات القائمة داخلها أو أراضى القوات المسلحة التى تخص شئون الدفاع عن الدولة".
وتمتلك الهيئة صلاحيات وسلطات كاملة على محور قناة السويس، فى كل ما يتعلق بكل الأنشطة والمشروعات المقامة داخل الإطار الجغرافى للمشروع، دون تدخل من المحافظات التى تقع فى نطاقها تلك المشروعات، ولها سلطة الولاية وصلاحية كل الوزارات والمحافظات والهيئات داخل الحدود الجغرافية للمنطقة الاقتصادية، دون المساس باختصاصات الوزارات السيادية، التى تشمل الدفاع والداخلية والعدل والخارجية، وتعمل تلك الوزارات السيادية بصفتها جهات استشارية لمجلس إدارة الهيئة.
استثمارات هائلة
وتيرة العمل لتطوير البنية التحتية فى منطقة قناة السويس لم تتوقف على مدار السنوات الماضية فى ظل توجيهات ودعم كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسى، وتكللت كل تلك الجهود فى جذب استثمارات هائلة من مختلف أنحاء العالم لاسيما الصين والهند، واليابان وتايلاند بالإضافة إلى عدد من الدول الأوروبية، ناهيك عن تعاون مع كبرى التحالفات العالمية فى مجالات النقل البحرى واللوجستيات ومشروعات الوقود الأخضر. حيث تستهدف المنطقة تحويل موانئها التابعة لمركز إقليمى لتموين السفن بالوقود الأخضر. وأخيرا نجحت المنطقة فى أول عملية تموين سفينة حاويات بالوقود الأخضر الميثانول بميناء شرق بورسعيد، فى 6 ساعات؛ لتعد هذه العملية الأولى من نوعها فى مصر وإفريقيا والشرق الأوسط.
جوائز عالمية
حصلت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس على شهادة شراكة نموذج أهداف التنمية المستدامة للمناطق الاقتصادية، من التحالف العالمى للمناطق الاقتصادية الخاصة، وقد تم الإعلان عن هذا التصنيف خلال منتدى الاستثمار العالمى لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، الذى أقيم بدولة الإمارات العربية المتحدة فى أكتوبر 2023، والمؤتمر الثانى للتحالف العالمى للمناطق الاقتصادية الخاصة، الذى أقيم فى مدينة برشلونة بإسبانيا فى 9 نوفمبر 2023. جاء حصول المنطقة الاقتصادية على هذه الشهادة، ضمن قائمة لـ50 منطقة اقتصادية على مستوى العالم، تم اختيارها من 7000 منطقة اقتصادية خاصة يمثلها تحالف GASES.
موقع إستراتيجى
من جهته أكد الخبير الاقتصادى محمد البهى، عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات، أهمية منطقة قناة السويس الاقتصادية وإمكاناتها الهائلة، لتصبح من أهم المشاريع فى تاريخ مصر، وقال البهى: "هذه المنطقة تتمتع بالعديد من المزايا أهمها موقعها الإستراتيجى، حيث تتمتع مصر بموقع متميز على خريطة العالم، كونها تقع على ملتقى القارات، وتُعد قناة السويس شريانًا مائيًا مهمًا يربط بين الشرق والغرب، بالإضافة إلى أن المنطقة الاقتصادية شهدت طفرة كبيرة فى توسيع الموانئ، وتطوير شبكات النقل، مما يجعلها مؤهلة لأن تصبح مركزًا لوجستيًا عالميًا.
وتابع البهى، توفر الحكومة المصرية حوافز ضريبية وجمركية لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى المنطقة، وتتمتع مصر بوجود قوى عاملة ماهرة وبتكلفة مناسبة، مما يُشكل ميزة إضافية للمستثمرين، وتتيح المنطقة إمكانية إنشاء مصانع وتجميع المنتجات المختلفة، خصوصا مع ارتفاع تكلفة الشحن البحرى وإمكانية استيراد المكونات الأساسية، بدلاً من المنتجات النهائية، على سبيل المثال فى صناعة السيارات. وهناك مشاريع ضخمة للطاقة الخضراء تقام فى المنطقة، مما يتيح إمكانية تشغيل المصانع باستخدام طاقة نظيفة وتلبية متطلبات الأسواق العالمية. كما أن نقل الصناعات إلى منطقة شرق التفريعة ومنطقة القناة سيُتيح العديد من المزايا، خصوصا مع اعتبارها منطقة حرة.
وأضاف البهى: تشمل هذه المزايا تقليل الفاقد فى المنتجات خاصةً سريعة التلف مثل الأدوية والأغذية، وهو ما يُسهم فى تقليل التكاليف وزيادة الأرباح ويقلل من هدر المواد الخام والطاقة، بالإضافة إلى قرب المصانع من الموانئ يقلل من مدة النقل، وهو ما سيزيد مدة الصلاحية للمنتجات وسرعة التوصيل للأسواق الخارجية ويحافظ على جودة المنتجات، خصوصا سريعة التلف، كما أن وجود صناعات فى المنطقة الاقتصادية سيسهم فى عملية التصدير من خلال وجود المصانع قرب الموانئ، ويُشجع ذلك على زيادة الصادرات المصرية، وفتح أسواق جديدة، وبالتالى يعود بالنفع على تحسين العجز التجارى.
واختتم البهى قائلا: إقامة مشاريع الطاقة الخضراء فى منطقة قناة السويس سيتيح العديد من الفوائد لمصر، منها زيادة الصادرات، خصوصا أن العالم يتجه بشكل متزايد، نحو استخدام الطاقة الخضراء والهيدروجين الأخضر وتعد مصر من الدول ذات الإمكانات الهائلة، لإنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كذلك توفر مشاريع الطاقة الخضراء فرصًا جديدة للاستثمار فى مصر، وهو ما يجعل هناك تعزيزا للتنمية المستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية وحماية البيئة، وخفض الاعتماد على الوقود الأحفورى.
جاذب الاستثمارات
المهندس علاء السقطى، رئيس اتحاد المشروعات الصغيرة والمتوسطة ونائب رئيس اتحاد مستثمرى مصر، وعضو مجلس إدارة مبادرة ابدأ الوطنية، يرى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تمتلك جاذبية للاستثمار من جميع أنحاء العالم، وتتمتع هذه المنطقة بالعديد من المزايا التى تجعلها وجهة مثالية لتنفيذ المشاريع وجذب الاستثمارات. وتمتلك المنطقة الاقتصادية موقعا إستراتيجيا، حيث تقع على تقاطع القارات، وتعد قناة السويس شريانًا مائيًا مهمًا يربط بين الشرق والغرب، مما يجعلها مركزًا لوجستيًا عالميًا، ويُسهل حركة التجارة بين مختلف دول العالم، مشيرا إلى أن مصر تتمتع باستقرار سياسى يعد عاملًا مهمًا لجذب الاستثمارات وضمان استدامة المشاريع.
وتابع السقطى: تمّ تطوير البنية التحتية فى المنطقة بشكل كبير، وتشمل ذلك الموانئ الحديثة والشبكات الطرقية والسكك الحديدية وخدمات الاتصالات، ويوجد بالمنطقة قوى عاملة ماهرة وبتكلفة مناسبة، كذلك توفر الحكومة المصرية حوافز ضريبية وجمركية مُجزية لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى المنطقة، وتُتيح المنطقة إمكانية إنشاء مصانع لتجميع المنتجات المختلفة. وتتمتع المنطقة بخصائص المنطقة الحرة، مما يُعفى الشركات من الضرائب والجمارك على الواردات والصادرات، وتمّ توقيع عدد من الاتفاقيات التجارية مع دول مختلفة، مما يُسهل دخول المنتجات المصنعة فى المنطقة إلى أسواق جديدة. وبفضل هذه المزايا، تُعد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس فرصة ذهبية لإقامة مشاريع فى مجالات مختلفة، كالصناعات التحويلية خاصةً الصناعات التى تعتمد على العمالة الكثيفة والصناعات الغذائية وذلك لقرب المنطقة من مناطق الإنتاج الزراعى والصناعات الدوائية.
أهمية كبيرة
ويرى محمد أنيس، الخبير والمحلل الاقتصادى، أن قناة السويس لها أهمية كبيرة كممر ملاحى حيوى يربط بين الشرق والغرب، ويمر من خلاله أكثر من 12% من حجم التجارة العالمية، وأضاف: لا تقتصر إمكانيات مصر على مجرد تحصيل رسوم المرور من السفن، بل تمتلك فرصة ذهبية لتحويل هذه المنطقة إلى مركز لوجستى وصناعى عالمى من خلال تطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس".
وأشار الخبير الاقتصادى، إلى ما تمثله هذه الفرصة فى استغلال الموقع الإستراتيجي لقناة السويس، حيث يمكن لمصر أن تُصبح مركزًا لخدمة السفن والبضائع العابرة للقناة، وتقديم خدمات مثل التخزين والشحن والإصلاح وإعادة التصدير، كذلك تُتيح المنطقة الاقتصادية فرصًا للاستثمار فى مجالات مختلفة مثل الصناعات التحويلية والطاقة المتجددة والخدمات اللوجستية (الإمداد- التمويل- الصناعة- التخزين المؤقت- الهيدروجين الأخضر- الصيانة)، وهو ما يجعلها تُسهم فى زيادة الصادرات المصرية من خلال توفير بنية تحتية حديثة وخدمات دعم تصديرية متطورة.
وشدد" أنيس"، على الدور الحيوى الذى تسهم فيه هذه المنطقة فى خلق فرص عمل جديدة للشباب المصرى، وتقليل معدلات البطالة، وقال: للاستفادة من تلك المزايا يجب تطوير الموانئ والطرق والسكك الحديدية والاتصالات فى المنطقة الاقتصادية لتلبية احتياجات الاستثمار والتجارة، وتوفير الحوافز والضمانات للمستثمرين الأجانب لتشجيعهم على الاستثمار فى المنطقة، كذلك تدريب القوى العاملة على المهارات اللازمة للعمل فى القطاعات الجديدة التى سيتم إقامتها فى المنطقة. ومن الضرورى يجب الترويج للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس عالميًا لجذب الاستثمارات والشركات العالمية، واستهداف التصدير فى قطاعات تمتلك مصر ميزة نسبية بها، وتمثل قطاعات المستقبل فى الاقتصاد العالمى، كصناعة الوقود النظيف من خلال إنشاء محطات كهربائية من الشمس والرياح وصناعة الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء. هناك كذلك فرصة لتواجد قطاع الصناعات التحويلية الذى يعتمد على الرمال البيضاء القريبة من قناة السويس، بالإضافة إلى صناعة الألواح الشمسية والسيارات الكهربائية، كل ذلك سيسهم بدوره فى تعزيز الاقتصاد المصرى وجعل مصر مركزًا للتجارة واللوجستيات فى المنطقة.
ميناء السخنة
يقع ميناء السخنة على الساحل الغربى، لخليج السويس على مساحة 22.3 كم، وغاطس يصل إلى 18 مترًا، وقد شهد حركة تداول ملحوظة خلال عام 2023 باستقبال إجمالى 606 سفينة، بحمولة إجمالية متداولة 20.3 مليون طن تقريبًا، وعدد حاويات مكافئ وصل إلى 904 ألف حاوية مكافئة، تنوعت السفن بين 376 سفينة بضائع عامة محواة بواقع 9 ملايين طن تقريبًا، و10 سفن بضائع عامة غير محواة بحمولة 19 ألف طن و61 سفن صب جاف بحمولة 6.2 مليون طن، و117 سفينة صب سائل بحمولة حوالى 5.2 مليون طن، و42 سفينة سياحية، ليحقق ميناء السخنة بهذه المؤشرات معدلات نمو فى استقبال السفن، بلغت 21% ومعدل نمو للبضائع وصل إلى 12% مقارنة بمعدلات التداول بالميناء فى عام 2022. بينما تعد منطقة السخنة بمثابة محور صناعى ولوجستى رئيسى يقع عند المدخل الجنوبى لقناة السويس، ويجمع بين مرافق الموانئ والمناطق الصناعية والسكنية والطرق الممهدة والسكك الحديدية وربطها بالقاهرة والسويس. وهناك أكثر من 162 كم من مجموع 210 كم من العين السخنة مخصصة للتصنيع، وبلغ إجمالى عدد المشاريع التى تم إنشاؤها وتشغيلها بالفعل هناك أكثر من 240 مشروعًا ، وفرت أكثر من 30 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
شرق بورسعيد
يعد ميناء شرق بورسعيد محورًا لإعادة الشحن الدولى والمحلى الرئيسى عند المدخل الشمالى لقناة السويس، ويتميز بغاطس عميق يمكِّنه من استيعاب السفن الكبيرة، مما يجعله ضمن الأربعين ميناء الأكثر ازدحامًا ونموًّا فى العالم، بالإضافة إلى إعلانه الميناء رقم 10 على مستوى العالم على مؤشر أداء الموانئ للعام 2022 وفقاً لتقرير البنك الدولى ، فضلاً عن نجاحه فى تقديم خدمات تموين السفن بالوقود الأحفورى والأخضر. وسبق وتم إعلان ميناء شرق بورسعيد فى 2017 كأول ميناء أخضر بمعايير الاتحاد الأوروبى والمعايير الدولية البيئية من خلال استخدام معدات صديقة للبيئة أثناء عمليات التداول لبعض بضائع الصب الجاف، كما تم من خلاله أول عملية تموين السفن بالوقود الأخضر للسفينة لورا ميرسك فى شرق المتوسط وإفريقيا فى أغسطس 2023. بينما منطقة شرق بورسعيد يجرى تطويرها حاليًا لتصبح مركز إعادة شحن رئيسيًّا ومركزًا لوجستيًّا متعدد الوسائط، وتقع فى المنطقة المتاخمة لميناء شرق بورسعيد بمساحة قدرها 75.5 كم. وطبقًا للمخطط العام لهذه المنطقة، تم تخصيص 40 كم من المنطقة للأنشطة التجارية والصناعات المتوسطة والخفيفة.
غرب بورسعيد
يتميز ميناء غرب بورسعيد بموقعه الإستراتيجى على المدخل الشمالى لقناة السويس، ويشغل 2 كم2 وأرصفة بطول 4 كم يتراوح عمقها من 10 إلى 16 مترا، وتصل القدرة الاستيعابية السنوية للميناء إلى 13 مليون طن، ويحتوى الميناء على ثلاثة أرصفة يبلغ طولها الإجمالى 400 متر وعمق 10 أمتار، ومبنى ركاب مجهز بقاعات استقبال مجهزة بالكامل. وتشمل مشروعات التطوير فى الميناء توسعة محطة الحاويات الحالية، ليصل طول جدار الرصيف إلى 1550 مترًا وعمق من 16 إلى 17 مترًا ، بينما ستصل سعة التخزين الثابتة إلى 38000 TEU للحاوية. كما ستصل المحطة إلى قدرة إنتاجية سنوية، تبلغ 2 مليون حاوية نمطية على مساحة 630 ألف متر مربع.
الأدبية
يقع ميناء الأدبية على الشاطئ الغربى لخليج السويس، على بعد نحو 10 كم جنوب السويس. ويغطى مساحة قدرها 1.8 كم، وللميناء تسعة مراسٍ يبلغ طولها الإجمالى 1840 مترًا، ولها القدرة على التعامل مع سفن البضائع غير المعبّأة الجافة والسائلة، بقدرة تحمل تصل إلى 60000 طن.
العريش
يقع ميناء العريش على شاطئ البحر الأبيض المتوسط الشرقى، وبه أحواض السفن ممتدة على مدى 40000 متر، وقد انطلق التشغيل الفعلى للميناء فى أكتوبر 2023 بدخول الحوض الأول للخدمة برصيفى "سيناء" البالغ طوله 250 مترًا، ورصيف "تحيا مصر" بطول نحو 1 كم، واستقبل عدد 147 سفينة خلال العام الماضى، لتصدير بضائع الصب للأسواق الخارجية بطاقة محققة بلغت 741 ألف طن تقريبًا، فضلًا عن الدور اللافت للنظر الذى لعبه ميناء العريش كأهم ميناء فى شرق المتوسط فى استقبال سفن المساعدات والمستشفيات العائمة القادمة من مختلف دول العالم لإغاثة فلسطين الشقيقة خلال الأزمة الراهنة.
ميناء الطور
يقع ميناء الطور على الساحل الغربى لشبه جزيرة سيناء تقريبا 105 كم طريق شمال غرب شرم الشيخ. واستقبل الميناء خلال عام 2023 عدد 12 سفينة، بإجمالى حمولات بلغ نحو 95.2 ألف طن، ويعد الميناء متخصصًا فى أنشطة صيانة سفن الخدمات البترولية وحفارات البترول لخدمة شركات بترول خليج السويس بشكلٍ رئيس.
غرب القنطرة
تقع منطقة غرب القنطرة على بعد 30 كم من شمال الإسماعيلية على طريق بورسعيد، وتتمتع بمزايا عديدة ، وتعتبر مثالية للأعمال التجارية والصناعية لاسيما المتعلق منها بصناعة المنسوجات والملابس، وتم أخيرا تشييد مصانع وتوقيع عقود مع شركات عالمية للاستثمار فى تلك القلعة الصناعية الجديدة.
وادى التكنولوجيا شرق الإسماعيلية
تقع منطقة شرق الإسماعيلية على بعد 10 كم من محور قناة السويس، وتغطى مساحة 70 كم مربع. وتعد بمثابة مركز جديد لصناعات التكنولوجيا الفائقة، وكذلك الصناعات المغذية والمكملة لمشروعات الوقود الأخضر، فضلًا عن مؤسسات البحوث العلمية والمؤسسات التعليمية، وقد تضاعفت حجم استثمارات المنطقة خلال الفترة الأخيرة بحصول 46 مشروعًا على الموافقة النهائية، وجارِ تنفيذ مشروعات متنوعة بتكاليف استثمارية تجاوزت 1.2 مليار دولار.