موضوعات مقترحة
حزب الله يتحدث عن بنك أهداف إسرائيلي موجع وترجيحات بـ"انتقام إيراني محدود"
أشرف أصلان:
بينما يتصاعد التوتر في الشرق الأوسط على خلفية اغتيال رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية في طهران، تتزايد نذر الحرب الشاملة ويبدو الإسرائيليون في حالة غير مسبوقة من الهلع والاضطراب خوفا من سيناريو الرعب، و تظهر علامات الاستفهام الكبرى .. كيف ستتلقى إسرائيل الضربة الانتقامية التي تقول إيران إنها ستكون جديدة؟. وبينما تتأهب إسرائيل تطلق أمريكا التحذير بعد التحذير للجميع من أن الحرب الشاملة ليست في مصلحة أحد. فهل يتفق الجميع على رد إيراني محدود للخروج من الأزمة وتجنب سيناريو الرعب؟.
وتتحدث تقارير الإعلام الإسرائيلي عن سيناريو مرعب من خلال هجوم بمسيرات وصواريخ على أهداف عسكرية بمحيط تل أبيب وحيفا، مع إمكانية شن هجوم منسق من إيران واليمن وسوريا والعراق لتحقيق أقصى تأثير.
وحسب تقرير بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية فإن حربا شاملة ستعني "دمارا على نطاق غير مسبوق في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، من شأنه أن يعطي مصطلح الحرب معنى جديدا، يكون أكثر تهديدا ورعبا بكثير مما تشهده إسرائيل في قطاع غزة".
وترجح الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية أنه بخلاف الهجمة الإيرانية السابقة في 14 أبريل الماضي، ستقوم إيران بإطلاق صواريخ باليستية وأخرى جوالة والعديد من المسيرات المفخخة على قواعد ومواقع للجيش الإسرائيلي.
بنك أهداف
وتشير توقعات وتحليلات الصحف الإسرائيلية إلى الهجمات التي قد تكون منسقة، لن تستهدف فقط هذه المرة قاعدة "نيفاتيم"، بل قد تطال بعض القواعد في وسط البلاد وجنوبها، من بينها قاعدة "سيدوت ميخا" الواقعة إلى الجنوب الغربي من تل أبيب، و"قاعدة رامون" الجوية الواقعة جنوب غرب بئر السبع، و"قاعدة رامات ديفيد"، و"قاعدة حتسور" قرب القدس، وقاعدة "حتسريم" في صحراء النقب، وقاعدة "تل نوف" الواقعة جنوبي تل أبيب.
وتستبعد صحيفة يديعوت أحرونوت أن تستهدف الضربات مراكز حضرية مثل المطارات المدنية أو تجمعات سكنية، وأن تقتصر على أهدف عسكرية واقتصادية، ويتوقعون أيضا استهداف محطات توليد الطاقة ومنشآت المياه، والموانئ البحرية التي تعتمد عليها "إسرائيل" بنسبة 90% لاستيراد البضائع وتصديرها، مثل ميناءي حيفا وأسدود، وميناء إيلات جنوبا الذي خرج عن الخدمة بفعل ضربات الحوثيين في البحر الأحمر.
ومن شأن استهداف هذه الموانئ والمرافق الحيوية، ولو بضربات محدودة أو مؤثرة ومتواصلة، أن يفاقم الوضع الصعب الذي يعيشه الاقتصاد الإسرائيلي، ويعطل حركة نقل السلع والخدمات الأساسية، بما يعنيه ذلك من ضغوط على مجتمع يعاني أصلا من ثقل التحديات والتداعيات الأمنية والاقتصادية الناجمة عن هجوم "طوفان الأقصى" والعدوان على غزة.
المسيرات والصواريخ
ويشير مركز "ألما" الإسرائيلي للبحوث الأمنية إلى احتمالات, يبدو أكثرها ترجيحا هو الهجوم المشترك بصواريخ دقيقة، وأسراب من الطائرات مسيرة على أهداف حساسة ومهمة في إسرائيل، مثل الأهداف العسكرية في قلب مدينة إسرائيلية مركزية أو منصات الغاز في المياه الاقتصادية للبحر الأبيض المتوسط، وفق تقدير المركز.
وحسب تحليل المركز الإسرائيلي فإن "مثل هذا الهجوم يمكن أن يحدث تأثيرا كبيرا ويسبب اضطرابات كبيرة في عمل دولة إسرائيل، وأن يمثل عبئا على أنظمة الدفاع الإسرائيلية، قبل أو أثناء إطلاق الصواريخ الدقيقة".
ووفقا للتقديرت الإسرائيلية فإن حزب الله يمكنه إطلاق 3 آلاف صاروخ يوميا، إذ يمتلك حاليا ترسانة تضم نحو 250 ألف رأس حربي -هناك تقديرات أخرى بامتلاكه ما بين 130 و200 ألف صاروخ- "تسمح له ضرب أهداف حيوية وقيمة في إسرائيل.
القبة الحديدية ومقلاع داود
في المقابل تعول إسرائيل على القدرات الدفاعية وأنظمة الدفاع الجوي المتطورة التي تمتلكها، مثل القبة الحديدية، ومقلاع داود، وحيتس 3، وباراك 8، والقبة الحديدية البحرية على متن سفن ساعر 6، تتخوف إسرائيل من خطة الإغراق الواسعة بالمسيرات والصواريخ، وأن يؤدي الجمع بين الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة من جبهات متعددة إلى تشتيت وإضعاف أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية وزيادة الضغط على العمق الإسرائيلي والجبهة الداخلية، وبالتالي حصول خسائر عسكرية ومادية فادحة.
ويتوقع تال باري - رئيس قسم الأبحاث في معهد ألما- عواقب وخيمة مشيرا إلى أن هناك "مئات الكيلومترات من الأنفاق تم بناؤها تحت الأرض داخل الصخور الصلبة "بما يسمح لحزب الله بتنفيذ هجمات موجعة.
كما تظهر توقعات بأن يكون الهجوم المفترض على إسرائيل خاطفا ومحدودا ويشمل منشآت عسكرية وربما اقتصادية تحقق أهداف الردع و"الثأر" معا، وفي هذا السياق يؤكد مركز ألما للبحوث الإسرائيلية أنه "ربما يختار المحور الشيعي بقيادة إيران القيام بمحاولة رد كبيرة، ولكنه قد يترك الباب مفتوحا للتراجع عن حافة حرب إقليمية شاملة.
لكن تقديرات دولية تؤكد أن لدى إسرائيل قدرات عسكرية تمكنها من الحرب على أكثر من جبهة، وهي تعتمد بالأساس على سلاح الطيران والصواريخ، لكنها قد تجد نفسها في ساحة حرب واسعة، وفي مساحة جغرافية شاسعة يصعب أن تؤثر فيها عسكريا بشكل حاسم، كما حصل في غزة ولبنان طوال الأشهر الماضية.
وغير بعيد عن المشهد تحرك حاملات الطائرات وبوارج الحرب الأمريكية نحو الشرق الأوسط للدفاع عن إسرائيل لكن الولايات المتحدة لم تترك لحظة إلا وحذرت من أن حربا إقليمية ليست في مصلحتها ولا مصلحة أحد وستكون وبالا على الجميع.