Close ad

معركة انتخابية قوية على منصب الرئيس الأمريكى.. الحزب الديمقراطى يلملم شتاته

4-8-2024 | 23:00
معركة انتخابية قوية على منصب الرئيس الأمريكى الحزب الديمقراطى يلملم شتاتههاريس وترامب
واشنطن - إيهاب عباس
الأهرام العربي نقلاً عن

أصبح المشهد السياسى الأمريكى اليوم، مهيأ فيما يبدو لمعركة انتخابية قوية على منصب الرئيس الأمريكى فى نوفمبر المقبل، فالديمقراطيون بعد أن أضاعوا وقتا كبيرا فى محاولة إقناع الرئيس جو بايدن بالانسحاب من السباق الانتخابى، ها هم اليوم يلملمون شتاتهم ويوحدون صفوفهم خلف نائبة الرئيس كامالا هاريس، التى قرروا دعمها، كى تكون بديلا لخوض الانتخابات الرئاسية، أمام الرئيس السابق والمرشح الجمهورى الحالى دونالد ترامب.

موضوعات مقترحة

طرح اسم هاريس، بديلاً لبايدن، عندما قرر الانسحاب لم يحظ بدعم على الفور، كل القيادات الديمقراطية المهمة داخل الحزب، وعلى رأسهم الرئيس الأسبق باراك أوباما، كذلك رئيسة مجلس النواب الأمريكى السابقة، نانسى بيلوسى، لكن اليوم وبعد مرور أسبوعين تقريبا استطاعت كامالا، أن تحصل على دعم كل القادة الديمقراطيين بمن فيهم أوباما وبيلوسى. وأصبح الجميع ملتفا حولها وداعما لها للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطى، بشكل رسمى خلال مؤتمر الحزب العام فى التاسع عشر من شهر أغسطس الجارى.

كذلك وبسبب تفاؤل الحزب بمرشحته الجديدة، استطاعت حملتها الانتخابية جمع تبرعات تجاوزت قيمتها مائتى مليون دولار، فى أقل من أسبوع، وهذا الرقم يعد مؤشرا قويا على أن الحزب الديمقراطى تغلب على مشاكله الداخلية، التى تزامنت ومحاولة تنحية الرئيس الحالى جو بايدن، عن خوض السباق الانتخابى الرئاسى، بسبب تخوف الحزب من عدم قدرته على هزيمة المرشح الجمهورى دونالد ترامب، بسبب ما ظهر على بايدن خلاله الأشهر الماضية، من اعتلال فى ذاكرته وتلعثم فى كلماته، ونسيانه لأسماء الأشخاص والأماكن.

انعكست هذه التطورات داخل الحزب الديمقراطى، وفى المشهد السياسى الأمريكى على نتائج استطلاعات الرأى، التى تجريها مراكز الأبحاث والقنوات التليفزيونية والصحف والمجلات الأمريكية، حيث استطاعت كامالا هاريس تقليص الفارق، الذى كان بين ترامب وبايدن من ست نقاط إلى نقطتين فقط. وفى بعض الأحيان تقلص الفارق إلى نقطة واحدة.

وبالتالى يمكننا أن نتوقع، بشكل لا ريبة فيه، أن الانتخابات الرئاسية فى نوفمبر المقبل، ستشهد صراعا قويا جدا بين المرشح الجمهورى والمرشح الديمقراطى للظفر بمنصب رئيس الولايات المتحدة، ومع ذلك فأنا شخصيا لا أعير الكثير من الاهتمام لاستطلاعات الرأى، لأنها ليست مؤشرا حقيقيا على من سيفوز بالانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة، وكلنا نتذكر أن الانتخابات الرئاسية فى عام 2016 بين ترامب وهيلارى كلينتون، كانت كل نتائج الاستطلاع خلالها، تشير إلى فوز هيلارى بمنصب الرئيس، لكن ترامب فاجأ الجميع واستطاع أن يفوز بالانتخابات الرئاسية ليصبح رئيسا للولايات المتحدة آنذاك.

ربما يتساءل البعض، لماذا استطاعت كامالا هاريس تقليص الفارق بينها، وبين ترامب فى وقت قصير بعد الإعلان عن كونها المرشحة المحتملة للحزب الديمقراطى، بدلا من الرئيس الحالى جو بايدن؟ ‏والإجابة ببساطة أنها على أقل تقدير تستطيع أن تتحدث بحضور ذهنى وكلمات مرتبة ورؤية واضحة، حتى ولو كانت تتبنى نفس البرنامج الانتخابى للرئيس بايدن. ‏

كذلك أظهرت شراسة بهجومها المضاد على ترامب، فى كل خطاباتها الانتخابية التى ألقتها على مسامع الشعب الأمريكى خلال الأسبوعين الماضيين، لتدافع من وجهة نظرها ‏عن الديمقراطية الأمريكية، وحق المرأة الأمريكية فى الإجهاض، دون أى اعتراضات قانونية أو مجتمعية، تنفى عنها هذا الحق كليا أو جزئيا.

وطبعا بما أن كامالا، من الأقليات داخل الولايات المتحدة، حيث إن والدها من جامايكا ووالدتها من أصول آسيوية - تحديدا من الهند - فإن هذا الأمر يعطيها كثيرا من القبول لدى كل الأقليات داخل الولايات المتحدة، كى تحظى بأصواتهم الانتخابية.

تأتى كل هذه التطورات لتضع ضغوطا كبيرة على حملة الرئيس السابق دونالد ترامب، حيث بدأت الحملة مباشرة فور الإعلان عن انسحاب بايدن لمصلحة هاريس، ‏بإغراق ‏القنوات التليفزيونية والمحطات الإذاعية، والمواقع المختلفة عبر الشبكة العنكبوتية، بالإعلانات المضادة لها، وكيف أنها تشكل خطرا كبيرا على الولايات المتحدة، إذا ما استكملت نفس السياسات التى يمارسها الرئيس الحالى.

على أية حال، كلنا اليوم فى الولايات المتحدة، ننتظر بفارغ الصبر أول مناظرة مرتقبة بين ترامب وهاريس، التى من المتوقع أن تجرى بين الطرفين فى شهر سبتمبر المقبل، وعندها سنعرف إلى حد بعيد ما إذا كانت نائبة الرئيس الأمريكى الحالية كامالا هاريس، تستطيع أن تكون ندا للرئيس السابق دونالد ترامب، وما إذا كانت هى الخيار الأفضل للحزب الديمقراطى، كبديل للرئيس الحالى جو بايدن.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة