قناة السويس الجديدة، هي انعكاس لمراحل مهمة من تاريخ أبناء الشعب المصري، وليست مجرد ممر مائي عالمي يربط بين البحرين الأبيض والأحمر، وإنما هي قصة كفاح بأيادي ودماء شعبها، ونجح في ذلك نجاحًا كبيرًا، وقهر صعاب وتحديات الجغرافيا والطبيعة.
موضوعات مقترحة
انطلقت الشرارة الأولى بإطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي وثيقة حفر القناة الجديدة في 5 أغسطس عام 2014م، والتي نصت على الآتي:
"بسم الله الرحمن الرحيم، باسم شعب مصر، واستكمالا لمسيرة أجدادنا ومتوكلا على الله، نأذن نحن عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية ببدء حفر قناة السويس الجديدة، لتكون شريانًا للخير لمصر وللعالم أجمع، وحفظ الله مصر وشعبها العظيم وتحيا مصر وتحيا مصر".
تم الانتهاء وافتتاح قناة السويس الجديدة في 6 أغسطس عام 2015م، حيث لم يستغرق حفر القناة سوى عام واحد فقط من انطلاق إشارة البدء، حيث لاقي المشروع تأييدًا وحشدًا شعبيًا كبيرًا، تمثل في الإقبال غير المسبوق على شراء شهادات استثمار قناة السويس؛ لتمويل المشروع الذي تكلف 67 مليار جنيه، وتم جمع المبلغ في أسبوعين فقط، وهى فترة فتح الاكتتاب في شهادات قناة السويس.
ورصدت جريدة "الأهرام" مراحل حفر قناة السويس الجديدة، تحت مانشيتات في صفحتها الأولى، بتاريخ يوم السادس من أغسطس عام 2014م، فجاءت كالتالي:
عدد الأهرام يوم 6 أغسطس عام 2014مملحمة وطنية جديدة.. دقت ساعة العمل
المصريون يشقون قناة السويس الثانية
السيسي: بدء التنفيذ فورا.. والانتهاء من المشروع بعد عام
الرئيس يوقع وثيقة الحفر.. ويشهد تفجير الساتر الترابي
الشركات المُنفذة ستعمل تحت الإشراف المباشر للقوات المسلحة
عدد الأهرام يوم 6 أغسطس عام 2014م
واليوم بعد تسع سنوات على افتتاح قناة السويس الجديدة، والذي جرت وقائعه يوم الخميس 6 أغسطس عام 2015م ليكتب مستقبلاً وأملاً جديدًا، وبمشاركة دولية ودبلوماسية، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي رسميًا مشروع قناة السويس الجديدة ووقع وثيقة التشغيل الفعلي للقناة التي تأمل مصر في أن تسهم في تحسين الاقتصاد، لتصبح شريانًا جديدًا يحمل الخير للعالم أجمع.
والقناة الجديدة عبارة عن فرع بطول ٣٥ كيلو مترًا، يمر بموازاة قناة السويس الأصلية التي يبلغ طولها ١٩٠ كيلو مترًا، وكان الهدف من حفر القناة الجديدة مرور السفن في الاتجاهين دون توقف في مناطق انتظار داخل القناة، وكذلك تقليل زمن العبور؛ مما يُسهم في زيادة الإقبال على استخدام القناة ويرفع من درجة تصنيفها.
وقد ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بهذه المناسبة كلمة تحدث فيها عن آفاق تشغيل هذه القناة وعائداتها على الاقتصاد والشعب المصري، كما شكر فيها كل من أسهم وعمل على إنجاح هذا المشروع الوطني الذي أُنجز في فترة قياسية، وذلك بحضور رؤساء وملوك وزعماء وشخصيات مهمة تمثل 121 دولة.
وأكد الرئيس حينها أن المشروع يهدف تطوير البنية الأساسية للمنطقة وربطها مع المشروعات الأخرى الجاري تنفيذها، وتنمية مناطق الإسماعيلية والقنطرة والعين السخنة، ورفع درجة الثقة في القناة كأفضل ممر ملاحي عالمي، ويساعد في نجاح مشروع التنمية قناة السويس، وإتاحة أكبر عدد من فرص العمل للشباب المصري وخلق مجتمعات عمرانية جديدة.
وتستهدف منطقة القناة إنشاء منطقة اقتصادية عالمية، وتشمل عددًا من المواني والمدن الجديدة والمراكز اللوجستية والتجارية، التي تحقق زيادة لمعدلات التبادل التجاري بين مصر وجميع دول العالم.
جاء مانشيت "الأهرام" صبيحة افتتاح قناة السويس الجديدة يوم 6 أغسطس عام 2015م كالتالي:
شمس 30 يونيو تشرق من القناة اليوم
الرئيس: الشعب صاحب الإنجاز ولم يبخل بأي شيء
800 شخصية بارزة من 121 دولة تشارك في حفل الافتتاح
"افتتاح قناة السويس الجديدة للملاحة العالمية في حفل مهيب"
الرئيس: شريان خير ورخاء للوطن والبشرية .. والمصريون قادرون على صنع المستحيل
إطلاق حزمة من المشروعات العملاقة .. ونبنى دولة مدنية حديثة
عدد الأهرام يوم 6 أغسطس عام 2015م
في اليوم التالي 7 أغسطس، صدر مانشيت الأهرام حاملاً البشرى للمصريين، كالتالي:
انتصرنا .. وسنقدم المزيد للإنسانية
افتتاح قناة السويس الجديدة للملاحة العالمية في حفل مهيب
مراسم مُبهرة في الاحتفال بالحدث التاريخي
السيسى يصطحب ممثلين عن أطياف الشعب على متن "المحروسة" .. وزعماء العالم يشاركون المصريين فرحتهم
عدد الأهرام يوم 7 أغسطس عام 2015م
وجاءت التفاصيل كالآتي..
في حفل أسطورى ضخم أعاد للأذهان ذكريات افتتاح قناة السويس عام 1869م، أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي إشارة البدء بافتتاح القناة الجديدة؛ لتضيف شريانًا جديدًا إلى حركة الملاحة العالمية، وكان الرئيس مرتديًا الزى العسكري، وكان يرافقه الفريق مهاب مميش رئيس قناة السويس وعدد من ممثلي مختلف فئات الشعب.
وأعلنت الصفحة الرسمية لقناة السويس أنها حققت زيادة القدرة التصريفية للقناة لتصل إلى 97 سفينة معيارية/ يوم، مقارنة بحوالي 77 سفينة معيارية/ يوم، قبل افتتاح القناة الجديدة، وعبور مباشر لعدد 45 سفينة في كلا الاتجاهين مع تقليل زمن العبور ليكون 11 ساعة بدلاً من 18 ساعة لقافلة الشمال، وضم قافلة الشمال الثانية إلى قافلة الشمال الأولى ليكون العبور قافلة شمال واحدة وقافلة جنوب واحده فقط.
وسمحت هيئة قناة السويس بعبور السفن حتى غاطس 66 قدما في كلا الاتجاهين، خاصة في ظل التزايد المستمر للسفن ذات الغاطس 45 قدما فأكثر، وهو ما أسهم في جذب السفن العملاقة في أسطول التجارة العالمي لعبور القناة، وتحقيق الأمان الملاحي لوجود قناة بديله تضمن عدم توقف الملاحة عند حدوث أي حادث طارئ، وتقليل عدد الانحناءات بالمجرى الملاحي للقناة، بما أدى إلى زيادة معدلات الأمان الملاحي للسفن العابرة للقناة، والحفاظ على المركز التنافسي لقناة السويس عن طريق الاستمرار في تطوير المجرى الملاحي للقناة في ظل مشاريع التطوير التي تتم في الطرق المنافسة والبديلة سواء البحرية منها أو البرية.
عدد الأهرام يوم 7 أغسطس عام 2015م ـ الصفحة الرابعة 
عدد الأهرام يوم 7 أغسطس عام 2015م ـ الصفحة السادسة