Close ad

صاحب الألف مقال.. "زكي مبارك" شاعر الأزهر المشاغب ومُصحح أخطاء المستشرقين| صور

5-8-2024 | 10:34
صاحب الألف مقال  زكي مبارك  شاعر الأزهر المشاغب ومُصحح أخطاء المستشرقين| صور زكي مبارك
فاطمة عمارة

وصف أحمد لطفي السيد أسلوبه فقال:"بطيء الحركة إلى حد الجمود وهو يجر كلامه بتثاقل وإبطاء"، إنه شاعر الأزهر المٌشاغب، أيقونة الأدب المصري، الدكتور زكي مبارك.

موضوعات مقترحة

في رحاب الأزهر والجامعة المصرية 

 وُلد محمد زكي عبد السلام مبارك في 5 أغسطس عام 1892م بقرية سنتريس في محافظة المنوفية لعائلة ميسورة، التحق بكُتاب القرية لتعلم مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن وأتمه في سن السابعة عشرة، عمل مع الفلاحين وحفظ 30 ألف بيت من الشعر العربي، انضم إلى الأزهر الشريف عام 1908م، انضم إلى جمعية أدبية للخطابة في الأزهر عام 1915م، وتعلم اللغة الفرنسية حتى أجادها، حصل على شهادة الأهلية منه في عام 1916م، ثم التحق بكلية الآداب بالجامعة المصرية وحصل منها على درجة الليسانس عام 1921م، وخرج على رأس مظاهرات ثورة 1919م مرتديًا الملابس الأزهرية، وقُبض عليه ولم يُفرج عنه إلا بعد أن كتب إقرارًا بعدم الاشتغال بالسياسة.


زكي مبارك طالبا في الأزهر

الالتحاق بالسربون

أكمل دراساته العليا، وتقدم برساله بعنوان (الأخلاق عند الغزالي) ونال الدكتوراه عام 1924م، وهاجمها بعض العلماء في جريدتي "المقطم" و"الأهرام"، حيث اعتبروها تطاولًا على علامة الإسلام، عُين معيدًا بالجامعة عام 1925م، ثم سافر على نفقته الخاصة إلى باريس، والتحق بمدرسة اللغات الشرقية بجامعة السربون وحصل على الدبلوم منها في 1931م، ثم حصل على دكتوراه ثانية عن رسالته (النثر الفني في القرن الرابع الهجري) وعارض أساتذته هناك بما فيهم المشرف عليه وقال جملته المشهورة "جئت لأصحح أغلاط المستشرقين". 


زكي مبارك في فترة الشباب

التلميذ المشاغب

تتلمذ في عام 1914م على يد الشيخ سيد على المرصفي، ثم د. طه حسين بالجامعة، وعُرف عنه أنه تلميذ مشاغب يكثر من مناقشته ومجادلته لأساتذته، بدأ يكتب في الصحف بدءًا من 1914م ووقع باسم "الفتى الأزهري" وعمل في جريدة الأفكار التابعة للجزب الوطنى وتدرج فيها حتى تولى رئاسة تحريرها، واستمر فيها حتى بعد تحولها إلى وفدية في 1921م بعد اتفاق عبد العزيز الصوفاني مع عبد القادر حمزة، وعمل في البلاغ منذ صدورها في عام 1923 واستمر على علاقة بها أثناء وجوده في باريس، وبعد عودته نشر مقالات في الادب العربي، وكانت صفحته فيها بعنوان (الحديث ذو شجون) وخاض على صفحتها الكثير من المعارك الأدبية مع عميد الأدب العربي، عباس العقاد، والمازني، سلامة موسي، أحمد شوقي، أحمد أمين، مصطفي صادق الرافعي، وغيرهم.


زكي مبارك وصداقة لا تنتهي مع الكتب

الدكتوراه الثالثة 

عاد من باريس ليبدأ إعداد رسالة الدكتوراه الثالثة بعنوان (التصوف الإسلامي) وحصل عليها من الجامعة المصرية الجديدة في عام 1937م، انتدب في نفس العام لدار المعلمين العليا (كلية التربية) في بغداد، بعد أن فُصل من الجامعة وتحويله إلى التفتيش في المدارس الأجنبية، كما عمل بالجامعة الأمريكية، وحرص بعد الدكتوراه الثالثة على أن يتحدث عن نفسه بعبارة "الدكاترة زكي مبارك" مما دفع البعض لقول إنه (مُعجب بذاته يمتدح نفسه ويقلل من شأن الآخرين).


زكي مبارك وصداقة لا تنتهي مع الكتب

المعارك الأدبية 

لم يتقلد أي مناصب بسبب تلك المعارك وتفضيله الابتعاد عن التيارات الحزبية التي لها ميول للقصر الملكي أو الاحتلال البريطاني، وبسبب قلمه الذي طاح به في الجميع سقط في امتحان الليسانس مرتين على يد د. طه حسين، وطًرد من عمله مرتين مرة على يد محمد حسن العشماوي والثانية على يدعبد الرازق السنهوري، ولم يثنيه كل هذا عن طريقة أو يدفعه إلى تغير أسلوبه، بل كان دائماً يبحث عن خصوم ليدخل معهم في جولات ينتصر فيها، ومنهم أحمد شوقي، سلامة موسي، العقاد، لطفي جمعة، وأحمد حسن الزيات، مصطفي صادق الرافعى، أحمد زكي باشا، والمازني وغيرهم فلم يسلم منه أو من قلمه أحد من معاصريه، حتى إنه كتب مخاطباً وزير المعارف إسماعيل المعارف (لن أطيع أمرك، إلا يوم يقوم الدليل على أنك وزير فقد أسلمت أمور الوزارة إلى قباني بلا ميزان).

حصل على وسام الرافدين من العراق عام 1947م، كتب 45 كتابًا منها:"عبقرية الشريف الرضي، ألحان الخلود، العشاق الثلاثة"، ورواية واحدة "دموع العشاق"، وكتابان باللغة الفرنسية، إلى جانب ألف مقال متنوع بالصحف، توفي في 23 يناير 1952م بعد ساعات قليلة من سقوطه في شارع عماد الدين وشُق رأسه ودفن في مسقط رأسه.


زكي مبارك

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة