Close ad

عبد الله مشرف: لم أعتزل.. وكل ما قلته "كل واحد وله زمانه"| حوار

5-8-2024 | 15:16
عبد الله مشرف لم أعتزل وكل ما قلته  كل واحد وله زمانه | حوارالممثل عبد الله مشرف
رانيا نور
الشباب نقلاً عن

قضيت سنوات فى الخدمة العسكرية ورأيت الموت بعينى على الجبهة فى الإسماعيلية أيام حرب الاستنزاف

موضوعات مقترحة

بنيت سينما فى البيت وكنت أدخل أخواتى بتذاكر وأقلد لهم محمود المليجى وفريد شوقى

اعتذرت لعادل إمام بسبب محمد صبحى وبعد سنوات  طلبنى تانى وقال لي: "أنا حبيتك عشان أنت ملتزم" 

شخصية عبدالله فى ونيس كانت من اختراعى.. والناس فى الشارع عرفتنى من مسرح محمد صبحى


التمثيل عنده ليس مجرد دور يقدمه فى فيلم أو مسلسل إنما هو العصا السحرية التى حولته من طفل مشاغب يصنع سينما فى البيت ويدخل إخواته فيها بتذاكر.. الممثل الكوميدى من العيار الثقيل .. الصدفة لعبت دورا كبيرا فى حياته ورغم حجم موهبته التى لايستهان بها إلا أنه لم يصنح حوله هالة من النجومية ولم يثرثر بضجيج بلا طحين وإنما ترك أدواره وتاريخه يتحدثون عنه.. لم يظهر طوال 60سنة تمثيل فى برامج تليفزيونية ولا حوارات صحفية إلا نادرا ولكنه استجاب لنا عندما تحول الحديث لدردشة عن تاريخه.. لا يعرف الكثيرون أنه كان مجنداً بالجيش وشارك فى حرب أكتوبر 1973 وهدد بالشكوى الى السادات عندما أعطوه دوراً لا يتناسب معه.. عن كل هذا التاريخ وقبله عن خبر اعتزاله المفاجئ كانت لنا هذه الدردشة مع الفنان القدير عبدالله مشرف.


ما حقيقة خبر اعتزالك ؟
ليس حقيقياً ولا أعرف من أين أتوا بهذا الكلام فأنا كل ما قلته عندما سألنى صحفى عن سبب غيابى أن كل واحد له وقته وزمانه وإذا طلبنى أحد فأنا موجود ولكن ظهورى الآن سيكون بشكل شرفى لأن الزمن تغير وخريطة الفن والنجوم اختلفت والمرحلة الحالية للشباب الجدد أما النجوم الكبار فوجودهم أصبح نوعا من التكريم لهم على مسيرتهم الطويلة ولكنى أبدا لم أعتزل وسأظل مستعدا للتمثيل حتى آخر يوم فى عمرى.. فأنا لم أفعل شيئاً فى حياتى سوى التمثيل.


رغم تاريخك الطويل فى السينما والتليفزيون إلا أنك نادر الظهور فى أى برنامج تليفزيونى أو حوار صحفى .. فما السبب؟
تخيلى أنا بعد أكثر من 60 سنة تمثيل لم أتحدث سوى فى برنامج أو اثنين على أقصى تقدير وأعتقد أن حواراتى الصحفية تقريبا واحد فقط  وعلى ما أذكر كان بمناسبة حرب أكتوبر لأنى كنت مجنداً بالجيش وقتها وهذا الحوار هو الثانى.


معنى ذلك أنك شاركت فى حرب أكتوبر؟
لقد رأيت الموت بعينى مرات ومرات على الجبهة فى طوسون الإسماعيلية أمام القناة لأنى دخلت الجيش بعد تخرجى مباشرة في معهد الفنون المسرحية ومازلت أذكر تاريخ أول يوم تجنيد يوم 19 سبتمبر 1968 وكان المفترض أن أقضى بالجيش سنة واحدة لأنى مؤهل عال وكان كل المصريين وقتها مكسورين بسبب النكسة حتى خرج  الرئيس جمال عبد الناصر فى يوم وقال "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" وقرر مد فترة التجنيد لكل العساكر وساعتها قالوا لنا أنتوا عايزين تخرجوا من الجيش عشان المرتب فنحن سنعطيكم المرتب وكان راتب الموظف وقتها 17 جنيه وفعلا كنا نأخذ نفس المبلغ فى الجيش وبعد وفاة عبد الناصر جاء السادات وقرر ترقية المجندين المؤهلات العليا الى ضباط وكنت أنا واحد منهم ووزعت على كتيبة 168 دفاع إقليمى بمحافظة أسوان وقضيت هناك 3 سنوات حتى قامت حرب أكتوبر وكنت من المجندين الذين رأوا لقاء وزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر بالرئيس السادات فى أسوان لأنى خرجت من الجيش فى يونيو 1974 بعد قضاء 6 سنوات بالتجنيد.


بدأت حياتك كممثل فى تلك الفترة أم كان لك مشاريع أخرى؟
أنا عمرى ما كان عندى مشاريع فى حياتى إلا التمثيل فأنا من مواليد السيدة زينب ومن بداية ما وعيت على الدنيا وأنا عاشق للفن لدرجة أنى عملت سينما فى البيت وكنت أدخل إخواتى فيها بتذاكر وأقلد لهم الممثلين اللى كنت بأشوفهم فى السينما وكنت بارعا فى تقليد فريد شوقى ومحمود المليجى وشكرى سرحان وأنور وجدى وابتكرت شخصيتين لتوأم اسمهم حسن وحسانين والمدهش أنهما كانا يتحدثان بنفس الطريقة التى كنت أتحدث بها فى شخصية عبدالله التى قدمتها فى مسلسل ونيس فتلك الشخصية استدعيتها من ذاكرتى فى الطفولة وأعجب بها الأستاذ محمد صبحى وقدمت كل مواسم المسلسل بنفس الأداء.

الممثل عبد الله مشرف مع بعض النجوم


  هناك تصور عند الناس أن بدايتك كانت من خلال أدوارك مع الفنان محمد صبحى ؟
دون شك الفنان الكبير محمد صبحى له دور كبير فى حياتى فالناس عرفتنى فى الشارع من خلال مشاركتى معه فى المسرح والتليفزيون، لكن الحقيقة أنا بدأت قبل ذلك بكثير فأنا حصلت على الثانوية العامة بمعجزة عام 1964 ومرة وأنا ماشى فى شارع سليمان باشا قابلت واحد صاحبى قال لى: "أنت مش نفسك تمثل؟" قلت له ياريت وكان بيشتغل فى فندق عمر الخيام بالزمالك الذى أصبح ماريوت بعد ذلك وقال لى: "النهارده فى حفلة كبيرة فيها كل نجوم مصر تعالى معايا وكلمهم"، وفعلا ذهبت معه وقابلت الأساتذة فريد شوقى وحسن يوسف ولبنى عبد العزيز وأنيس منصور وتحدثت معهم برغبتى فى التمثيل ولكنهم لم يهتموا وخرجت مع صديقى هذا بعد الحفلة وأنا فى قمة الإحباط، وفجأة وإحنا ماشيين فى شارع المعهد السويسرى وجدنا يافطة مكتوب عليها المعهد العالى للفنون المسرحية فنظرت من خلف السور لأرى ورقة مكتوب عليها امتحان التمثيل ومكدبتش خبر من تانى يوم الساعة 8 الصبح كنت واقف على باب المعهد وكنت ناوى أدخل الامتحان بتقليد الفنانين لكن الصدفة لعبت معايا دور تانى يومها عندما قابلت طالب فى سنة تالتة نازل على السلم اسمه هناء عبد الفتاح وكان دفعة سهير المرشدى وسألنى أنا مجهز إيه فقلت له بقلد فنانين فنصحنى بتقديم دور لشخصية معروفة وذهبت معه لمبنى الإذاعة فى شارع الشريفين وكان بيشارك فى مسلسل إذاعى شهير اسمه عائلة مرزوق أفندى وأعطانى مشهد من مسرحية هاملت ونصحنى أدخل الامتحان به وكان هذا المشهد سبب نجاحى فى اختبارات المعهد سنة 1964 وكنت أنا فى سنة أولى ونور الشريف فى سنة تانية وتخرجت سنة 1968 وكنت متخيل أن أدوار البطولة فى انتظارى ولكنى لم أجد سوى أدوار بسيطة جدا فى التليفزيون فاخترت أن أركز فى مسرح الطليعة حتى قابلت الأستاذ حمدى الإبراشى وكان مساعد مخرج وحكيت له ظروفى فرشحنى لدور فى مسلسل اسمه الفتوحات الإسلامية بشخصية تدعى القائد رماح وطرت من الفرحة وقتها وتقاضيت عن هذا الدور 60 دولارا، وأعتقد أنهم كانوا وقتها أقل من 60 جنيه ولكنى فوجئت وأنا أقرأ السيناريو أن دورى لن يتعدى قائد راكب حصان يقتل بسهم فى صدره وهو يقول: "واها لريح الجنة" فقررت أن أرجع الفلوس وأرفض الدور الذى هو شبه مش موجود أصلا،  وقررت الابتعاد عن التمثيل فى التليفزيون نهائيا والتفرغ لمسرح الطليعة وبحثت عن عمل آخر كمصدر دخل أعرف أعيش منه وبدأت مساعدة شقيقى فى محل بقالة كان يمتكله وذهبت الى الأستاذ احمد عبد الحليم فى المسرح القومى وسألته وأنا أبكى هما المخرجين مش بيحبونى ليه أنا مش عايز فلوس أنا عايز دور وإلا هروح أشتكيكوا للسادات أنا حاربت فى أكتوبر 73 ومن حقى ألاقى فرصة وذهبت لحمدى الإبراشى لأرجع الأجر والسيناريو فأمتص غضبى وكان فى منتهى الأدب وأكد لى أنه يعرفنى من أيام المعهد ومؤمن بموهبتى ولكنى أتيت له بعد توزيع كل الأدوار وأمام أدبه الشديد قبلت الدور وتم تحديد موعد التصوير وطلبوا منى التواجد أمام مكتب المنتج فى السادسة صباحا وفوجئت أن المخرج نيازى مصطفى مع أن السناريو مكتوب فيه أن المخرج ممدوح مراد فسألت زميلى: هل تم تغيير المخرج لأجد نيازى مصطفى بنفسه سمع سؤالى وقالى لى: أنا مخرج المعارك الحربية فقط، وهنا لعبت الصدفة دور آخر فى حياتى عندما اعترض الممثل الذى كان سيلعب شخصية يونس المصرى على المبلغ الذى سيتقاضاه ورفض المنتج أن يدفع له ما طلبه فسحبوا منى دور القائد رماح وأعطونى دور يونس المصرى ومن هنا كانت البداية فى التليفزيون.

الممثل عبد الله مشرف مع بعض النجوم


متى بدأت تشعر أنك اخترت الطريق الصحيح وأنك أصبحت فنانا له جمهور فى الشارع ؟
بعد ما بدأت العمل مع الأستاذ محمد صبحى فقد طلبنى لأول مرة فى مسرحية تخاريف ثم أصبحت عضوا فى فرقته وشاركته بعد ذلك فى معظم أعماله المسرحية ثم كل أجزاء مسلسل ونيس.

الممثل عبد الله مشرف مع بعض النجوم


هل حقيقى أنك اعتذرت عن العمل مع عادل إمام بسبب محمد صبحى ؟
هو اعتذار غير مباشر فما حدث أنهم طلبونى فى فيلم بخيت وعديلة الجزء الأول وشعرت أن الأجر غير مناسب فسألت مدير الإنتاج إن كان ترشيحى منه أم من المخرج فقال لى: من الأستاذ عادل شخصيا فوافقت دون كلام ولكنى اشترطت عليهم الانتهاء من التصوير قبل موعد محدد لأنى فى هذا الموعد سأبدأ تصوير الجزء السادس فى ونيس فتأخر تصوير الفيلم حتى بدأت أنا دورى فى ونيس وعندما طلبونى اعتذرت بناء على شرطى فى العقد ولكنى فوجئت بعدها بكم سنة بمكالمة من الأستاذ عادل بنفسه يطلبنى فى فيلم عريس من جهة أمنية فقلت له أنا تصورت أنك زعلان منى من يوم بخيت وعديلة قال لى إزاى تقول كده اعتذارك ده معناه أنك إنسان ملتزم ومن يومها أصبحنا أصدقاء وعملت معه عدة أفلام منها بوبوس وحسن ومرقص وعريس من جهة أمنية.

الممثل عبد الله مشرف مع بعض النجوم


تجربتك مع محمود عبد العزيز وأحمد زكى.. كيف تراها ؟
من أجمل وأهم تجارب حياتى فقد قدمت مع أحمد زكى واحدا من أهم أدواره فى فيلم البيضة والحجر والهروب وكان دائما يطلب منى تقليد محمود المليجى لأنه كان يعشق تمثيله وقدمت مع محمود عبد العزيز فيلم الكيف شخصية "بيصى النكش" والفيلم ده تحديدا كان من أهم أدوارى لأن الناس كانت بتنادينى فى الشارع بالبيصى ووقتها كانت السينما فى أضعف أيامها لأن الناس كلها اتجهت للفيديو ومحدش كان بيروح سينما ويوم ما بدأنا تصوير الأستاذ على عبد الخالق قال لنا الفيلم ده اللى هيرجع الناس للسينما وفعلا كان شباك التذاكر كومبليت فى التلات حفلات.


ما الذى رآه عاطف الطيب فى ممثل كوميدى ليختاره فى دور "فرج العرسة" أحد أهم أدوار كتيبة الإعدام ؟
عاطف الطيب كان مدرسة سينما مستقلة.. كان إنسان لن يتكرر ومخرج قلما تجود السينما بمثله وأذكر أننى سألته نفس سؤالك هذا وأجابنى بأنه لم ير غيرى فى هذا الدور الخطير خاصة أننى كنت بطل الفيلم الذى يدور كله حول شخصيتى حتى فى المشاهد التى لم أظهر بها ومن شدة إتقانى للدور المشهد الذى كانوا يقتلونى كلهم فيه وأنا أقع على سلم السوبرماركت كانت السينما كلها بتصفق وأذكر أن أستاذ عاطف رفض أن كراتين بضائع السوبر ماركت التى سأقع عليها تكون فارغة وأنما تكون بضائع حقيقية لدرجة أنى أصبت بجرج عميق أثناء المشهد ولم أوقف التصوير واحتملت الألم والجرح حتى انتهاء المشهد كله وبالفعل سيبقى هذا الدور أحد أهم وأقوى أدوار حياتى.


عملت فى السنوات الأخيرة مع النجوم الشباب.. فكيف ترى الفرق بينهم وبين الأجيال التى تسبقهم؟
كل زمن وله ظروفه ومتطلباته فزمان كانت السينما وسيلة الترفيه الوحيدة وكان لها دور كبير فى التأثير على المجتمع أما الآن فالموضوع اختلف تماما ولكن سيبقى الفن دائما أحد أهم المؤثرات فى المجتمع وأنا استمتعت بالعمل مع الأجيال القديمة والجديدة ولكن يبقى للعمل مع الأساتذة محمد صبحى ونور الشريف وأحمد زكى طعما آخر.


أعتقد أنك لم تحقق ثروة من الفن.. فهل هذا صحيح ؟
أنا عمرى ما حبيت الفلوس..هى بالنسبة لى وسيلة ليس أكثر، وطول حياتى كل الفلوس اللى كنت بأخدها بأعطيها لزوجتى- الله يرحمها- وهى تتصرف حتى لما تزوجت اشترطت على زوجتى أنها ستعيش مع والدتى وأن أمى ستبقى دائما صاحبة الحق والكلمة الأولى والأخيرة ولو كل الناس قالت لى والدتك أخطأت فى حق زوجتك فستبقى أمى على حق، والحقيقة أن زوجتى كانت نعمة الزوجة لى والابنة لأمى.. ربنا يرحمهم الاتنين. 

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة