Close ad

«هيروشيما العاشق العربي».. في ذكراه كيف حذر محمود درويش من دمار العالم؟

9-8-2024 | 12:05
;هيروشيما العاشق العربي; في ذكراه كيف حذر محمود درويش من دمار العالم؟محمود درويش
محمود الدسوقي

كتب الشاعر الراحل محمود درويش، كتابًا نثريًا لم يُحدد جنسه الأدبي، تحت عنوان "ذاكرة للنسيان.. المكان آب.. الزمان بيروت"، وذلك في العدد 21/ 22 من مجلة الكرمل في عام 1986م، ثم أعاد نشره  في كتاب فيما بعد، ولكنه غير العنوان ليصبح "ذاكرة للنسيان". 

موضوعات مقترحة

وفى نصه الطويل "الزمن بيروت المكان آب" نقلنا محمود درويش في نصه البديع لحبيبته ريتا، واعترف بأنها كانت المرأة الحبيبة التى تصمم علي اقتناص الإجابة من محمود درويش ليقول:"هل تحبني؟ ليجيب لا ..لا أحبك.. هل تعلمين أن أمك سارة قد شردت أمي هاجر في الصحراء"، ثم ينقلنا لعشقه لكرة القدم اللعبة الساحرة وبطولة كأس العالم عام 1982م، ولحيفا وللبحر وبيروت وحصارها، وكذلك لهيروشيما ونجازاكى، وإلقاء القنبلة الذرية على مدن اليابان في أغسطس عام 1945م، أي في ذات الشهر الذي مات فيه الشاعر محمود درويش (9 أغسطس 2008م) ورحل عن دنيانا فيه، كأنه كان يطلق التحذير من دمار العالم، مطالبا بحُب الحياة، حيث يقول:

هيروشيما هيروشيما
وحدنا نُصغي إلي رعد الحجارة "هيروشيما"
وحدنا نُصغي لما في الروحِ من عبثٍ ومن جدوى
وأمريكا على الأسوارِ تهدي كل طفل لعبةً للموتِ عنقوديَّةً
يا هيروشيما العاشقِ العربي 

هيروشيما وناجازاكي واستسلام اليابان

كان إلقاء القوات الأمريكية القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما اليابانية يوم 6 أغسطس 1945م خلال الحرب العالمية، فيما أُلقيت قنبلة أخرى على مدينة نجازاكي اليابانية 9 أغسطس من ذات العام، أدت لموت آلاف الضحايا خلاف الإصابات، في أبشع حادث في الحروب الإنسانية على مدار التاريخ، حيث أدت القنبلة، إلى موت الكائنات الحية من إنسان ونبات وحيوان، حسب ما أكدت الصحف.

وقد نفجرت أول قنبلة ذرية في الساعة التاسعة والربع بالتوقيت المحلي بها صباح يوم 6 أغسطس عام 1945م"، وتم اختيار السادس من شهر أغسطس، لأن الغيوم قد سبق وحجبت هدف الطائرات الأمريكية المحملة بالقنابل، وانطلقت القنبلة الساعة الثامنة والربع بتوقيت هيروشيما كما كان مخططًا، وهي قنبلة تعمل بقوة الجاذبية وكان من الأقدار السيئة أن الرياح دفعت القنبلة لتسقط على عيادة شيما للجراحة بدلاً من الهدف المخطط له، وهو جسر أيوي، والانفجار الرهيب أدي حسب الإحصائيات إلي موت 90% من أطباء المدينة و93% من الممرضين، حيث كانوا في وسط المدينة التي تعرضت لسقوط القنبلة النووية.

قُدر عدد الأبنية في هيروشيما قبل القصف قدر بـ 67860 منزل، تحطم نتيجة الانفجار 50 ألف منزل، وقد د نجا من سكانها حوالي 10 آلاف فقط، ولكنهم نجوا من الموت بحروق، وتورمات، وألوان من العلل والأمراض، ومازالت البشرية تدفع ثمن الحروب وثمن هذا الاختراع الذي يهدد بفناء البشرية.  

محمود درويش 

وُلد محمود درويس في قرية البروة الفلسطينية في الثالث عشر من مارس عام 1941، وغادرها مع عائلته عام 1947 إلى جنوب لبنان هرباً من العصابات الصهيونية، ثم عادت العائلة إلى الأراضي الفلسطينية تسللاً بعد النكبة فوجدوا أنَّ قريتهم قد أزيلت وقامت مكانها مستوطنة إسرائيلية فانتقلوا إلى قرية دير الأسد الشمالية.

انتقل محمود درويش إلى حيفا وبقي فيها عشر سنين أنهى خلالها دراسته الثانوية وعمل محرراً في جريدة الاتحاد، وكان ممنوعاً من مغادرة المدينة، كما تم وضعه فيما بعد تحت الإقامة الجبرية في منزله ودخل السجن عدَّة مرات بين عام 1960 و 1970م، حتَّى غادر فلسطين متجهاً إلى موسكو ومنها إلى القاهرة بعد سنة واحدة، ثم إلى بيروت حيث بقي فيها تسع سنوات حتَّى الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982م، ليغادر بيروت إلى دمشق ثم  تونس، ومنها إلى قبرص ليعيد إصدار جريدة الكرمل، ثم إلى باريس التي قضى فيها عشر سنوات، واجتمع هناك مع الملحن اللبناني مارسيل خليفة الذي كان قد غنى العديد من قصائده. 

كانت "لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي"  آخر ما  كتب محمود درويش الشعريّة ودواوينه، قسّمَه إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول لاعب النرد، القسم الثاني قصيدة لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي، القسم الثالث قصائد متنوّعة بين الشعر الوطنيّ والشخصيّ، وفيها قصيدة للشاعر نزار قباني والأديب والصحفي إميل حبيبي.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة