Close ad

"واشنطن بوست" تتساءل عن مدى استعداد إسرائيل لصد هجوم إيران وسط عزلة إقليمية

10-8-2024 | 02:17
 واشنطن بوست  تتساءل عن مدى استعداد إسرائيل لصد هجوم إيران وسط عزلة إقليميةهجوم إيراني علي إسرائيل
أ ش أ

أثارت صحيفة "واشنطن بوست" تساؤلات كبيرة حول استعداد إسرائيل لمواجهة هجوم إيراني محتمل آخر، من خلال تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود، ووضع بطاريات الدفاع الجوي، والتنسيق مع واشنطن بشأن نشر الأصول العسكرية الأمريكية، ولكن هذا بدون دعم إقليمي للدفاع عن إسرائيل التي أصبحت أكثر عزلة من ذي قبل.

موضوعات مقترحة

وأشارت الصحيفة في سياق تقرير نشرته الجمعة، إلى تزايد التوترات بمنطقة الشرق الأوسط عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة الإيرانية طهران، حيث تواجه إسرائيل وضعًا متقلبًا يهدد بزيادة عزلتها الإقليمية وبالتالي زيادة الضغط على أنظمتها الدفاعية المتقدمة.

وقالت واشنطن بوست إنه في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل عسكريا بالتنسيق مع والولايات المتحدة بشأن نشر الأصول العسكرية الأمريكية، هناك مخاوف متزايدة بشأن عزلة إسرائيل الإقليمية التي تجعلها وحيدة وأكثر عرضة للخطر كما يقول المحللون العسكريون.

ورغم أن إسرائيل لم تؤكد أو تنف دورها في اغتيال هنية، إلا أنها أبلغت المسئولين الأمريكيين على الفور بعد ذلك أنها مسئولة عن الاغتيال -على حد قول الصحيفة.

ولفتت الصحيفة إلى أن هناك أيضا مخاوف من أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية قد لا تكون قادرة على التصدي بشكل كامل لهجوم ضخم ومنسق، حتى مع الدعم الأمريكي.

ولقد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الموافقة على وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين في غزة، على الرغم من الضغوط من واشنطن ومناشدات قياداته العسكرية. وقد أثار مقتل هنية ـ كبير المفاوضين من حماس ـ غضب المسئولين الأمريكيين والزعماء العرب، الذين يرون أن المحادثات وصلت إلى مرحلة حرجة. 

وألمحت الصحيفة إلى أن سبب عزلة إسرائيل هو رغبة متزايدة من دول المنطقة في ألا يُنظَر إليهم باعتبارهم داعمين لإسرائيل في وقت يزداد فيه الغضب الشعبي واسع النطاق إزاء الخسائر البشرية الناجمة عن حرب غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الرغبة أصبحت أكثر وضوحاً الآن، وسعت الدول العربية إلى النأي بنفسها علناً عن أي تورط في الجولة التالية من العنف، وعدم السماح بتحويل مجالها الجوي إلى ساحة معركة. 

ووفقا لسياسي إسرائيلي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، فإن مثل هذه التصريحات العامة "مزعجة للغاية". وقال إنه في حين تريد الدول العربية التي تقع في مدى الصواريخ احتواء إيران، فإن العلاقات التي تربطها بإسرائيل حساسة، ولم يتم اختبارها إلا مرة واحدة من قبل على نطاق واسع.

وفي مواجهة احتمال اندلاع حرب شاملة، أقر نتنياهو بأن "إسرائيل تعمل بمفردها تماما".

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي الأربعاء الماضي : "نحن نعمل بجد حقًا، وبدبلوماسية مكثفة، لمحاولة تجنب التصعيد"، مضيفًا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن "أمر بإرسال موارد عسكرية إضافية إلى المنطقة للتأكد من أنه في حالة تعرض إسرائيل للهجوم، يمكن للولايات المتحدة أن تأتي للدفاع عنها بكفاءة".

وكان الهجوم الإيراني في أبريل، الذي شنته إيران بعد غارة إسرائيلية بالقرب من منشأة دبلوماسية في دمشق، مخططا له جيدا، مما أعطى إسرائيل وحلفائها وقتا ثمينا للاستعداد.

ويرى المسئولون أن الهجوم هذه المرة قد يكون مفاجئا وأوسع نطاقا وأطول وربما يستمر عدة أيام بدلا من عدة ساعات وكما يمكن أن يكون هجوما منسقا من اتجاهات متعددة، يشمل وكلاء إيرانيين في العراق واليمن وسوريا ولبنان.

ولفتت الصحيفة إلى أنه على مدى الأشهر العشرة الماضية، استخدم مسلحو حزب الله في لبنان طائرات بدون طيار منخفضة السرعة ومتفجرة لضرب مواقع عسكرية ومنازل خاصة في إسرائيل - متجنبين أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية التي تتباهى بها تل أبيب، والتي صُممت لتحديد واعتراض الصواريخ التقليدية التي تطير على ارتفاعات أعلى وعلى طول مسارات طيران خطية.

ويؤكد خبراء الأسلحة أن مثل هذه المسيرات يمكن أن تشكل خطرًا كبيرًا إذا تم إطلاقها بأعداد كبيرة. وتكهن الخبراء أن حزب الله قد يستخدم ذخائر مداها أطول تزعم امتلاكها ولكنها لم تعرضها علناً قط. ومن المرجح أن يكلف صد مثل هذا الهجوم إسرائيل ثمنا باهظا حيث تبلغ تكلفة اعتراض القبة الحديدية نحو 30 ألف دولار لكل مرة تعترض فيها صاروخا؛ وتقدر تكلفة اعتراض صاروخ آرو 3 المصمم لإسقاط الصواريخ الباليستية بنحو 3 ملايين دولار.

ويقول يوئيل جوزانسكي، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي والذي يعمل الآن باحثا كبيرا في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب إن إسرائيل تتوقع أن يبدأ حزب الله الهجوم على تل أبيب باستخدام الصواريخ الموجهة. 

وقال إن السيناريو الأسوأ سيكون هجوما متعدد الجبهات من قبل وكلاء إيرانيين آخرين يرغبون في "تحدي حدود أنظمة إسرائيل، والتي يمكن التغلب عليها ... والتي تعتمد، كما رأينا في أبريل، على التحالف الإقليمي من أجل العمق الإستراتيجي". 

وأضاف أن إسرائيل أبلغت حزب الله وإيران أن ضرب المراكز السكانية المدنية سيكون خطا أحمر، وسوف يستدعي ردا قويا. 

وقال يسرائيل زيف، وهو لواء متقاعد شغل منصب رئيس قسم العمليات في قوات الدفاع الإسرائيلية، إن "الولايات المتحدة أكثر انشغالا مما كانت عليه في أبريل، لكنها تدرك أيضا أن الحرب الإقليمية ستؤثر على الاقتصاد، ومن مصلحتها وقف التصعيد". 

ولكنه حث القادة الإسرائيليين على عدم اعتبار الدعم الأميركي أمراً مسلماً به: "هنا، أعتقد أن إسرائيل قد ترتكب خطأ، بالذهاب إلى حرب إقليمية على افتراض أن أصولها ستكون هناك دائماً". وتوقع أيضا أن تواجه إسرائيل صعوبات في الحفاظ على تحالفها الإقليمي متماسكا، "لأنهم ليسوا جميعا مستعدين للعمل مع نتنياهو".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة