انتخابات القائمة الواحدة أثبتت فشلها والنهاية في أولمبياد 2024
موضوعات مقترحة
الأندية أقوى من الجبلاية.. ولقجع يهزم علام في ملف المحترفين
دوري لا ينتهي بداية السقوط.. وإعداد هزيل وقائمة غير مكتملة
كوارث القائمة بدون حساب.. وغياب العدالة مع هداف الدوري
أين محمد بركات من فيديوهات السوشيال ميديا وعروض الاحتراف؟
المغرب برونزي مع حكيمي ورحيمي.. وكلمة السر "لقجع"
تهليل غير مبرر لميكالي.. والحصاد 11 هدفًا وكارثة "الستة"
محمد أبوالعينين
للفشل ألف أب.. لكن هذه المرة للفشل مسئول واحد.. اعتاد الفشل والإخفاق.. تجرعت الكرة المصرية في ولايته الصدمات الواحدة تلو الأخرى.. حتى جاءت كلمة النهاية "خسارة بالستة".
بالأمس تلقت الكرة المصرية طعنة شديدة المرارة وخسارة للنسيان "لن تمر مرور الكرام من سجلات التاريخ " عندما خسر المنتخب الأولمبي لكرة القدم لقاءه مع المغرب بستة أهداف دون رد في لقاء تحديد صاحب الميدالية البرونزية والمركزين الثالث والرابع من عمر منافسات دورة الألعاب الأوليمبية باريس 2024.
ليلة شديدة الحزن والكآبة مصحوبا بذهول تام فرض نفسه على الشارع الكروي بالأمس وهو يرى نصب عينيه منتخبه الأوليمبي يخسر بالستة أمام المغرب ويفشل في إحراز البرونزية.
نعم هناك مسؤولية فنية يتحملها روجيرو ميكالي المدير الفني صاحب الاختيارات المثيرة للجدل في القائمة "منها اختيارات إجبارية لعدم توافر البديل في مراكز بعينها" ونعم هناك مسؤولية معنوية يتحملها لاعبي المنتخب أنفسهم بالأداء المخيب للآمال وضعف العزيمة وانهيار اللياقة البدنية وغياب الطموح ولكن يبقى صانع هذه الكارثة أو النكسة أو النكبة الكروية "الأب الوحيد" صاحب الأرقام القياسية مع الهزائم الكبرى في عالم المنتخبات وهو اتحاد كرة القدم ومجلس إدارته برئاسة جمال علام.
اتحاد الكرة الحالي هو الاتحاد الذي جاء عبر صندوق الاقتراع في عملية انتخابية وفقا للوائح "غريبة" بحجة ضمان انسجام المجلس من خلال انتقاء قائمة وهي لائحة يجب التخلص منها تماما وعودة الانتخابات كما كانت عليه في الماضي "الترشح وفقا لقوائم وبرامج مرشحين قائمة أو مستقلين" في لعبة احترافية الآن لا تديرها قوائم.
اتحاد الكرة الحالي برئاسة جمال علام
وارتكب اتحاد الكرة العديد من الأخطاء الكبرى في رحلة مشاركة المنتخب الأوليمبي في دورة باريس الأوليمبية 2024 كان لها دورا كبيرا في النهاية الحزينة والمأساوية في ختام المشوار.
الخطيئة الأولى.. اتحاد يسقط في دوامة الدوري
الخطيئة الأولى التي ارتكبها اتحاد الكرة بحجة عدم إشرافه على المسابقة هو تركه بطولة الدوري الممتاز لموسم 2023-2024 مستمرة حتى الآن رغم حاجة المنتخب الأوليمبي إلى توقفها قبل فترة كافية من الأولمبياد أو إنهاء الموسم كما حدث في باقي دول العالم قبل الأوليمبياد أيضا بفترة زمنية مناسبة تتيح لأي مدرب اختيار قائمة بحرية وإعداد لاعبيه وخوض تجارب ودية وليس التجمع قبل الدورة بأيام والدخول في جدل مع الأندية حول الاختيارات ومن يدخل المعسكر ومن يخرج المعسكر، كما حدث في حالة وأزمة لاعبي الأهلي وبيراميدز قبل لقاء للفريقين وظل الأمر معلقا لأخر لحظة دون مراعاة ضرورة تركيز لاعب الكرة في مهمته الأكبر وهي مهمة ارتداء قميص المنتخب وليس هل سيكون موجودا مع ناديه في مباراة محلية من عدمه، وكان مفترضا على اتحاد الكرة تنسيق الأمر مع رابطة الأندية المحترفة التي تدير مسابقة دوري لم ينته حتى الآن في واقعة لا يجب أن تمر مرور الكرام أيضا والاستغناء عن كامل الرابطة مستقبلا وانتخاب شخصيات "في حال بقاء الرابطة" تجيد إدارة دوري احترافي.
الخطيئة الثانية.. الأندية أقوى وكلمة الخطيب تنتصر
الخطيئة الثانية التي ارتكبها اتحاد الكرة برئاسة جمال علام عدم حماية روجيرو ميكالي المدير الفني واحترام اختياراته بعدما ذهب المنتخب إلى الأوليمبياد بلاعبين فوق السن فقط وليس 3 لاعبين كما تنص اللائحة بل اختار لاعبين " صدفة " وبعد معاناة ومفاوضات فاشلة مع الأندية وخاصة الأهلي الذي تمسك رئيسه محمود الخطيب برفض انتظام لاعبين دوليين مثل محمد الشناوي حارس المرمى ومحمد عبدالمنعم وياسر إبراهيم قلب الدفاع وإمام عاشور لاعب الوسط المدافع في قائمة المنتخب الأوليمبي بمجرد طرح الأمر إعلاميا وكان المبرر إتاحة لوائح الفيفا للنادي بأن يرفض ترك لاعبه المحترف للمنتخب الأوليمبي رغم أن السبب الرئيسي في امتداد الموسم كثرة مؤجلات الأهلي التي تأتي بسبب كثرة بطولاته الخارجية ومنها بطولة الدوري الإفريقي التي كان من الممكن عدم المشاركة فيها أو قبول ضغط مبارياته دون شكوى فيما بعد فلم يجد ميكالي مدرب المنتخب الأوليمبي أمامه سوى لاعب يحلم بالفرصة الأوليمبية هو أحمد سيد زيزو نجم الزمالك ولاعب محترف لا يرتبط بعقد مع أي نادي بعد رحيله من أرسنال هو محمد النني.
الخطيئة الثالثة.. إخفاق أوروبي ونجاح مغربي
وثالث الخطايا " ضعف اتحاد الكرة " الذي لا يجيد التفاوض مع أندية أوروبا ولم ينجح في إقناع لاعب واحد من الكبار المحترفين في الخارج تبني قضية المشاركة في دورة باريس الأولمبية.
وكان المدرب البرازيلي روجيرو ميكالي يرغب قبل فترة طويلة في مشاركة محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي ضمن القائمة الرسمية في باريس ورفض ليفربول وتكرر السيناريو ذاته مع محمود حسن تريزيجيه جناح أيسر طرابزون سبورت التركي ولم ينجح اتحاد الكرة في ضمه هو الأخر بحجة رفض ناديه.
في المقابل نجح الاتحاد المغربي برئاسة فوزي لقجع في إقناع باريس سان جيرمان الفرنسي في مشاركة أشرف حكيمي نجم الفريق مع المنتخب المغربي الأوليمبي في باريس وحكيمي هو ثاني أفضل لاعب في إفريقيا حاليا وصاحب شعبية وجماهيرية كبيرة واهم مدافع في الملاعب الأوروبية خلال أخر عامين بل ونجح الاتحاد المغربي في ضم نجم العين الإماراتي سفيان رحيمي بطل دوري أبطال آسيا وأفضل لاعب عربي في القارة بأكملها هناك للتواجد ضمن الثلاثي الكبير رفقة المنتخب المغربي في الأوليمبياد.
الخطيئة الرابعة..اختيارات غريبة ودفاع غير مكتمل
من الخطايا الكبرى التي مر بها المنتخب في رحلة الإعداد أيضا لخوض دورة الألعاب الأوليمبية ويتحمل مسؤوليتها اتحاد الكرة برئاسة جمال علام هو غياب الحديث تماما مع روجيرو ميكالي المدير الفني عن اختياراته الفنية المفترض أن يكون للمدير الفني للاتحاد في المنتخبات السنية الأقل من الأول دورا فيها.
ومن تابع مسيرة المنتخب في دورة الألعاب الأوليمبية يجد أخطاء عند اختيار القائمة الرسمية لخوض منافسات باريس 2024 كانت تستحق مراجعة ميكالي أو لفت نظره مثل افتقاد المنتخب لرأس حربة هداف فلم ير أحدا خطورة أو هدف لأسامة فيصل المهاجم الأول وبلال مظهر المهاجم الثاني وكلاهما ظهر في رحلة المنتخب فيما كان الدوري الممتاز يتصدر لائحة الهدافين خلاله حتى وقت قريب وتحديدا عند اختيار القائمة الهداف الأول للبطولة حسام أشرف مهاجم بلدية المحلة المعار من الزمالك والذي سجل حتى الآن 14 هدفا في الدوري فهل تعرض حسام أشرف للظلم؟ ولماذا لم يكن ضمن خيارات روجيرو ميكالي؟
نفس السيناريو تكرر في أزمة الدفاع حيث تم اختيار عدد من اللاعبين المدافعين لا يشاركون بانتظام في المباريات بشكل أساسي مع كثرة التواجد كبدلاء مثل محمد طارق وأحمد عيد ثنائي المصري البورسعيدي وكريم الدبيس مدافع الأهلي وكان ميكالي يحاول حل هذه الأزمة من خلال اختيار مدافع فوق ال 23 عاما.
الخطيئة الخامسة.. فوضى العروض وغياب بركات
من الخطايا التي فرضت نفسها وساهمت في النكسة الأخيرة أمام المغرب والخسارة بالستة هو غياب دور القائد من خلال المشرف العام على المنتخب محمد بركات عضو مجلس إدارة الاتحاد الذي كان في فترة سابقة مديرا للمنتخب ضمن جهاز حسام البدري المدير الفني الأسبق وكذلك لاعب دولي كبير.
وتمثل خسارة مصر أمام المغرب بالستة وحالة الانهيار التي أصابت اللاعبين علامة فارقة تؤكد عدم وجود دور حقيقي للمشرف العام سوى التشجيع والمساندة فقط، والانشغال في نفس الوقت بالحديث عن موقف المدير الفني روجيرو ميكالي ومدى بقائه.
وشهدت الساعات التي سبقت مباراة مصر والمغرب وكانت شرارتها بدأت قبل لقاء فرنسا أيضا في الدور نصف النهائي تردد أنباء قوية عن تفاوض لاعبين للرحيل عن أنديتهم ومناقشة لاعبين عروضا للاحتراف الخارجي على غرار صفقة توقيع محمد النني كابتن المنتخب للجزيرة الإماراتي خلال سريان الدورة الأوليمبية.
وحاصرت تلك الأنباء لاعبين بأعينهم مثل إبراهيم عادل صانع الألعاب المطلوب في ليون الفرنسي وكريم الدبيس الظهير الأيسر الذي تلقى عرضا من أحد الأندية البلجيكية ولاعبين آخرين ترددت أسمائهم مثل حمزة علاء وحسام عبدالمجيد ومحمد شحاتة وهو أمر كان يستوجب ردود قوية وحاسمة ومواقف من المشرف العام على المنتخب يؤمن بها تركيز اللاعبين فقط في المباراتين أمام فرنسا والمغرب ولكن خسرهما المنتخب واستقبل 9 أهداف.
الخطيئة السادسة.. السوشيال ميديا تنتصر
من الأخطاء الكبرى التي يتحمل مسئوليتها الطاقم الإداري الإفراط الرهيب في استخدام اللاعبين للسوشيال ميديا واستخدام اللاعبين "صغار السن قليلي الخبرات" عبارات تثير تعصب الأندية بعيدا عن الانتماء للمنتخب في نفس الوقت، وهو خطأ ارتكبه لاعب كبير هو أحمد سيد زيزو نجم الزمالك الذي لم يفعلها مع ناديه ولكنه في المنتخب بعد تعرضه لانتقادات "شعبوية" لا تخضع لتقييم تأثر وبدأ في استخدام السوشيال ميديا بكثافة وظهرت له فيديوهات مع زملائه مثل حمزة علاء حارس الأهلي وعاد معها جدل " هزلي " على السوشيال ميديا حول من هو أفضل لاعب في مصر والتحدث جماهيريا من خلال الانتماء للأهلي أو للزمالك وغاب دور محمد بركات المفترض أن يضبط هذه الحالة فور ظهورها وليس السماح بها على شكل موسع في دورة مع كل انتصار كان يحققه المنتخب فيها حتى أخر فوز له على باراجواي " لم يحقق الإنجاز الحقيقي " وهو حصد ميدالية أوليمبية.
الخطيئة السابعة.. نجاح ميكالي بالأمر المباشر
يجرى العرف دائما في الإدارة الناجحة أن الحساب أو التقييم يتم في ختام المنافسات وليس في منتصفها ولا يصح التسرع في أي قرار تحت ضغط نتيجة جيدة ولكن ما حدث أن ملف تجديد عقد روجيرو ميكالي فرض نفسه بقوة ودارت أحاديث كثيرة حول استمراره بمجرد فوزه على إسبانيا 2-1 في ختام الدور الأول وتصدره لمجموعته وبدأ الجميع يتذكر كيف صنع منتخبا قويا وحقق إنجازًا رقميًا بتصدر مجموعته وإعلان جمال علام رئيس الاتحاد ومحمد بركات مدير المنتخب أن الأمر سيجرى مناقشته بعد لقاء المغرب والإجماع على قوة المدرب البرازيلي.
ومن يتابع المحصلة الختامية للمدرب البرازيلي يجد أنه لم يحقق النجاح فهو ليس أول مدرب يقود منتخب مصر الأوليمبي إلى نصف نهائي الأوليمبياد وحل رابعا في الترتيب وليس حصد ميدالية اوليمبية وفي نفس الوقت امتلك معه المنتخب أضعف خط دفاع واهتزت شباكه 11 مرة في 6 مباريات وكذلك تلقى خسارة كبرى أمام المغرب بالستة وهي نتيجة كفيلة بإنهاء مسيرة مدرب.
ومع هذه الخطايا كان طبيعيا لمجموعة لاعبين وفقا لإمكاناتهم ومدير فني عانى من ظروف صعبة ان يرى في بلوغه الدور نصف النهائي إنجازا جيدا ولكن في نفس الوقت تم ترجمته لنهاية مأساوية بالخسارة بستة أهداف نظيفة أمام المغرب وضياع البرونزية ليكتمل الحصاد المر من فشل المنتخب الأول في بطولة أمم إفريقيا 2024 التي ودع خلالها المنافسات من الدور ثمن النهائي وقبلها إخفاقه في الوصول إلى كأس العالم 2022 وكذلك منتخب الشباب الذي فشل بدوره في كأس الأمم الإفريقية تحت 19 عاما وودع المنافسات من الدور الأول في مصر مع المجلس الحالي برئاسة جمال علام.