Close ad

الشخلوبة.. قرية لا تعرف البطالة وتساهم بثلث الأسماك في مصر

7-8-2024 | 11:57
الشخلوبة قرية لا تعرف البطالة وتساهم بثلث الأسماك في مصربحيرة البرلس
شيرين أبو شعيشع- تصوير: محمود شعبان
الشباب نقلاً عن

الشخلوبة قرية تطل على بحيرة البرلس وتحيط بها مراكز الصيد الملونة فى مشهد أشبه بلوحة مرسومة، وهي تستحق بالفعل أن يطلق عليها " فينيسيا " مصر ، وللقرية مدخلان ..مدخل برى وآخر بحرى عن طريق البحيرة، فتعالوا نكتشف معا قرية الشخلوبة رائعة الجمال والتى تقع على مسافة 4 ساعات من القاهرة على أطراف الساحل الجنوبى من بحيرة البرلس ضمن مركز سيدى سالم بمحافظة كفر الشيخ.

موضوعات مقترحة

فى البداية كان فى استقبالنا شيخ صيادين جزيرة الشخلوبة الحاج  السيد ابراهيم على فرحات الشهير بالحاج حلاوة ( 62 عاما ) : أنا شيخ الصيادين ورئيس جمعية حماية البيئة بالشخلوبة، التحقت بالمدرسة حتى الصف الخامس الابتدائى ولم أستكمل تعليمى لأن والدى لم يستطع تدبير مصروفات المدرسة وهذا حال معظم صيادى قرية الشخلوبة، والدى صياد أبا عن جد ولدى شقيقان نعمل جميعا فى نفس المهنة، و لدى 3 اولاد اثنان منهم  يعملان بالصيد، بدأت أعمل صيادأ منذ كان عمرى 11 عاما لأساعد والدى فى توفير متطلبات الحياة، وأنا محظوظ لأننى من أبناء قرية الشخلوبة.. فهى من أجمل قرى محافظة كفر الشيخ ويطلق عليها "فينيسيا مصر" لجمال البلد وهدوئها.. لكن للأسف تفتقر الى الخدمات الأساسية، فهي تقع فى وسط بحيرة البرلس ونسميها عروس بحيرة البرلس لانها تقع بين البرلس وبلطيم وما بين مطوبس والهوكسة وعدد السكان 20 الف نسمة، يوجد عندنا هنا مدرسة تعليم للتعليم الاساسى كما أن هناك  "مصرف" يقسم البلد إلى نصفين.. الشخلوبة الشرقية والغربية، والحمد لله لا توجد بطالة فى القرية.. فالشباب حاملى الشهادات الجامعية والمتوسطة، والطلاب بعد رجوعهم من المدرسة كلهم يعملون بالصيد، لكن منذ 2011 بدأ الحال يتغير.. وفوجئنا بالغرباء من بحيرة المنزلة  يركبون اللانشات والزوارق التى تصطاد السمك بالكهرباء، وهذا من شأنه أن يؤثر سلبيا على الثروة السمكية فى البحيرة، ولذا نناشد المسئولين بضبط ومنع الزوارق من صيد السمك من البحيرة بالكهرباء، ونطلب دوريات عودة شرطة المسطحات المائية للعمل ليلا، لكن رغم ذلك لا تزال قرية الشخلوبة تنتج ثلث أسماك الجمهورية .

مراكب الصيد بقرية الشخلوبة


ويضيف شيخ الصيادين : كما نناشد المسئولين بوقف بعض الصيادين الذين يقومون بصيد الزريعة او البلطى الصغير لنقله الى المزارع السمكية لأنه أقل تكلفة من العلف، وقرية الشخلوبة رغم جوها الجميل إلا اننا محرومون من الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والطرق والخدمات الطبية، ولم نستطع إنشاء نقابة للصيادين لان هذا سيمثل عبئا ماديا على الصيادين. 
أما عن سر تسمية القرية بهذ الاسم يقول: بسبب تجمع كميات كبيرة من الأسماك تسمى الشخلوبة تأتى من البحر المتوسط وتستقر فى هذا المكان، لذا سميت بهذا الاسم .
ويلتقط طرف الحديث الحاج محمد السيد عبد ربه 67 عاما :أنا أعمل صياداً وأمتلك رخصة، وسمك البرلس من أجود انواع الاسماك على مستوى الجمهورية، وأشهر الأنواع هي البلطى والقراميط وقشر البياض و القاروص والحنشان والبورى، وبسبب الصيد الجائر والصيد بالكهرباء لم يعد هناك 22 صنفاً.. حتى الطيور المهاجرة التي كانت تأتي من أكتوبر حتى فبراير انقرضت .
أما هشام جمعة 30 عاما يقول : تعتبر مهنة الصيد ومزارع الأسماك المصدر الأول والأساسى لجلب الرزق، بدأت الصيد منذ كان عمرى 10 سنوات مع والدى، وتعلمت منه الصيد وأصبح عندى مركب، وأقوم بتعليم أولادى هذه المهنة التى نتوارثها عن آبائنا وأجدادنا .

مراكب الصيد بقرية الشخلوبة


وقابلنا الحاج حمادة حسن اليمنى  64 عاما، يقول : قديما كنا نشرب ونطهى الطعام من مياه البحيرة مباشرة، ومنذ سنوات انتشر بعض الخارجين عن القانون الذي يركبون الزوارق ويحملون السلاح وينزلون فى البحيرة لمهاجمة الصيادين لكي يفسحوا المجال لعصابات صيد السمك بالصعق بالكهرباء، فقد كانت موجودة بالبحيرة أنواع مثل قشر البياض والاستاكوزا والدنيس .. لكن الان يقتصر الأمر على أنواع محددة .
 وعن الأدوات المستخدمة، يقول حسن شعبان حسن غالب، 35 عاما : أشتغل فى المهنة منذ صغرى، وزوجتى تطلع معى للصيد، وتساعدنى فى الغزل والطعام الخاص بي وبدلة الغوص، واصطاد فى الفجر وأرجع الساعة 12 ظهرا.. وكل يوم حسب الرزق . 
يقول رضوان التميمى : متزوج ولدى ابنة واحدة.. فأنا خرجت من المدرسة منذ الصف الرابع الابتدائى لتحمل المسئولية مع والدى، فى فصل الشتاء أنزل الى البحيرة بالنهار وفى الصيف أنزل للصيد فجرا وأعود عصرا، وما يرزقنى به الله من سمك أقوم ببيعه فى مزاد السمك الموجود فى القرية، لكن ورغم بساطة القرية وهدوئها وطبيعتها الخلابة الا أن أهلها يعانون صعوبات .. فأقرب مستشفى تقع على مسافة أكثر من ساعة .

صيد الأسماك بقرية الشخلوبة

أحمد غريب ( حاصل على دبلوم الزراعة ) : أسكن فى القرية واقوم بصيد السمك منذ كان عمرى 9 سنوات واستمتع بصيد السمك فى فصل الصيف أكثر من الشتاء أكثر ما يضايقنى كصياد هو ورد النيل الذى يعيقنا .

أحد الصيادين بقرية الشخلوبة


أما حسين مختار عبد ربه يقول : خرجت من المدرسة وأنا فى الصف الخامس الابتدائى ، و كنا نخرج لصيد الفجر ونرجع العصر فالشخلوبة ملك لنا وكل صياد منا له مكان معين فى البحيرة ويستطيع أيضا الصيد فى أى مكان آخر فى البحيرة .
وتوقفنا  مع أم محمد، تقول : لدى 6 أبناء ، الحمد له قمت بتعليمهم وتزويجهم ما عدا ولد واحد فقط ، يوميا أقوم بالنزول الى البحيرة مع أقاربي في الرابعة فجرا ..نسير على الجسر والترع والبحيرة لاصطياد السمك بأيدينا أو فى الجلباب الذى نلبسه ونعود فى التاسعة صباحا، والأنواع التى نصطادها هى البلطى والقراميط والطوبار ونعود الى المزاد لبيع السمك فى الشخلوبة .. ويتراوح بيع السمك يوميا من 100 الى 300 جنيه حسب كمية السمك ونوعه، وبعد الانتهاء من مرحلة الصيد تأتى المرحلة الثانية وهى نقل الأسماك من المراكب الى حلقات السمك ليتم بيعه فى المزادات ، حيث يتجمع عدد كبير من تجار السمك من داخل القرية وخارجها.


ثم تجولنا بين العديد من مزادات الاسماك فى القرية ، حيث يقوم المسئول عن المزاد برفع السعر تدريجيا بـ5 جنيهات تقريبا ، ويحسم الأمر صاحب أعلى سعر، يقول مسعد أبو عطية: أنا تاجر سمك أحضر يوميا الى مزاد الشخلوبة وأشترى بالطريقة المتعارف عليها، فأنا دوما أشترى البلطى والقراميط ، وصندوق القراميط يتم بيعه بـ 270 جنيها وبرنيكة البلطى الصغير بـ 400 جنيه، فحلقة السمك والمزادات تعمل بدون توقف.. ولا يباع السمك هناك بالكيلو بل بالشروة أو الصندوق.

ويقول عثمان فتح الله 27 عاما: أعمل نجارا فى صنع مراكب الصيد منذ كنت طفلا، نستخدم فى صناعة المراكب والفلوكة من خشب الاشجار الذى نستورده من الخارج، والفلوكة الصغيرة تستغرق 10 أيام أما المركب الخشبي الكبير فقد يستغرق شهراً لتصنيعه.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: