أغنية "يونس" للمطرب محمد منير من الأغاني الناجحة بشكل كبير للكنج عندما طرحت في ألبوم "طعم البيوت عام 2008 أحدثت ضجة كبيرة.
موضوعات مقترحة
الأغنية كلمات الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي، ومن ألحن الموسيقار محمد رحيم، والأغنية مبنية على جزء من السيرة الهلالية، عن قصة حب عزيزة ويونس.
رغم أن السيرة معروفة وقيلت كثيرا علي الربابة من أكثر من فنان أشهرهم سيد الضوي الذي قدمها أيضا مع الأبنودي في برنامج، إلا أنها كانت المرة الأولي التي يلقي فيها الأبنودي الضوء علي طبيعة حب عزيزة ويونس التي لم يكن بها حرية لأنها اعترفت له بعد أن حبسته.
يونس وعزيزة في السيرة الهلالية
لأغنية "يونس" قصة بين الأبنودي ومنير ورحيم لكنها مبنية علي قصة لابد أن نشير لها أولا.
عزيزة هي ابنة السلطان الوهيدي معبد ملك تونس، كانت حبيسة قصر والدها، حيث كان شديد الغيرة عليها من فرط جمالها، ولكي يؤنس وحدتها أتي لها بجارية تسليها وتسري عنها، وتحدثها عن كل شيء، بما في ذلك حكايات العرب وتقاليدهم وأشعارهم.
وحدثتها الجارية أيضًا عن السلطان حسن بن سرحان، سلطان عرب بني هلال، وأطالت في الحديث عنه وعن وسامته وشهامته، وفروسية ابنه يونس، وظلت تحكيها حتى تعلق قلب عزيزة بيونس من قبل أن تراه.
علي جانب آخر، كانت أحوال قبيلة بني هلال، في تدهور وتوطن في أرض نجد الفقر والجوع، لذلك أرسل السلطان حسن بن سرحان سلطان عرب بني هلال فريق مكون من أبنائه الأمراء (مرعي، يحيى، ويونس) وبقيادة خالهم أبو زيد الهلالي، وذلك لاستكشاف أرض مناسبه للاستقرار بها.
ودخلوا تونس متخفيين على هيئة شعراء كي يتمكنوا من التجول وسط العامة وجمع الأخبار، وندما ذاع صيتهم، قامت عزيزة باستضافتهم عندها بالقصر ولكن جاريتها عرفتهم على الفور، وميزت يونس من بينهم، ورأته الأميرة عزيزة بنت السلطان، ووقعت في حبه.
حبس عزيزة ليونس
علم ابن عم الأميرة عزيزة، الأمير علام بن هضيبة، بمخطط الهلالية، وقام بتدبير خطة للقبض عليهم أثناء وجودهم بالقصر عند عزيزة، وقام بسجنهم جميعًا، بعد ذلك استطاعت عزيزة أن تقنع علام ابن عمها أن يطلق سراح أبو زيد الهلالي، وذلك بحجة أنه شيخ مسن، وأقنعته أيضًا أن يقوم بسجن يونس واخوته عندها بالقصر، بدلاً من السجن العام.
وتذهب عزيزة ليونس وتصارحه بحبها، وتعرض عليه أن يتزوجها مقابل أن تطلق صراحه إلا أنه رفض هذا العرض، ورد عليها بأن الحب لا يلائم الأسرى، وأن لا شيء يشغله سوى أهله، وما يمرون به من جوع وقحط.
وكان أبو زيد بعد أن أطلق صراحه عاد وأعد جيشًا كبير ودخل تونس وانتصر، ويتحرر يونس واخوته من الأسر.
عندها فقط يقبل يونس الهلالي بحب عزيزة ابنة السلطان.
منير والأبنودي والسيرة الهلالية
الشاعر عبد الرحمن الأبنودي وهو الذي جمع "السيرة الهلالية" فى أعقاب هزيمة يونيو1967، واستغرقت منه، ثلاثين عامًا، يحكي في برنامج تليفزيوني مع الإعلامية مني الشاذلي قصة أغنية "يونس" وقال إن منير ورحيم جائوا له وكان الملحن يسمعه مقطع يقول فيه بنات الهلالية، فقال لهم أن الهلالية لديها رجال مرعي، يحيى، ويونس.
وامتد حديثهم ليونس وقصة حبه مع عزيزة بنت حاكم تونس، وكتب الكلمات الأغنية التي بدأت بـ"يونس".
وبعد أن غادر منير ورحيم عاد الأبنودي وطلب رحيم وقال له أن الأغنية بهذه الطريقة "قرعة" بمعني أنه ليس من الجيد أن يبدأ الاغنية بكلمة يونس بشكل مباشر وأنها تحتاج لمقدمه.
وهنا قرر الأبنودي ان يكتب مقدمة تشبه الموال تكون بداية للأغنية كانت كلماتها "
جاي من بلادي البعيدة..
لا زاد ولا ميا
وغربتي صحبتي بتحوم حواليا
وأنتي تقوليلي بحبك..
تحبي إيه فيا
وده حب إيه ده..
اللي من غير أي حرية ".
وبهذا المقطع استطاع الأبنودي أن يلخص قصة يونس وعزيزة كاملة وكيف كان حبها مبني علي الأسر وبعيدا عن الحرية.
وتم تلحين الأغنية وقام بتوزيعها أسامة الهندي، حيث كانت الآلة الرئيسية في اللحن هي "الربابة" مثلما تغني السيرة الهلالية.
وقال الأبنودي إنه في ذلك الوقت كان توقف عن كتابة الأغاني، لكن أحيانا يأتي له أحد من احبابة كل عام أو اثنين يقدم معه أغنية وأنه صنع هذه الأغنية لانه يحب منير ورحيم، وتابع ان الأغنية من أحلي ما غني منير وأن الأغنية نفخت في صورته هو ومحمد منير.
منير والابنودي منير ورحيم