محمد عصام بدأ بـ بدروم في أسيوط وأطلق منصة ساعدت 140 شاباً وفتاة على تسويق منتجاتهم إلكترونيا
موضوعات مقترحة
ضياء يوسف وفادي إبراهيم يقودان التحوّل الرقمي للمزارعين بالتكنولوجيا الزراعية
نقل مجموعة من الشباب في قرية ريفية فقيرة التكنولوجيا إلى قريتهم لتغيير معالمها الفقيرة، وهو ما نجحوا فيه، ثم انضم إليهم الكثير من أهالي القرية، لتتحول إلى عالم المال والأعمال ليصل حجم مبيعاتها 650 مليون دولار سنويا، بفضل التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية، وتقلدها العديد من القرى الأخرى، هذا ما حدث في قرية "تشينغ يان ليو" الصينية، مثلها مثل العديد من القرى الصينية التي تبنت التكنولوجيا، ووصلت مبيعات المناطق الريفية عبر الإنترنت في الصين إلى 316 مليار دولار عام 2021، وفي مصر هناك تجارب تسير على خطى القرى الصينية، حيث يتبنى الكثير من الشباب في قرى مصر العمل بالتكنولوجيا، ويسعون لقيادة الثورة التكنولوجية في القرى المصرية.
محمد عصام
تسويق وريادة أعمال بقرى أسيوط
من غرفة داخل بدروم بحارة في أسيوط انطلق محمد عصام الدين بفكرته لمساعدة شباب القرى والمدن بالمحافظة على استغلال التكنولوجيا لتسويق المنتجات اليدوية التي يصنعونها، حيث أطلق منصة لذلك ساعدت 140 شابا وفتاة على تسويق وبيع منتجاتهم.
ويقول عصام: حصلت على ماجستير في التسويق وريادة الأعمال، وأقوم بتدريب الشباب على هذه المجالات، حيث أتوجه إلى العديد من القرى في مراكز ديروط والفتح وأبنوب والواسطى والبداري وغيرها، حيث إن هناك اهتماما كبيرا من الشباب بتعلم التكنولوجيا وريادة الأعمال، وبجانب ذلك أطلقت منصة لمساعدة الشباب على تسويق منتجاتهم، وبدأت منذ 2018، ببداية بسيطة داخل بدروم بإحدى الحارات، ولكني كنت مصراً على مساعدة غيري من الشباب، والحمد لله استطعنا البيع بقيمة 300 ألف جنيه على المنصة، كما أني دربت أكثر من 9000 شاب في القرى والمدن على ريادة الأعمال والتسويق الإلكتروني، ومازلت مستمرا في كل ذلك وأدرب في أسيوط والبحيرة والأقصر، وأريد مساعدة كل الشباب حتى يستغلوا التكنولوجيا في تحسين حياتهم، فقد بنيت منصتي فعليا من تحت الأرض، وواجهت العديد من المشاكل التي كادت أن توقفني ولكني كنت أريد تحقيق حلم حياتي.
أمجد مصطفى وهدير شلبى
حل مشاكل الفنيين في قرى ومدن الصعيد
يوجد حوالي 1.5 مليون فني في قرى ومدن الصعيد، وبالرغم من هذا العدد إلا أن هناك فجوة في سوق أعمال الصيانة الفنية، حيث إن العملاء لا يستطيعون العثور على فنيين جيدين، بجانب عدم قدرة الكثير من الفنيين على توفير فرص عمل، ومن هنا أراد رائد الأعمال أحمد حسن قناوي ابن أسيوط أن يسد هذه الفجوة من خلال التكنولوجيا، حيث أطلق منصة إلكترونية تربط بين العملاء والفنيين في قرى ومدن المنيا وأسيوط وبني سويف وقنا وسوهاج.
ويتحدث قناوي عن فكرته ويقول: لديّ خبرة أكثر من 10 سنوات في مجال التشطيبات والعقارات، وعندما كنت أدرس بكلية التجارة بجامعة أسيوط انضممت إلى مؤسسة صناع الحياة، وكنت مسئولا عن قطاع الصعيد، واكتسبت خبرات في التطوع وإدارة المشروعات، ووجدت مشكلة خاصة بالفنيين في الصعيد، سواء من ناحية الوصول إليهم، أو توفير فرص عمل لهم، ورأيت أن هناك فرصة للربط بين العميل والفني، وأردت توفير الخدمة لأهل الصعيد بالطريقة التي تناسبهم، ونعمل في القرى والمدن، حتى نوفر عمالة مدربة من كل الصعيد لسوق العمل، فأنا ومعي مجموعة من الشباب نحل بعض المشاكل منها الوصول للفني الجيد، والأسعار المتضاربة بين كل فني والآخر، وعدم وجود ضمان على الخدمات، بجانب تأخر الخدمات.
استطاع قناوي قيادة المنصة للقيام بحوالي 50 ألف عملية وخدموا 15 ألف عميل في كل المجالات الفنية، واستطاع توفير دخل جيد للفنيين، وقد بدأ مشواره مع المنصة بحوالي 6 آلاف جنيه، واستطاعت تحقيق مبيعات بقيمة 6 ملايين جنيه في الفترة الماضية.
وواجه قناوي وفريقه بعض التحديات، حيث يقول: فكرة إقناع الفنيين بالتعاقد معنا كان أكبر تحد بالنسبة لنا، وقد بذلنا جهدا كبيرا في إقناع بعضهم، ثم بعد ذلك تشجع الآخرين، بجانب تحد إقناع العملاء بالتعامل مع فنيين من خلال المنصة، وبعد تجربة هناك عملاء كرروا التعامل معنا، وكان لدينا تحدى التمويل في البداية بالتأكيد، ودخل معنا مستثمر ملائكي ساعدنا على الانطلاق، بعد أن آمن بالفكرة وقدرتها على حل أزمة في السوق، ونستهدف التوسع بشكل أكبر في الصعيد، ونطور التكنولوجيا الخاصة بنا، ونحقق نموا بشكل أكبر خلال الفترة القادمة بإذن الله.
تنمية المهارات التكنولوجية لأهالي قرية بلمشط من الصعيد إلى المنوفية، وبالتحديد في قرية "بلمشط" حيث انطلق أمجد مصطفى وهدير شلبي لاستغلال التكنولوجيا من أجل تحسين حياة أهالي القرية، وهو ما نجحا فيه، حيث تقول هدير شلبي: عشت حياة بسيطة في قرية "بلمشط" بالمنوفية، ولكن أسرتي أصرت على تعليمي، والحمد لله تخرجت فى كلية الهندسة بجامعة المنوفية، وأردت استغلال التكنولوجيا لمساعدة أهالي قريتي فهم يقومون بتصنيع منتجات يدوية ولكن لا يستطيعون تسويقها، ففكرت في إطلاق منصة لتسويق تلك المنتجات، ثم أطلقنا وحدات إنتاجية تعلم وتطور وتوظف أهالي القرية من خلال تعليمهم تصميم منتجات يدوية لها طلب بالسوق وبالخارج، وأصبح هناك وحدة إنتاجية في المنوفية تقدم منتجات صديقة للبيئة من القماش وجزء آخر للجلود.
وتضيف: هناك أكثر من 150 ألف عميل اشتروا من المنصة، و40% من الإنتاج أصبح يصدر للخارج، والفكرة أعجبت العديد من الجهات الحكومية والخاصة، وأصبحت تدعمنا، وعقدنا شراكات مع أكثر من 20 جهة حكومية ودولية، لتمكين وتأهيل الشباب والسيدات في القرى، وأصبح لدينا وحدات إنتاجية أخرى في الفيوم وأسوان والغربية والبدرشين، ففي الغربية على سبيل المثال نعلم السيدات والشباب أيضا العديد من المجالات ومنها تصميم الجرافيك، والحمد لله أصبح هناك من يحقق لنفسه عملة صعبة بسبب العمل مع عملاء من الخارج.
أنشأ هؤلاء الشباب منصة أخرى لتعليم كل الحرف إلكترونيا، وتقول هدير: أنشأنا قناة على اليوتيوب وأصبح لديها 100 ألف متابع وأكثر من 3 ملايين مشاهدة، وحولنا القناة إلى موقع عليه كل الدورات التدريبية، وأصبحت المنصتان تخدمان على بعضهما، بداية من التأهيل والتوظيف سواء للسيدات أو الشباب، ونستهدف الوصول إلى ملايين المستفيدين، ويكون لديهم مشاريعهم الخاصة، فنحن أول منصة تركز على الصناعات الإبداعية، ونقدم مواد تعليمية في كل ما يخص تلك الصناعات، ونطورها من خلال إدخال مجالات يحتاجها السوق مثل الذكاء الاصطناعي وغيرها من التخصصات.
إيمانا بأهمية ما تقوم به هدير شلبي وأمجد مصطفى، تم اختيارهما ضمن أفضل رواد الأعمال الشباب بمنطقة الشرق الأوسط تحت سن الثلاثين من خلال مجلة فوربس، وعلقت هدير على ذلك قائلة: عندما التحقت بالجامعة كان أقصى طموح لي أن أحقق تقديرات مرتفعة في الكلية، وأعمل مشروع تخرج جيد، ومررت بمراحل مختلفة جداً في حياتي وتغيرت الوجهة أكثر من مرة خاصة في البداية، ولكن كل مرة كنت أشعر بأن التغيير للأحسن، وأن ربنا سبحانه وتعالى كان يوفقني لكل خير، والحمد لله على كل ما حققته، وكان توفيق ربنا في الحياة الشخصية والعملية سببا في أن أحقق أهدافي المتعلقة بالقضايا التي أؤمن بها، وخاصة مساعدة النساء والشباب، وأساعد أهلي وأهل قريتي، وأصبح الحلم مساعدة كل قرية في مصر، والحمد لله نحقق ذلك.
ضياء يوسف
التكنولوجيا الزراعية
قبل سنوات فكرة أن يمسك أي مزارع في قرية مصرية هاتفه ويقوم بمعاملاته من شراء مستلزماته أو تسويق منتجاته الزراعية كان مشهداً خيالياً، أو على الأقل لا يحدث في مصر، ولكن هذا المشهد أصبح حقيقة، على يد مجموعة من الشباب استطاعوا استغلال التكنولوجيا لتغيير شكل المجتمع الزراعي في العديد من القرى، وذلك من خلال التكنولوجيا الزراعية، والتي قُدرت عالمياً بأكثر من 24 مليار دولار في 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى أكثر من 49 مليار دولار بحلول 2031.
من هؤلاء الذين يعملون في مجال التكنولوجيا الزراعية ضياء يوسف وشركائه الذين حملوا على عاقتهم رقمنة هذا القطاع.
ويقول ضياء يوسف: حصلت على ماجستير ودكتوراه في الزراعة، ورأيت أن هذا القطاع هو أساس البلد واقتصاده، ووجدت أن التكنولوجيا معدومة بهذا القطاع، ففكرت في إطلاق منصة تدعم المزارعين، وواجهنا صعوبات كثيرة وأخذنا وقتا طويلا لكي نغير السوق وطريقة التفكير، ففي 2018 كنا قد وصلنا إلى 50 ألف زيارة منذ بدايتنا، وأكبر التحديات التي واجهناها أننا كنا وحدنا في السوق، وبقينا وحدنا حتى 2019، فوقع على عاتقنا إدخال التكنولوجيا في القطاع الزراعي، فواجهنا صعوبات في إقناع المزارعين الصغار لكي يستخدموا التكنولوجيا، بجانب إقناع الشركات بعرض منتجاتها، وكنا نتوجه إلى أي مكان يمكن أن نصل إلى الطرفين من خلاله، سواء معارض أو ندوات أو أي تجمعات زراعية، وذهبنا إلى كل المحافظات بالوجه القبلي والبحري، فكنا نريد الذهاب إلى الفلاح في كل مكان من أجل شرح فوائد استخدامه للتكنولوجيا، وأخذنا وقتا إلى أن أصبح هناك ثقة من المزارعين والشركات، وأدركوا أننا نمنحهم قيمة تساعدهم في عملهم، فكان إدخال التكنولوجيا في القطاع الزراعي مهمة صعبة، ولكن الحمد لله حققنا مبيعات للمزارعين والشركات وصلت إلى 50 مليون جنيه في 2023 ،أما عن أهدافه خلال الفترة القادمة فيقول: نستهدف التحول الرقمي والشمول المالي الكامل في القطاع الزراعي، فما نفعله الآن يعتبر 20% من المستهدف الخاص بنا، فنريد رقمنة شركات المستلزمات الزراعية، ويستطيع المزارع التواصل مع الشركات ويطلب ما يحتاجه بشكل مباشر، ونعد برنامجا لإدارة التعاقدات الزراعية، لضمان أفضل جودة في كل مراحل الزراعة، ونريد تقديم إرشاد زراعي رقمي، بحيث يتبع المزارع المعلومات ونحن لدينا الأساس الذي نستطيع العمل عليه.
فادى إبراهيم وأبانوب جمال
مجتمع تكنولوجي للمزارعين
فادي إبراهيم وأبانوب جمال، شابان آخران في العشرينات من عمرهما أرادا حل مشاكل المزارعين باستخدام التكنولوجيا، فأطلقا منصة تداول زراعي..
ويقول فادي إبراهيم: لديّ خلفية زراعية، حيث إني خريج كلية الزراعة بجامعة عين شمس، وحصلت على ماجستير في التكنولوجيا الزراعية، وعملت بشركات زراعية، ووجدت مع أبانوب أن هناك فجوة في السوق متعلقة بالصعوبات التي يواجهها المزارع الذي يجد صعوبة في الوصول إلى المنتجات التي يحتاج إليها، مع وجود عدد كبير من الموردين ولكن أحيانا تحدث حالات غش أو تأخير وغيرها من المشاكل، بجانب أن بعض المزارعين يجدون صعوبات أخرى في بيع محاصيلهم، فوجدت أن أمامنا فرصة ويمكننا التدخل وسد هذه الفجوة من خلال التكنولوجيا، وفي 2022 أطلقنا منصة Crospa.
أما عن الخدمات التي يقدمها فيقول: نوفر العديد من الخدمات للمزارعين، من خلال تسهيل عملية بيع وشراء المستلزمات الزراعية والبيطرية، ثم وجدنا أننا يمكننا التعاون مع البنوك والمؤسسات المالية لنوفر من خلالها خدمات مالية في هيئة منتجات للمزارعين، حيث يحصل المزارعون على الخدمات التي يحتاجون إليها بدلا من الحصول على الأموال وصرفها في أي شيء آخر، فنقدم لهم المنتجات بالتقسيط، ووجدنا أيضا أننا يمكننا التوجه إلى التمويل، حيث يمكنهم الحصول على منتجاتهم بالمرابحة الإسلامية، وأصبحنا نبيع كل منتجات الإنتاج من البذرة للماكينات وحتى الطاقة الشمسية، فنحن نبني مجتمعا زراعيا متكاملا يستطيع من خلاله المزارع توصيل المنتج للمستهلك بسهولة وبشكل تكنولوجي بسيط، عن طريق عمليات التنمية المختلفة التي تؤدي لتقليل الفاقد وزيادة الأرباح، وأصبح لدينا 15 ألف عميل، ونتواجد في قرى 17 محافظة، ولدينا 110 مدرب تكنولوجيا يساعدون المزارعين على استخدام التطبيق، ووفرنا تمويلات للمزارعين من البنوك والمؤسسات تصل قيمتها إلى 46 مليون جنيه، كما أننا كنا ضمن أفضل 8 شركات في التكنولوجيا الزراعية على مستوى إفريقيا.
حياة كريمة رقمية
بجانب جهود الشباب تسعى الدولة أيضا إلى دعم شباب القرى تكنولوجياً، من خلال مبادرة "حياة كريمة رقمية" والتي تستهدف نشر الثقافة الرقمية وتنمية المهارات الرقمية والتكنولوجية للأفراد والمجتمعات المستهدفة من المشروع القومي لتطوير القرى المصرية "حياة كريمة"، ضمن استراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لبناء الإنسان المصري رقميًا، ونشر وتعزيز الثقافة الرقمية بمجالات التحول الرقمي التي تنفذها الدولة المصرية بكافة القطاعات.
يتم تنفيذ المبادرة تحت رعاية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالتعاون مع كل من وزارة الشباب والرياضة، ووزارة التضامن الاجتماعي ووزارة التنمية المحلية ووزارة الأوقاف ووزارة القوى العاملة والبنك المركزي وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وبعض منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، وشركاء التنمية.