يعتبر دير تل أم عامر أو دير القديس هيلاريون، أحد أهم المواقع الأثرية التي تقع وسط قطاع غزة بفلسطين في مكان يُسمى "خربة أم عامر" أو "أم التوت"، حيث أدرجت لجنة التراث العالمي التابعة للأمم المتحدة، الموقع التراثي "تل أم عامر" في قطاع غزة، والمعروف بـ"دير القديس هيلاريون" ضمن قائمة التراث العالمي؛ لحمايته من التهديدات التي يتعرض لها جراء الصراع المستمر في القطاع من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
موضوعات مقترحة
الدير الوحيد في فلسطين
بدوره يقول الخبير الأثري الدكتور شريف شعبان في تصريح لـ"بوابة الأهرام"، إن دير تل عامر، هو الدير الأثري الوحيد المتبقي في فلسطين، حيث يعود تاريخه إلى حوالي ما قبل 17 قرنًا من الزمان، ويسجّل قصة راهب فلسطيني عاش المطاردة خارج فلسطين ودُفن في هذا الدير.
وقد اكتشف الدير عام 1993م بالصُدفة وحوّله جيش الاحتلال إلى ثكنة عسكرية، وفي عام 1994م مع قدوم السلطة الفلسطينية إلى غزة، بدأ العمل مع خبراء فرنسيين في الموقع.
ويوضح شريف شعبان، إن الدير يحوي من الجهة الشمالية مجموعة غرف كانت مُخصصة لإيواء الطلاب والنُزلاء الذين كانوا يقصدون "هيلاريون" لتعليمهم الدين المسيحي، أما الجهة الجنوبية فتحتوي على غرف بُنيت أرضيتها بشكل كامل من الفسيفساء، وكانت مخصصة لاستقبال ضيوف القديس من طبقة رجال الدين والرهبان.
ومن أجمل ما عُثر عليه بالدير بقايا تابوت القديس "هيلاريون" وحوض تعميد ولوحات فسيفسائية، وغرفة مخصصة لصُنع النبيذ، وبركة لتربية الأسماك، إلا أن السلطات الإسرائيلية كعادتها قد سرقت الكثير من آثار الدير، ونقلتها إلى متحف "بروك لوفير" في تل أبيب.
جرائم الاحتلال
وللأسف الشديد دُمر الدير خلال ضربة نفذتها القوات الجوية الإسرائيلية خلال شهر نوفمبر 2023م على جنوب مدينة غزة، وفي ديسمبر 2023م منحت منظمة اليونسكو "حماية معزّزة مؤقتة" لدير القديس هيلاريون في قطاع غزة، وهو أعلى مستوى من الحصانة ضد الهجمات التي حدّدتها اتفاقية لاهاي عام 1954م.
ورغم ذلك ذلك بعد تعرّض الموقع لأضرار خلال الحرب على غزة، حيث تقدّم الوفد الدائم لدولة فلسطين لدى اليونسكو بطلب حماية الموقع، الذي تُشرف عليه وزارة السياحة والآثار الفلسطينية.
وفي 26 يوليو 2024 أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" دير القديس "هيلاريون" في قطاع غزة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي المعرض للخطر.
ويضيف شعبان، أن صاحب الدير أو القديس "هلاريون" هو قديس فلسطيني ولد في غزة في أم التوت عام 291م، وهو أول راهب فلسطيني، وأول من أسس جمعية للرهبان، أرسله والده للإسكندرية ليتعلّم اللغة اليونانية والدين المسيحي، وهناك التقى بالقديس المصري أنطونيوس الكبير، وحين عودته أسس مدرسة وكنيسة وأول جمعية للرهبان، لكنه سرعان ما هرب إلى قبرص مع تلاميذه، بعدما وصل إلى الحكم الإمبراطور الروماني جوليان، الذي ارتد عن المسيحية، وبدأ باضطهاد الرهبان وتلامذتهم، ومات القديس هيلاريون في قبرص.
دير القديس هلاريون في غزة
دير القديس هلاريون في غزة
دير القديس هلاريون في غزة
دير القديس هلاريون في غزة
دير القديس هلاريون في غزة
دير القديس هلاريون في غزة
دير القديس هلاريون في غزة
دير القديس هلاريون في غزة