مجلس النواب: مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد خطوة مهمة في تحديث النظام القانوني | يجب احترام القانون الدولي فى إدارة الأنهار العابرة للحدود.. نص كلمة الرئيس بـ «نداء عالمي لقمة المستقبل» | الرئيس السيسي: ندرة المياه تتطلب تعاونًا دوليًا للوفاء بحق الجميع في الوصول إليها | الرئيس السيسي: يجب تعزيز جهود القضاء على الفقر والجوع عالميًا ومواجهة تحديات الأمن الغذائي | الرئيس السيسي يطالب بإصلاح هيكل النظام المالي العالمي وتعزيز مشاركة الدول النامية في آليات صنع القرار | الرئيس السيسي: قمة المستقبل تنعقد في ظل أزمات دولية سياسيًا واقتصاديًا خاصة حالة التصعيد في الشرق الأوسط | مياه البحر الأحمر تعلن بدء حملة تطهير خزانات المدارس والمعاهد الأزهرية | صور | مجلس نقابة المهندسين يتفقد المشروعات التطويرية الكبرى بميناء الإسكندرية | صور | سعر اليورو بختام تعاملات اليوم الخميس 12- 9- 2024 | محافظ كفرالشيخ: مراقبة العمل بالمراكز التكنولوجية بالكاميرات الذكية | صور |
Close ad

«من إلقاء القنابل على هيروشيما وناجازاكي لدموع الإمبراطور».. «الأهرام» ترصد مأساة اليابان قبل 79 عاما

9-8-2024 | 14:18
;من إلقاء القنابل على هيروشيما وناجازاكي لدموع الإمبراطور; ;الأهرام; ترصد مأساة اليابان قبل  عاما  إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما ونجازاكى
هبة سعيد سليمان

تمر اليوم الذكرى التاسعة والسبعين على استخدام أكثر الأسلحة رُعبًا فى التاريخ، وهي القنبلة الذرية التى أطلقتها الولايات المتحدة على مدينة ناجازاكي اليابانية، وذلك يوم 9 أغسطس عام 1945م، القنبلة التي أطلق عليها الأمريكان اسم "الرجل السمين"، اعتمدت القنبلة في تصنيعها على البلوتونيوم، وقتلت ٣٩ ألف شخص على الفور، ودام آثارها في عدة مدن قريبة من المدينتين ولعدة سنوات حتى بلغ عدد الوفيات بسببها فى عام 1950م نحو 340 ألف شخص، غير الأمراض التى تسببت فيها نتيجة الإشعاعات، وبذلك تعتبر أكثر الأسلحة رعبًا ودمارًا فى العالم، وجاء ذلك الإطلاق بعد 3 أيام فقط من إلقاء قنبلة "الولد الصغير"على مدينة هيروشيما اليابانية، والتي أودت بحياة ما يقرب من سبعين ألف شخص فور إطلاقها، غير عشرات الآلاف الذين عانوا من إصابات رهيبة. 

موضوعات مقترحة

جاء قرار استخدام القنبلة الذرية المطورة حديثًا –آنذاك- بعد هزيمة ألمانيا وتدمير أوروبا خلال ست سنوات هى عمر الحرب العالمية الثانية، حيث تحول التركيز إلى اليابان، الدولة الأخيرة في المحور، وعرف الرئيس الأمريكي هاري ترومان وقادته العسكريون أن غزو اليابان سيكون مكلفًا للغاية من حيث حياة جنود الحلفاء - حيث تم توقع ما يصل إلى مليون ضحية، وإمكانية تحويل المدن اليابانية إلى أنقاض دون أن تطأ أقدامهم الأرض باستخدام تلك القنبلة، وبالفعل نجحت الخطة الدامية وأدت إلى استسلام اليابان التام.

وبمناسبة هذه الذكرى الرهيبة نبحث فى "جريدة الأهرام"، ونرى كيف رصدت هذه الواقعة التى تعد من  كأبشع الحروب فى العالم.

نشرت جريدة "الأهرام" قبل الحرب بيوم مانشيت في صفحتها الرابعة بتاريخ 6 أغسطس 1945م عن اليابان:

"إتمام الاستعداد لتوجيه الضربة القاضية لليابان"
"إلقاء 8 ملايين نسخة من جريدة أسبوعية على المدن اليابانية"

وورد فى التفاصيل: "يبدو  أن غزو اليابان أصبح وشيك الوقوع إذا تأهبت قيادات الحلفاء وأخذت الجيوش الجرارة تتجمع من جديد لتوجه إلى اليابان الضربة القاضية، وقد كان من نتيجة تغير الطقس أمس واليوم أن ساد السكون، ولكن هذا قد يكون السكون الذى سبق العاصفة"

وأكملت "الأهرام" قراءة المشهد بالقول: "وقد أصبحت الجزر اليابانية معزولة تماما عن ممتلكاتها فى القارة الأسيوية وفي جزر الهند الشرقية بعد أن ضُرب عليها حصار بحرى وجوى عظيم".

وفى صباح يوم الثلاثاء 7 أغسطس 1945 كان العنوان الرئيسي لجريدة الأهرام:

"الكشف عن معجزة علمية كبرى"
"القنبلة الذرية..أشد فتكا من 20 ألف طن من الديناميت"

وورد فى التفاصيل: "أعلن الرئيس ترومان اليوم أن إحدى الطائرات الأمريكية قد ألقت منذ ساعات أعظم قنبلة عُرفت حتى الإن فى تاريخ الحروب على قاعدة الجيش اليابانى فى هيروشيما، وهى "قنبلة ذرية" تزيد قوتها عن قوة 20 ألف طن من أشد أنواع الديناميت فتكا".

وتكمل الأهرام: "وقوة انفجار هذه القنبلة تزيد أكثر من ألفى مرة عن قوة انفجار القنابل البريطانية المسماة "جراند سلام" التي كانت إلى اليوم أقوى القنابل فى العالم..  وأعلن الرئيس ترومان أنه يوجد فى الولايات المتحدة مصنعان كبيران وكثير من المصانع الصغرى التى تخصصت فى إنتاج قنابل القوة الذرية هذه، وقد بدأ العمل فى إنتاجها منذ أكثر من سنتين ونصف السنة"

وقد قال الرئيس ترومان:"إننا بهذه القنبلة قد أضفنا قوة مدمرة جديدة ستحدث تطورًا عظيمًا وتشد أزر قواتنا المسلحة.. ويجرى العمل الآن فى إنتاج هذه القنابل بحالتها الراهنة، علما أنه يعمل على تحسينها حتى تكون أشد فتكا".

واستطردت "الأهرام": "ثم قال الرئيس ترومان  أننا الآن مستعدون للقضاء على كل مصدر للإنتاج يمتلكه اليابانيون فوق سطح الأرض فى أى مدينة، بطريقة سريعة وتامة، وسنقوم بتدمير أرصفتهم ومصانعهم ومواصلاتهم ولن نكون مخطئين إذا قلنا أننا سنقضي القضاء التام على قدرة اليابان على القيام بالحرب..وقد كنا نرمي من وراء الإنذار النهائى الذى وجهناه إلى اليابان من بوتسدام يوم 26 يوليو إلى انقاذ الشعب اليابانى من هذا التدمير التام، ولكن زعماءهم رفضوا هذا الإنذار، فإذا لم يقبل اليابانيون شروطنا الآن فليتوقعوا أن ينزل عليهم من السماء سيل من الدمار لم يحدث مثله على ظهر البسيطة".
 
وفي الصفحة الخامسة من نفس اليوم خبرا يقول:

"إعداد 12 ألف طائرة لضرب اليابان"
"4 آلاف طائرة تلقى كل يوم 9 آلاف طن من القنابل"

وفى اليوم التالى لإلقاء القنبلة يوم الأربعاء 8 أغسطس 1945م نشرت "الأهرام" بالصفحة الأولى مانشيت، يقول:

"القنبلة الذرية" سلاح الحرب والسلم فى المستقبل"
"ترقب نتيجة أول قنبلة – سباق بين الألمان والحلفاء – كيف تمت أول تجربة"

وأشارت وكالة دوماى اليابانية للأنباء اليوم للمرة الاولى إلى "القنبلة الذرية" فقالت أن مركز قيادة الجيش الامبراطوري أعلن أن العدو (الأمريكيين) استخدم نوعًا جديدًا من القنابل فى غارته الأخيرة على "هيروشيما" القاعدة البحرية اليابانية الكبرى".

"وزاد بلاغ القيادة اليابانية العليا على ما تقدم البيان الآتي نصه: "أصيبت مدينة هيروشيما بأضرار عظيمة على إثر الغارة التي قامت بها طائرات معادية قليلة يوم 6 أغسطس، ويظهر أن العدو استعمل نوعا جديدا من القنابل فى هذه الغارة، وبدأ التحقيق لمعرفة التفاصيل".

"وقالت الوكالة اليابانية أن القنبلة الجديدة ألقيت وهى معلقة بمظلة وانفجرت فى الجو قبل أن تصل إلى الأرض؛ مما زاد فى قوة فتكها، وينتظر اليوم ملايين من الناس فى جميع أنحاء العالم انقشاع ما انعقد فوق مدينة هيروشيما التي ألقيت عليها القنبلة (الذرية) الأولى من غيوم كثيفة حتى يتبينوا مدى الدمار الذي أحدثه هذا السلاح الجديد المهلك".

وبمتابعة أخبار القنبلة الذرية بجريدة "الأهرام" نجدها نشرت بصفحتها الأولى يوم الخميس 9 أغسطس آثارها على اليابان:

"قنبلة ذرية" تمحو مدينة من الوجود"
"وصف مروع يذيعه راديو طوكيو – حديث للطيار ملقي القنبلة"

و"أذاع الراديو اليابانى أن الأضرار الجسيمة التي أحدثتها القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما أمس الأول بالتوقيت اليابانى قد أذهلت الخبراء العسكريين اليابانيين الذين لم يصدقوا لأول وهلة أن قنبلة واحدة من هذا النوع تنطوي على قوة انفجارية تعادل قوة عشرين ألف طن من المواد المتفجرة المستخدمة فى صنع القنابل العادية".

"وأذاع راديو طوكيو اليوم أن هيروشيما أصبحت مدينة من الأطلال، وأن القتلى من الكثرة بحيث لا يمكن حصرهم، وأضاف قائلا  القتلى والجرحى قد أحرقوا بحيث لم يعد تمييزهم مستطاعا وليس فى إمكان السلطات عمل احصاء عن الإصابات بين المدنيين".

"وقد وصف الكولونيل تبيت قائد القلعة البيضاء التى القت القذيفة الذرية الاولى على الأراضي اليابانية بقوله:"من الصعب حقا أن نصدق ما رأينا، لقد ارتفعت سحب هائلة من الدخان ما لبثت أن حجبت مدينة هيروشيما عن الأعين".

وأعلنت وزارة الحربية الامريكية أن طائرات الاستطلاع الأمريكية استطاعت أن تلتقط طائفة من الصور الفوتوغرافية الأضرار التي أحدثتها القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما، فاتضح أن القنبلة أبادت ما يقرب من ستين فى المائة من مساحة المدينة"

وتقول جريدة "نيويورك تايمز" أن التصريحات شبه الرسمية التى تصدر فى واشنطن تؤكد أن قنابل ذرية  أخرى ستلقى على اليابان إذا لم ىتبادر إلى الاستسلام".

وفى صباح يوم الجمعة 10 أغسطس 1945م نجد خبرًا يتصدر  منتصف الصفحة الأولى لـ"الأهرام" ينص على إلقاء قنبلة ثانية يوم 9 أغسطس:

قنبلة ذرية ثانية على اليابان

وورد فى تفاصيل الخبر:"جاء فى بلاغ خاص إذاعة الجنرال سباتز القائد العام للقوات الأمريكية الجوية فى الباسيفيك أن "قنبلة ذرية" ثانية ألقيت صباح اليوم على نجازاكي الميناء الياباني الكبير وتفيد التقارير الأولية التي وردت عن هذه الغارة انها كانت غارة موفقة".

وفى يوم الأحد 12 أغسطس 1945م كان مانشيت "الأهرام بصفحتها" الأولى يعلن استسلام اليابان وطلبها للصلح:

"رد الحلفاء على طلب اليابان الصلح"
"قبولهم بقاء الامبراطور بشرط خضوعه للقيادة العليا المتحالفة"

وفى نفس الصفحة نجد خبرًا عن القنبلة الثانية التى ألقيت على نجازاكي، عنوانه:

"القنبلة الذرية الثانية على ناجازاكي"

وورد فى التفاصيل"البريجادير توماس فاريل المشرف على مشروع القنبلة الذرية الثانية التي ألقيت على ناجازاكي كانت أقوى بكثير من القنبلة الأولى، وذكر أنه شاهد كلا القنبلتين فكانت قوة انفجار الثانية أعظم بكثير.. وأعلن الجنرال كارل سيباتز قائد القوات الجوية المتحالفة فى المحيط الهادى أن 30% من ناجازاكى بما فيها جميع المراكز الصناعية قد دمرته القنبلة الذرية".

وأذاعت وكالة دوماى -ن اليابانيين احتجوا رسميًا على استخدام القنبلة الذرية فى مذكرة سلمت اليوم للولايات المتحدة بواسطة سويسرا".

وفى الصفحة الثالثة نشرت خبر انتهاء الحرب بعد ست سنوات، وكانت حرب طاحنة لم يعرف التاريخ مثلها: "الآن انتهت الحرب بعد استسلام اليابان"

وفى يوم الأربعاء 15 أغسطس كان المانشيت الرئيسى لجريدة الأهرام:

"اليابان تعلن ردها صباح اليوم"

"بكاء اليابانيين حول القصر الامبراطورى – تفاصيل شروط الحلفاء".

فى يوم 14 أغسطس صدر قرار إمبراطورى، وأن الجموع باكية التى احتشدت أمام نيكوباتشى وهو كوبرى مزدوج خارج القصر الإمبراطورى أنحنوا من الخجل والعار حتى بلغت رؤوسهم الأرض؛ لأن الجهود التى بذلوها لم تكن كافية.. وولقد بلغ من تأثر رعايا جلالته لجزعه الذى لا حد له ان فاضت الدموع من عيونهم"

أعلن إمبراطور اليابان استسلام بلاده، وجاء ذلك بمانشيت "الأهرام" على الصفحة الأولى يوم الخميس 16 أغسطس ونشرت "الأهرام" حديث الإمبراطور هيروهيتو إلى شعبه وهذا جزء من حديثه:

"تحدث الإمبراطور هيروهيتو اليوم إلى شعبه بواسطة الراديو لأول مرة فى تاريخ اليابان، فقال إن اليابان قبلت إنذار بوتسدام"

وتقول وكالة الأنباء اليابانية أن الامبراطور أبدى رغبة صادقة فى أن يتلو بنفسه القرار الإمبراطورى الخاص بالموافقة على مذكرة بوتسدام".

وقد استهل الإمبراطور حديثه بقوله "إلى شعبى المخلص الأمين، بعد إمعان النظر والتأمل فى الاتجاه العام العالمى والظروف الحالية السائدة فى امبراطوريتنا الآن قررنا تسوية الموقف الحالى بالالتجاء إلى تدبير استثنائي.. فقد أصدرنا أوامرنا إلى حكومتنا بالاتصال بحكومات الولايات المتحدة وبريطانيا والصين والاتحاد السوفياتي وأبلاغها بأن إمبراطوريتنا قبلت الشروط الواردة فى مذكرتها المشتركة"

واستطرد الإمبراطور قائلا "إن التفكير فى هؤلاء الضباط والجنود وغيرهم من الذين سقطوا فى ميادين القتال الذين قتلوا أثناء تأدية واجبهم أو فى عائلاتهم الحزينة ليحز فى قلبى ليلا ونهارا".

"وذكر راديو طوكيو أن الدموع كانت تسيل على وجه الإمبراطور هيروهيتو عندما قرر مجلس الوزراء اليابانى الاستسلام.

"وقالت الوكالة إن وزير الحربية اليابانية كوريشيكا انامى انتحر فى مقره الرسمي تكفيرا عن فشله فى أداء واجبه بوصفه وزيرا لصاحب الجلالة الإمبراطور".

وبالرغم من استسلام اليابان فى الحرب إلا أنها دولة قوية استطاعت إعادة بناء ما تم تدميره فى الحرب  وإعادة هيروشيما ونجازاكى مرة أخرى للحياة بالرغم من أن الكثيرين ومنهم علماء أعلنوا أن هيروشيما لن تصلح للعيش لمدة 70 عاما، ولكن اليابان أعلنت شعار "العمل حتى الموت"، وفى عام 1949م تم إصدار قانون بإنشاء مدينة هيروشيما كرمز دائم للسلام.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: