حققت التكنولوجيا للإنسان معادلات صعبة كثيرة، وفوائد جمة، وسهلت عليه الصعب وطوت المسافات البعيدة، وأصبح الاعتماد عليها لا مناص منه فى جميع أمور الحياة، لكن يظل هذا الاعتماد محفوفًا بالمخاطر الجسيمة، خاصة بعد انتشار القراصنة وأصحاب النوايا الخبيثة ومرتكبي الجرائم الإلكترونية، وبحثهم كل يوم عن جديد للاستفادة من تلك التكنولوجيا فى أنشطتهم المخالفة للقوانين، وإلحاق الضرر بالمواطنين.
موضوعات مقترحة
فى السطور التالية نستعرض معكم أهمية أمن المعلومات وأبرز مخاطر التهديدات
أهمية أمن المعلومات
لا تقتصر أهمية أمن المعلومات على الشركات والمؤسسات فقط بل تشمل جميع كافة مناحي حياتنا اليومية. فالحفاظ على أمان المعلومات، يعني تحقيق العديد من الفوائد والأهداف الحيوية، بما في ذلك تأمين سرية المعلومات الشخصية والمالية للأفراد عند استخدام خدمات استضافة المواقع الإلكترونية، فأمن المعلومات أصبح شيء أمر لا غنى عنه في عالمنا الرقمي المتقدم، حيث يسهم في حماية حقوق الأفراد والمؤسسات، ويعزز الثقة في استخدام التكنولوجيا والإنترنت، ويسهم في تحقيق التطور والابتكار الدائم. إن نظام تخطيط موارد المنشأة ERP يلعب أيضًا دورًا مهمًا في هذا السياق، حيث يمكنه تعزيز أمان المعلومات وتحسين إدارة البيانات والعمليات التنظيمية بكفاءة أكبر، مما يعزز من تحقيق التطور والكفاءة في العمليات التجارية، ومن أنواع الحماية:
1ـ حماية الخصوصية: يُعتبر الحفاظ على سرية المعلومات الشخصية والبيانات الحساسة أمرًا ضروريًا للأفراد. إذ يمكنه حماية خصوصية الأفراد ومنع انتهاكاتها.
2 ـ حماية المؤسسات والشركات: تعتمد الشركات والمؤسسات على المعلومات لاتخاذ قرارات إستراتيجية وإدارة أعمالها. أمن المعلومات يحمي هذه البيانات من السرقة والتلاعب والتسريبات غير المصرح بها.
3 ـ التجارة الإلكترونية والمصرفية عبر الإنترنت: يعتمد الكثيرون على الإنترنت للقيام بالعديد من العمليات المالية والتجارية. يضمن أمن المعلومات سلامة معاملاتهم وحساباتهم المالية.
4 ـ المصادر البحثية والابتكار: تحفز أمانة المعلومات الباحثين والمبتكرين على مشاركة أفكارهم والعمل على تطوير تكنولوجيا جديدة دون خوف من سرقة الملكية الفكرية.
أبرز أنواع تهديدات أمن المعلومات
1- البرامج الضارة:
البرامج الضارة هي أكثر التهديدات شيوعًا لأمن المعلومات، وهي برامج تحتوي على أكواد ضارة تصيب أجهزة الكمبيوتر وتغير من طريقة عملها، مما يؤدي إلى الإطلاع على المعلومات الشخصية للضحايا لتحقيق مكاسب مالية، وتدمير البيانات وحذف الملفات أو تكرار المعلومات في أنظمة الكمبيوتر الأخرى أو جعل النظام غير صالح للعمل.
وتتسلل البرامج الضارة إلى أجهزة الكمبيوتر عبر البريد الإلكتروني أو النقر على رابط موقع ويب غير موثوق به، وتشمل أنواع البرامج الضارة ما يلي:
ـ الفيروسات: يُعد الفيروس جزء من الشفرة، إذ يربط نفسه بالتطبيق من أجل إصابته.
ـ الديدان: الديدان هي برنامج ينتشر عبر أجهزة الكمبيوتر والشبكات، ويصل إليها من خلال مرفقات البريد الإلكتروني، إذ يرسل نسخ منها إلى جميع جهات الاتصال في قائمة البريد للجهاز المصاب.
ـ ىبرامج التجسس: تُعد تلك البرامج هي الوسيلة التي يلجأ إليها المهاجمون لجمع معلومات حول المستخدمين أو نظامهم أو عادات التصفح، إذ تؤثر تلك البرامج على تطبيقات سطح المكتب والهواتف المحمولة.
ـ أحصنة طروادة: يستخدم المهاجمون برنامج حصان طروادة لإنشاء ثغرة لسرقة المعلومات، إذ يتم تضمينه في الألعاب والتطبيقات ومرفقات البريد الإلكتروني.
2- التصيد الاحتيالي
هذا النوع من أبرز مهددات أمن المعلومات، حيث ينتحل المجرم فى تلك الحالة شخصية كيانات شهيرة، ويتواصل مع الضحايا من خلال رسائل البريد الإلكتروني، والتي يدعوهم فيها إلى فتح روابط مشبوهة أو تنزيل برامج ضارة أو الكشف عن معلومات حساسة والتي يستخدمها في الوصول إلى حسابات مهمة، مما يؤدي إلى سرقة الهوية والخسارة المالية.
أنواع هجمات التصيد الاحتيالي
ـ تصيد الرسائل القصيرة: وفي هذا النوع يخدع المهاجم الضحية باستخدام رسالة نصية.
ـ تصيد الرمح: وفيه يشن المهاجمون هجمات على شركات أو أفراد معينين عبر البريد الإلكتروني.
ـ التصيد الصوتي: وفيه يخدع المهاجم الضحية لجعله يكشف عن معلوماته الشخصية مستخدمًا الهاتف.
ـ صيد الحيتان: وهذا النوع من التصيد موجه إلى كبار المديرين التنفيذيين داخل الشركة وأصحاب المصلحة.
3- تهديدات برامج الفدية
برامج الفدية هي من أنواع البرامج الضارة ذات الدوافع المالية، والتي يستخدمها المهاجمون في تشفير البيانات ومنع الوصول إلى النظام، إذ يعتبر المهاجمون أن تلك البيانات مثل الرهائن، ويعدون بالإفراج عنها مقابل دفع الفدية.
ويستخدم المهاجمون برامج الفدية في ابتزاز الضحايا سواء كانوا أفراد أو شركات أو منظمات، إذ يقومون بإدخالها في النظام المستهدف من خلال موقع ويب أو مرفق بريد إلكتروني.
4- تهديدات هجوم رفض الخدمة
هجوم رفض الخدمة أو هجوم الحرمان من الخدمة هو عبارة عن هجمات إلكترونية تقوم بإغراق الموارد المستهدفة بعدد كبير جدًا من حركات المرور المزيفة بطريقة تتجاوز قدرة موقع الويب أو التطبيق على التعامل معها.
ويستخدم المهاجم في هذا النوع من الهجوم شبكة بوت تتكون من العديد من الأجهزة المخترقة التي يسيطر عليها.
5- هجمات كلمة المرور
تُعد كلمات المرور آلية قياسية لمصادقة المستخدمين في نظام معلومات، ولذلك فهي غالبًا ما تكون هدفًا للمهاجمين، فعندما يتمكن المهاجم من الوصول إلى كلمة المرور الخاصة بالمستخدم؛ فهو يستطيع الحصول على أهم وأدق معلوماته.
ويصل المهاجم إلى قاعدة بيانات كلمات المرور باستخدام كلمة المرور الهندسة الاجتماعية، والتي يستخدمها أيضًا في تخمين كلمة مرور المستخدم. ويستخدم المهاجم أيضًا تقنية هجوم القاموس، إذ يصل إلى الكمبيوتر من خلال استخدام كلمات مرور شائعة.
6- هجمات الهندسة الاجتماعية
يقول الخبراء هجمات الهندسة الاجتماعية من أشهر التقنيات التي يستخدمها المهاجمون في خداع الأفراد، حيث يحصلون منها على نقطة دخول البرامج الضارة. وتعتمد تلك الهجمات على التلاعب بمشاعر الضحايا، مثل الثقة أو الخوف أو الفضول، أو الاحترام للسلطة أو الجشع، إذ تتخذ إجراءات لانتهاك أمن الشبكة بعد خداعهم.
7- التهديدات المستمرة المتقدمة
التهديدات المستمرة المتقدمة هي مجموعة من الهجمات التي تشنها مجموعات قراصنة بالتنسيق بينهم، إذ يستخدمون فيها تقنيات مختلفة مثل استغلال نقاط الضعف ونشر البرامج الضارة والهندسة الاجتماعية، للوصول إلى الشبكات المُستهدفة وسرقة البيانات.
وتستمر تلك الهجمات لفترة طويلة تتراوح ما بين عدة أشهر إلى عدة سنوات، وطوال تلك الفترة يستطيع المهاجمون الوصول إلى الأصول القيمة وسرقة البيانات دون أن يكتشفهم أحد.
8- تهديدات اختراق الشبكة:
يستخدم المهاجمون فى تلك الحالة عدة تقنيات مختلفة للوصول غير المصرح به إلى الأجهزة أو موارد الشبكة، عن طريق التركيز على نقاط الضعف في التطبيقات أو أنظمة التشغيل. ومن أبرز التقنيات المُستخدمة في اختراق الشبكة: البرمجة النصية عبر الموقع، تكسير كلمات المرور.
9- التهديدات الداخلية
تحدث التهديدات الداخلية نتيجة إساءة الأفراد المتاح لهم الوصول إلى البيانات الحساسة استخدام الامتياز الذي حصلوا عليه، وهو ما يؤدي إلى تكبد المنظمات خسائر فادحة في أنظمتها وبياناتها، والإضرار بسمعتها وفقدان ثقة عملائها بها.
تشير التهديدات الداخلية إلى قيام أحد الأشخاص العاملين في المنظمة باستغلال نظام لإحداث ضرر أو سرقة البيانات، وهي التهديدات التي يصعب اكتشافها والتعامل معها، لأنها تندمج مع سلوك المستخدم المنتظم، فلا يتمكن المتخصصين والأنظمة الأمنية من التمييز بين الإجراءات غير الضارة والنية الضارة.