Close ad

عظيمات مصر.. «سميرة موسى» أول عالمة مصرية والحلقة الأكثر دموية فى تصفية العقول العربية| صور

5-8-2024 | 10:58
عظيمات مصر ;سميرة موسى; أول عالمة مصرية والحلقة الأكثر دموية فى تصفية العقول العربية| صور سميرة موسى
أحمد عادل

مثّل اغتيالها أكثر الحلقات دموية فى سلسلة تصفية العقول العربية للحيلولة دون امتلاك أمتها سلاحاً يضمن لهم السيادة فى عالم لا يعترف إلا بالأقوياء فقط إنها عالمة الذرة المصرية سميرة موسى التى يواكب اليوم ذكرى وفاتها.

موضوعات مقترحة


سميرة موسى

النشأة والمسيرة التعليمية

وُلدت سميرة موسى ابنة قرية "سنبو الكبرى" بمركز زفتى بمحافظة الغربية فى الثالث من مارس عام 1917م، لوالد يحتل مكانة مرموقة بين أبناء قريته؛ نتيجة عمله بالتجارة، أبصرت النور لتجدها ضمن عائلة كبيرة تتكون من ستة شقيقات وأخوين .

كان والدها يؤمن بأهمية التعليم فى تشكيل شخصيات أولاده، فسعى منذ اللحظة الأولى للاستثمار فى هذا المجال، وما إن شبت سميرة حتى أبدت تفوقًا فى القراءة والكتابة، ولم تكد تنهى مسيرتها العلمية الأولية فى مدرسة قريتها سنبو الكبرى حتى حمل والدها لواء الهجرة إلى القاهرة حتى يلتحق أبناؤه بمدارس القاهرة، وبين جنبات حى الجمالية، وفى أكثر أحياء القاهرة أصالة وعراقة، نزلت الأسرة بمنطقة قصر الشوق، ورضيت بجوار الحسين - رضى الله عنه- جارًا وجوارا.


سميرة موسى

تلميذة نبوية موسى 

التحقت سميرة موسى بمدرسة قصر الشوق الابتدائية، ومدرسة الأشراف الثانوية، وتتلمذت على يد رائدة نسائية حملت بعضاً من اسمها، وأثرت كثيرًا فى مسيرة تحرير المرأة المصرية، وهى السيدة نبوية موسى - أول فتاة مصرية تحصل على البكالوريا- ، وأشهر المناضلات ضد الاستعمار وأعوانه فى المحروسة .

كان لهذه التلمذة أثرها البالغ على الصبية الصغيرة، فشبت متمسكة بكرامتها، لا تلهث وراء أموال طائلة أو عروض خيالية، مؤمنة بأن العلم ليس تجارة رخيصة تُباع وتُشترى، وأن الحرة تجوع ولا تأكل بنتاج فكرها.

أظهرت سميرة موسى نجابة علمية جعلتها محط أنظار أساتذتها، فنالت الشهادات وحصلت على الجوائز، ولعل أشهر تلك الجوائز ما قامت بها أستاذتها نبوية موسى حين أسست لها أول معمل علمى فى مدرستها، كما أنها قامت بصياغة كتاب الجبر الحكومى لتسهيل لغة الرياضيات الجافة لأقرانها من الطالبات.


سميرة موسى

في رحاب كلية العلوم والدكتور مشرفة 

وعلى الرغم من أن مجموعها فى شهادة البكالوريا "الثانوية" كان يؤهلها لدراسة الهندسة، إلا أنها أصرت على الالتحاق بكلية العلوم بالجامعة المصرية، وهناك وبين مختبرات الكلية التقت سميرة موسى بأستاذها الدكتور على مصطفى مشرفة، الذى آمن بقدراتها العلمية فتبناها علميًا وفكرياً، وشملها بدعمه وتشجيعه حتى حصلت على درجة البكالريوس من كلية العلوم، فكانت أول دفعتها، ما أهلها لتكون أول معيدة بكلية العلوم، جامعة القاهرة، برغم اعتراض الأساتذة الإنجليز آنذاك على تعيينها.


سميرة موسى

العالم يحبس أنفاسه لظهور القنبلة الذرية 

كان العالم آنذاك يجتاز مرحلة عصيبة ممثلة فى الحرب العالمية الثانية، جعلت سكانه يحبسون أنفاسهم خوفاً من فناء الدنيا نتيجة القاء بعض القنابل النووية، وحينما أصدر الرئيس الأمريكى هارى ترومان أوامرة إلقاء أول قنبلة نووية على مدينتى هيروشيما ونجازاكى كانت سميرة موسى تعكف على إنجاز كانت قد حصلت على درجة الدكتوراة عن تأثير الآشعة السينية على المواد المختلفة، وكانت قد حصلت على درجة الماجستير عن موضوع التأثير الحرارى للغازات، وسافرت إلى بريطانيا لدراسة الإشعاع النووى.


سميرة موسى

أبحاث سميرة موسى 

فى ذلك الوقت الذى شهد ميلاد جامعة الدول العربية آمنت سميرة موسى بأهمية القومية العربية، وضرورة أن يكون للمنطقة العربية سلاحها الذى يدفع عنها وساوس الاحتلال والاستعمار الذى لا يؤمن إلا بقوة السلاح، ولم يكن هناك من سلاح أمضى من الأسلحة النووية، فتوصلت إلى معادلة تمكن من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس لصناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون في متناول الجميع، ولكن لم تدون الكتب العلمية العربية الأبحاث التي توصلت إليها د. سميرة موسى.


سميرة موسى

الذرة من أجل السلام

كانت سميرة موسى تؤمن بأن السلاح النووى يمكن أن يؤدى إلى إرساء سلام الأقوياء فى المنطقة العربية دون إملاءات من الغرب، ولم يكن أدل من تأسيسها لهيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان دولة الاحتلال الإسرائيلى سيطرتها على الأراضى العربية فى فلسطين، كما دعت إلى عقد مؤتمر "الذرة من أجل السلام" الذى شارك فيه كبار علماء الذرة فى العالم آنذاك.

علاج السرطان مثل الأسبرين 

وإلى جانب هذه الرؤية للذرة ففى مسألة "الحرب والسلام"، كانت سميرة موسى تسعى لاستخدام الذرة فى المجالات الطبية مثل علاج السرطان وغيره من الأمراض المستعصية، حيث كانت تقول: «أمنيتي أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الأسبرين».

صاحبة المواهب المتعددة 

عُرفت الدكتورة سميرة موسى بمواهبها المتعددة، فأدمنت قراء الكتب حتى كونت مكتبة ضخمة تم إهداؤها للمركز القومى للبحوث بعد وفاتها، وأجادت العزف على العود وكتابة النوت الموسيقية، والنسج والتريكو، بالإضافة إلى شغفها بالتصوير، وكانت لها مبادراتها الاجتماعية الكبرى مثل محو الأمية فى الريف المصرى، وايواء المشردين فى الشوارع.

وفاة الأستاذ

شكّل يوم السادس عشر من يناير عام 1950م  ضربة موجعة لسميرة موسى حين توفى أستاذها على مصطفى مشرفة بشكل مفاجئ، وعلى الرغم من الأمر بدا وكأنه أزمة قلبية مفاجئة، إلا أن أصابع الاتهام كانت تشير إلى ضلوع الموساد الإسرائيلى فى عملية اغتياله؛ للحيلولة دون انتشار مجهوداته العلمية، وخاصة فيما يتصل بأبحاث الذرة.


سميرة موسى


راجت الأبحاث العلمية التى كانت تجريها سميرة موسى، ما جعلها على رأس قائمة العقول العربية التى فُرض عليها خياران لا ثلث لهما، إما أن ترضى بالتجنيد والعمالة، وإما أن تموت بلا رحمة ليقبع معها حصاد فكرها فى قعر قبرها.

ابنة جمهورية زفتى ترفض المغريات 

استجابت الدكتورة سميرة إلى دعوة للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1952، حيث أتيحت لها الفرصة لإجراء أبحاث في معامل جامعة سانت لويس بولاية ميسوري الأمريكية، وتلقت عروضاً للبقاء هناك لكن ابنة الغربية رفضت الانحياز للغرب، فقد فاتهم أنها ابنة "جمهورية زفتى" ذلك المركز الذى كوّن جمهورية مستقلة عن الاستعمار البريطانى لا يمكن أن تكون عميلة لأية قوة خارجية.

تشير أصابع الاتهام إلى دور كبير للممثلة اليهودية المشهورة راقية إبراهيم إبان فترة الأربعينيات، والتى هاجرت إلى إسرائيل فيما بعد التخلص من سميرة موسى، حيث كانت تجمعهما صداقة وطيدة، وقد دلت الموساد على أبحاث سميرة موسى ونواياها الساعية لامتلاك مصر للقنبلة الذرية.


سميرة موسى

حادث مدبر يشير لأصابع الموساد 

وقبل عودتها إلى مصر بأيام كتبت سميرة إلى والدها رسالة روت له فيها ما شاهدته من مفاعلات وتجارب، وأكدت له حرصها على اسداء خدمات جليلة لبلدها مصر، وقبل سفرها بيوم استجابت لدعوة زيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 15 أغسطس عام 1952، وفى أثناء عودتها من تلك الزيارة، وبين الوديان السحيقة لصحراء كاليفورنيا، كان قرار الموساد بالتخلص من سميرة موسى قد اتخذ ولا ينقص غير التنفيذ، فالعرب لابد ألا يحصلوا على هذه الأسلحة النوعية فى فترة مبكرة من مهد الصراع العربى - الإسرائيلى.

انحدرت السيارة بسرعة جنونية، وفى طريقها للسقوط، وعلى عادة عملاء المخابرات، قفز سائق السيارة - صديقها الهندى- لتهوى بها السيارة فى عمق منحدر جبلى لتموت سميرة موسى، وليختفى سائق السيارة إلى الأبد، وقد كشفت التحقيقات أن السائق كان يحمل اسمًا مستعارًا، وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها.

حصلت سميرة موسى على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1981م فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، وبقيت ذكراها حاضرة بحياة قصيرة ومسيرة علمية أطول عمرًا فى دنيا العلوم، لتضع نفسها ضمن مصاف العباقرة.

سميرة موسى

سميرة موسى

سميرة موسى
 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: