قبل 9 أعوام من اليوم، في السادس من أغسطس عام 2015، كان العالم على موعد مع حدث مهيب وقف له منتبهًا؛ يتابع باهتمام إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي افتتاح قناة السويس الجديدة، هدية مصر إلى العالم.
موضوعات مقترحة
«إعجاز بكل المقاييس» عبارة تصف بدقة ما فعله المصريون لشق القناة الجديدة في عام واحد فقط، بعد أن كان مخططا للانتهاء من القناة خلال 3 أعوام، لتقدم مصر إلى العالم هدية ثمينة إلى البشرية، وفي القلب منها حركة التجارة العالمية.
في ذكرى حدث عظيم، ومن على إحدى ضفاف قناة السويس الخالدة، التقت «بوابة الأهرام» القبطان رضا شحاتة رئيس مراقبة الملاحة بهيئة قناة السويس، ليلقي مزيدا من الضوء على أهمية القناة الجديدة، منذ كانت حلمًا وبعد أن أصبحت حقيقة أذهلت العالم عن قدرة المصريين.
فكرة حفر قناة السويس الجديدة
يقول القبطان رضا شحاتة، إن فكرة حفر القناة الجديدة، بدأت بطرح اللجنة الاقتصادية لقناة السويس ولجنة إدارة الأزمات ضرورة تطور الصناعة البحرية، في ضوء احتمالية تزايد أعداد السفن مستقبلًا، لافتا إلى أن مقترح اللجنتين جاء لمنع تكدس السفن أثناء عبورها القناة، فضلًا عن دحض فكرة الدول المجاورة لحفر مسارات بديلة.
سواعد المصريين تهدم عوائق حفر قناة السويس الجديدة
ويضيف رئيس مراقبة الملاحة بهيئة قناة السويس، أن فكرة حفر القناة الجديدة واجهتها عدة تحديات، كان على رأسها العامل النفسي، الذي تمثل في الشك بعدم القدرة على إنهاء أعمال القناة خلال سنة واحدة، مؤكدا أن سواعد المصريين كان لها الفضل في التغلب على هذا العالم النفسي، لصنع المعجزة خلال عام واحد فقط.
فوائد قناة السويس الجديدة
ويشير القبطان رضا شحاتة، إلى أن حفر قناة السويس الجديدة حققت فائدة عظيمة من الناحية الملاحية؛ بزيادة الطاقة الاستيعابية والطاقة التصريفية لقناة السويس الأصلية، لافتا إلى زيادة عبور السفن بعد حفر القناة الجديدة إلى 103 سفن يوميًا.
الأمان الملاحي بعد تشغيل قناة السويس الجديدة
ويؤكد رئيس مراقبة الملاحة بهيئة قناة السويس، أن الأمان الملاحي بالقناة جذب العديد من الشركات الملاحية؛ خاصة السفن ذات الأحجام الكبيرة، التي تعبر المجرى الملاحي دون قلق، فضلًا عن وضع شركات التأمين العالمية قناة السويس في تصنيف أعلى.
إستراتيجية جديدة لقناة السويس
ويقول إنه بعد ارتفاع عامل الأمان، وضعت هيئة قناة السويس إستراتيجية جديدة وفكر جديد لاستمرار التطور، منوهًا إلى انتقال التطوير إلى القطاع الجنوبي؛ حيث تم زيادة عرض نحو 30 كيلومترا بعرض 40 مترا؛ حتى لا تتأثر السفن ذات الأحجام الكبيرة، وهو الأمر الذي زاد من هامش أمان القناة بنسبة 30% عن السابق.
مشروع جديد لزيادة أعداد السفن العابرة لقناة السويس
وكشف القبطان رضا شحاتة، عن التفكير في ازدواجية القناة بعد مشروع حفر القناة الجديدة، وذلك عند نهايتها بالكيلو متر 121 حتى الكيلو متر 131، ثم التوسعة من الكيلو 132 إلى الكيلو 162 بالقطاع الجنوبي، موضحا أن ذلك سوف يسهم في زيادة عدد السفن العابرة.
كما كشف عن الانتهاء من 90% من هذا المشروع، وقريبًا سيتم إذاعة خبر افتتاحه.
ملحمة تعويم السفينة «إيفر جيفين»
وفي ختام حديثه أثنى رئيس مراقبة الملاحة بهيئة قناة السويس على دور القناة الجديدة في معالجة أزمة السفينة الجانحة «إيفر جيفين»، التي ساهمت في عبور السفن العالقة سريعًا، بعد حل الأزمة؛ بعد أن وصل عدد السفن العالقة 422 سفينة، مشيدا بدور مرشدي القناة البواسل، الذين واصلوا العمل الليل بالنهار حتى انتهاء الأزمة على خير.