صدر العدد الأول لجريدة الأهرام في يوم السبت 5 أغسطس عام 1876م، الموافق 15 رجب سنة 1293هـ بالإسكندرية، وكانت الجريدة تصدر السبت من كل أسبوع على يد الشقيقين (سليم وبشارة تقلا)، ولها وكلاء في جميع الجهات وعددهم 22 وكيلاً في مصر والشام والعراق وتركيا.
النسخة بـ"نص فرنك"
بلغ ثمن كل نسخة من الأهرام ذات "أربع صفحات" نصف فرنك، ويتوسط "لوجو الأهرام" هرمان وفى منتصفهما أبو الهول، رابض تحت اسمها، ويعلو اسمها هلال تتوسطه نجمة ظاهرة، ويتصدر نهرها الأيمن افتتاحية العدد الأول.
اختيار اسم الأهرام
وقد رأى أصحابها أن يختاروا اسمًا يناسب ما ستكون عليها من عظمة وشموخ، وشرحوا أسباب الاختيار في عددها الأول فقالوا:"بما أننا اخترنا تسمية جريدتنا هذه باسم أعظم أثر موجود فى القطر المصرى وفى سواه أيضا، وهو "الأهرام"، رأينا من باب الإفادة أن ندرج فى كل عدد بالاستقراء تاريخ هذا الأثر نقلا عن أشهر المؤرخين المتأخرين الذين تكلموا فيه مدققين ليكون معلوما عند كثيرين الذين إلى الوقت الحاضر نظروه وسمعوا عنه، لكنهم لم يدركوا تاريخه"، ونشروا " تاريخ الأهرام بالجيزة" على مدار خمسة أعداد".
حكاية أول صورة فوتوغرافية في أرشيف الأهرام
تعد "الأهرام أول" صحيفة مصرية تنشر صورا فوتوغرافية مصاحبة لموضوع، حيث نشرت في عددها رقم 1094 بتاريخ 4 مايو سنة1881م صورة رائعة لفردينان ديليسبس في صفحتها الأولى، تحت عنوان"المسيو فردينان دى ليسبس الشهير"، والصورة توضح فردينان وقد اشتعل رأسه بالشيب، وهو جالس ويضم إلى حجره ابنته التي وضعت حجر الأساس الأول لمشروع مضيق بنما، والتي كانت في هذه الفترة تحت الحكم الإنجليزي.
وصاحبت الصورة قصة حياة المسيو فردينان ديليسبس، حيث وُلد فى 19 تموز(يوليو) سنه 1805م، وهو ابن الكونت ماتيو الذى ارسلته دولة فرنسا إلى مصر سنة 1802م وكيلاً لها بعد رجوع العساكر الفرنسوية التى استخلفها نابوليون بونبارت فصرف فيها ثلث سنوات.
وقد اعتنى هذا الرجل بتربية ولده فأرسله إلى المدارس ليتلقن العلوم، ولما بلغ أشده ٱصعده إلى مدارج السياسة، ومن ثم أرسل الى مصر برتبة ويس قنصل (وكيل قنصل) وهو في الرابعة والعشرين من عمره فصرف بهذه الوظيفة مع إدارة أشغال القنصلاتو الجنرالية نحو 8 سنين".
أول صورة في الأهرام "ماكان وما يكون"..أول رسالة لمراسلي الأهرام فى الخارج
يعتبر مؤرخو الصحافة أن الفترة من(1900-1914م) تعد من أهم الفترات في حياة "الأهرام" إدارة وتحرير، ففي القرن التاسع عشر قامت الجريدة بتعيين بعض المراسلين في الخارج، وقد زادت من عدد مراسليها في القرن العشرين فإذا هم في كل مكان في أوروبا وكان أهم المراسلين في الأستانة، وذلك للمشاكل التي كانت تتلقاها عاصمة السلطنة العثمانية في مطلع هذا القرن، وكان مراسلها في الأستانة (إبراهيم سليم)، حيث كان يقوم بإرسال رسائل غاية في الأهمية، وكان لها تأثير على الشعب؛ لما تحتويه من دقة وصراحة لذلك كانت "الأهرام" أحيانا تقوم بنشر رسائله في افتتاحيتها.
ونستعرض أول رسالة من مراسلي «الأهرام» نشرت يوم الثلاثاء 19 نوفمبر 1912:
"ما كان وما يكون"
لمراسل الأهرام الخصوصي
الأستانة 12 نوفمبر
في الواقعة العظمى التي نشبت في زا والشروع في القتال أمام حصون شاتلجه الأمامية عشرة أيام اتفقناها وأنفقها العدو بالاستعداد وسد ما تركته المدافع من الفراغ في صفوف الجنود، فقد اعترف البلغاريون بخمسة عشر الف قتيل وجريح تركوها في ساحة القتال في الوقائع التي بدأت في 29 أكتوبر – تشرين الأول- وانتهت في أول هذا الشهر ولا نبالغ كثيرا إذا أضفنا إلى أعدادهم مثلها فهم يحرصون جدا على كتم عددهم الحقيقي؛ لأنهم يعلمون أن عدد قتلاهم أقل ما يصابون به إذا عرفت حقيقته. وأعظم برهان على عظم خسائرهم هو أنهم استنجدوا بخمسة وأربعين ألف جندي صربى، ويقال أنهم ينتظرون وصولهم إلى ساحة القتال ليبدأوا فى مهاجمة حصون شاتلجة الأمامية".
العدد الأول للأهرام 
العدد الأول للأهرام