دار الإفتاء المصرية لها شأن كبير في العالم الإسلامي
موضوعات مقترحة
على هامش أعمال المؤتمر العالمى التاسع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء، الذى اختتمت فعالياته بالقاهرة، قام فضيلة مفتى الديار المصرية الدكتور شوقى علام، بتسليم فضيلة مفتى البوسنة والهرسك، ورئيس العلماء الشيخ حسين كفازوفيتش، جائزة الشيخ "القرافى".
وقال فضيلة مفتى البوسنة والهرسك: إنه يفتخر بحصوله على هذه الجائزة، ويعتبرها شرفا وتقديرا كبيرين لكل مسلمى البوسنة والهرسك، خصوصا أنه تلقى تعليمه فى الأزهر الشريف، ويكن لمصر حبا شديدا وللأزهر الشريف، وعقب فوزه بالجائزة كان لـ"الأهرام العربى" معه هذا اللقاء.
##
> نبارك لفضيلتكم فوزكم بجائزة "القرافى" خلال فعاليات المؤتمر العالمى التاسع للإفتاء؟
شكرا جزيلا لكم، وهنا أشير لك أننى خريج الأزهر الشريف تخرجت عام 1990، وكنت سعيدا بدراستى فيه، كما أنا سعيد اليوم بحصولى على تلك الجائزة من مصر، وأعتبرها تقديرا كبيرا وشرفا كبيرا لكل علماء الإفتاء فى البوسنة والهرسك عبر القرون، الذين كانوا يجتهدون لإمكانية أن نعيش الحياة فى الإسلام. والإمام القرافى من مجتهدى الأمة الإسلامية، وعالم جليل وله كتب كثيرة فى الفقه والفتوى، ونعتمد عليها بشكل كبير مثل كتاب "الفروق"، وأتوجه بالشكر إلى فضيلة مفتى جمهورية مصر العربية الدكتور فضيلة الدكتور شوقى علام، الذى منحنى الجائزة وسط الحضور الكريم.
> تحدثت عن الفتاوى في عصر الذكاء الاصطناعي.. كيف ترى تأثيره على الفتوى هل يكملها أم يضر بها؟
دائما أقول إن التكنولوجيا مساعدة للإنسان والعالم يتغير فكيف لا نتغير؟ الذكاء الاصطناعى، وكل العالم عيونه ترتكز على هذه التكنولوجيا، والفتوى لابد أن تأتى من إنسان متفتح قارئ يدرك جيدًا ما يدور حوله، لذلك أرى أن التكنولوجيا وسيلة وليست هدفا نستخدمها ولا نستطيع أن نعتمد عليها ككل.
> الحياة أصبحت متسارعة وتتطلب فتاوى بشكل مستمر.. أنتم كعلماء دين وفتوى ماذا تفعلون فى هذا الإطار؟
الفتوى تحتاج إلى تعمق فى العلم والبحث، وإذا كانت هناك أحداث جديدة تمس المجتمع ككل، نبحث فيما يدور حولنا من قضايا بناء على عمليات البحث والقراءة نعطى الجواب، ونقدم الفتوى اللازمة وهى ليست لفرد واحد ولكنها لمجتمع ككل، والفتوى لها دور كبير فى المجتمعات، ومن يقدمونها يعرفون جيدًا عما يتحدثون، وتكون هناك مؤسسات علمية وراءها، مثل ما هو موجود فى مصر، فدار الإفتاء المصرية لها شأن كبير فى العالم ككل، وهناك أقسام للقضايا الأسرية والمعاملات، وكل هذا يحتاج تعمقا فى البحث.
> انتشرت الفتوى الإلكترونية بشكل كبير فكيف تراها؟
الرسائل الإلكترونية شىء جيد والتكنولوجيا وسيلة، كما قلت، ولابد أن نعرف من وراء تلك الفتاوى، هل هو عالم وفقيه فى الدين، أم شخص يقدم فتاوى من تلقاء نفسه، أعرف أن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى أحدثت «دوشة» ضجة ولغطا كبيرين فى كثير من البلدان، وأصبح موجودا لدينا "الشيخ جوجل"، يجيب على كل صغيرة وكبيرة وهذا خطأ كبير. فالإنسان الجاد يحصل على فتواه من دار الإفتاء، ومن المتخصصين من علماء الدين فى بلده.
> باعتبارك المفتي العام في البوسنة والهرسك، ما الدور المنوط بدار الإفتاء لديكم؟
نعيش فى البوسنة والهرسك فى بيئة مختلفة عن بعض الدول الإسلامية، عندنا كثير من الأسئلة اليومية نجيب عنها، ونصدر كل العام الكثير من الفتاوى التى تمس المجتمع ويحتاج إليها، وليست مجرد سؤال وجواب. ودار الإفتاء مؤسسة خاصة فى الفكر الإسلامى، تتبع الشريعة الإسلامية والعقيدة، لذلك لا يمكن النظر إليها فقط من وجهة النظر القانونية بل و"الفقهية" أيضا، ولابد من الترابط بينها وبين الأمور القانونية، حتى لا يحدث ارتباك فى المجتمع، فالشريعة شاملة للإنسان ككل، فالإيمان والعمل والسلوك الأخلاقى السليم يندرج تحتها.
> ما أحدث الفتاوى التي أصدرتها فضيلتكم؟
فتوى كانت عن سؤال هل يدفن غير المسلم فى مقبرة المسلمين، والمرأة المسيحية التى تتزوج من مسلم هل تدفن معنا؟ بعد الدراسة وجدنا أن كل إنسان له حق الدفن، فهو واجب شرعى مكان الدفن هى الأرض، والمسلم وغير المسلم مخلوقات الله وندفن فى الأرض التى خلقها الله، فإذا عاشت معنا طوال حياتها أين نضع قبرها؟ بعد الدراسة المتعمقة والأدلة القرآنية، أصدرنا الفتوى بأنه جائز للمرأة غير المسلمة أن تدفن فى مقابر زوجها المسلم.
> ماذا عن دور المرأة كواعظة في مجتمعكم؟
المرأة الواعظ فى البوسنة والهرسك، منذ سنوات وهى تعيس فى المساجد ولها أكثر من دور، فهى مدرسة وواعظة ومربية، ولها دور كبير فى المجتمع، وتقدم حلقات وعظ فى التلفاز، ودور المرأة لا يختلف عن دور الرجل فى الدعوة عندنا.
> الطفل فى البوسنة والهرسك ما أهم الفتاوى التى صدرت بشأنه؟
كل ما يتعلق بحضانة ورعاية الطفل والحفاظ على حقوقه، أصدرنا فتاوى به، إضافة إلى حقوقه التى يكفلها له القانون.
> فلسطين جرح في قلوب كل الأمة الإسلامية.. ما تقييمك للوضع الحالي؟
نحزن بشدة على كل ما يجرى هناك من عنف وقتل ودموية شديدة، والقضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل هى قضية الأمة الإسلامية جميعها، وكل ما تفعلة اسرائيل من جرائم وحشية فى حق الشعب والأطفال، سيكون انتقام الله منها شديدا، وأعتقد أن ما يحدث فى فلسطين الآن سيغير التاريخ والعالم، نحن عشنا فى أكاذيب وافتراءات فى البوسنة والهرسك لسنوات، واتهمونا اتهامات باطلة، ونفس السيناريو يتكرر فى غزة، وندعو الله أن يقف بجانبهم وينصرهم نصرا كبيرا، وستظل القدس باقية شامخة.
> ماذا عن أحوال مسلمي البوسنة والهرسك اليوم؟
البوسنة والهرسك بلد أوروبى صغير، كانت ومازالت ملتقى لمختلف الديانات والحضارات والتراث، اعتنق شعب البوشناقى الإسلام، ونبنى هذا الدين الجديد بأفكار جديدة وحضارة عظيمة، وأصبحنا معروفين بشكل كبير فى القارة الأوروبية، ومسلمو البوسنة والهرسك بسطاء متسلحون بسماحة الإسلام بنوا عالما جديدا فى قلب أوروبا، حملوا مصباح الإيمان والحرية، ويحرصون على الالتزام بتعاليم وأخلاق الدين الإسلامى السمحة.