قناة السويس الجديدة.. ملحمة «العام الواحد» التي أذهلت العالم | صور

قبل 9 سنوات من اليوم، كان العالم على موعد لتلقي هدية الأرض المصرية، التي قال عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي: «وها هي مصر تقدم اليوم هديتها إلى العالم.. ليس فقط من أجل الشعب المصري ولكن من أجل الإنسانية والتنمية والبناء والتعمير»، معلنا افتتاح قناة السويس الجديدة، في السادس من أغسطس عام 2015.

شكّلت قناة السويس الجديدة خطوة على مسار تطوير البنية التحتية لمشروع التنمية العابرة للقناة؛ التي تنقل تجارة العالم، عبر قناة السويس؛ لتساعد على استيعاب الزيادة الكبيرة المتوقعة في أعداد وحمولات السفن، فجاء المشروع الذي تم إنجازه في عام واحد؛ ملحمة تؤكد قدرة المصريين على إنجاز أعظم الأعمال في وقت قياسي أذهل العالم.

أهداف إنشاء قناة السويس الجديدة

كان الهدف من حفر القناة الجديدة هو استيعاب النمو المتوقع في حجم التجارة العالمية؛ عن طريق تحقيق أكبر نسبة من الازدواجية ليساعد على تقليل زمن عبور السفن وخفض تكلفة الرحلة البحرية، علاوة على تقليل فترات توقف السفن بمناطق الانتظار، بما ينعكس على رفع درجة تصنيف المجرى، بما يقضي مبكرًا على التفكير في إنشاء قنوات بديلة بالمنطقة.

كما يهدف المشروع إلى زيادة الدخل القومي المصري من العملة الصعبة، بعد تحقيق أكبر نسبة من الازدواجية في قناة السويس؛ بتقليل زمن العبور لقافلتة الشمال ليكون 11 ساعة بدلًا من 18 ساعة؛ لينخفض على أثره زمن الانتظار للسفن العابرة، وهو ما سينعكس إيجابًا على تقليل تكلفة الرحلة البحرية لملاك السفن.

إنجاز «العام الواحد» الذي أذهل العالم

3 سنوات حددتها الخطة الزمنية لحفر قناة السويس الجديدة وبدء تشغيلها، إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان له توجيه أخر، بالانتهاء من حفر المشروع وتشغيله خلال عام واحد فقط.

حفارات وكراكات، سيارات ولودرات، أيادي عاملة ومهندسين وضباط، شكلوا خلية نحل لا تتوقف في ليل ولا نهار، لتسابق السواعد المصرية الزمن للانتهاء من المشروع في الوقت الذي حدده الرئيس، وقد كان إنجاز برهن قدرة المصريين على تحدي الصعاب، فأصبح مشروع «العام الواحد» إنجاز أذهل العالم.

تحقق ذلك الحلم الذي التف حوله المصريون بتكلفة تقديرية للمشروع بلغت 8.2 مليار دولار، تعادل –وقتها- 60 مليار جنيه، 4.2 مليار دولار لحفر القناة الجديدة و4 مليارات دولار لشق 6 أنفاق أسفل قناة السويس.

قناة السويس الجديدة مشروع مصري بامتياز

ولعل من دواعي الفخر بافتتاح قناة السويس الجديدة أن هذا المشروع القومي أنجزته السواعد المصرية بمجهود وطني خالص؛ حيث وضع تصميماته رجال قناة السويس، ونفذته سواعد وأموال أبناء هذا الشعب العظيم، بالتعاون الكامل مع رجال القوات المسلحة التي كان لها دور عظيم في تحقيق هذا الإنجاز الكبير.

تنفيذ قناة السويس الجديدة

شارك في إنجاز قناة السويس الجديدة 6 شركات أجنبية، من كبرى شركات التكريك العالمية، بطاقة بلغت 45 كراكة، تعادل 75% من طاقة التكريك العالمية التي حدثت في زمن قياسي، فكان محط أنظار العالم أجمع ومصدرا لإبهاره.

ليؤكد خطاب الرئيس مصدر الإبهار والفخر في تنفيذ القناة الجديدة: أنها «لا تكمن فقط في كونها إنجازاً هندسياً هائلاً.. ولكنها أيضا منحت المصريين الثقة.. وأكدت للعالم أجمع قدرتهم على العمل والإنجاز.. فالقناة الجديدة خطوة واحدة على طريق طويل بدأه المصريون لتحقيق آمالهم وطموحاتهم».