لتصبح أكثر نضجًا عاطفيًا.. عليك أن تتعلم قبول نقد الآخرين بسهولة

في مسيرة الحياة، يواجه كل شخص منا حتمًا النقد، يصاحبه شعور بالألم، الأمر الذي يؤدي إلى توتر العلاقات بين الأشخاص، حتى بين المقربين.

ولتصبح شخصًا أكثر نضجًا عاطفيًا، عليك أن تتعلم قبول أي نقد بسهولة أكبر. ففي بعض الأحيان نسمع تعليقات وانتقادات ليس فقط من الأشخاص الذين نعرفهم جيدًا والمقربين منا، ولكن أيضًا من المارة العشوائيين أو الأشخاص البعيدين أو الجيران، فقد يدلون بتعليقات سيئة أو يلقون النقد دون التفكير في ما سيشعر به الشخص الآخر.

فإذا كنت تريد البدء في قبول النقد بسهولة أكبر، فيجب أن تتعلم كيفية تحديد مصدر النقد  وأهميته لك، لذا، إذا كان هناك شخص لا تعرفه يحاول إثارة غضبك، فإن أفضل شيء يمكنك فعله هو تجاهله، لكن في بعض الأحيان يكون من المفيد التفكير في كلمات أحبائك الذين يتمنون لك الأفضل فقط.

في هذا السياق نشر موقع "هيرون"، تقريراً عن كيفية التعامل مع الانتقادات من الآخرين.

لا تحاول إقناع الحاسد الحاقد

عندما نواجه انتقادات، هناك رغبة في إثبات شخص ما أنه مخطئ والتأثير على رأيه. ولكن في معظم الحالات يكون هذا صعبًا للغاية وغير ناجح. وخاصة إذا كان الناقد يفعل ذلك حسدا أو حقدا.فبدلًا من محاولة إقناع الناقد، يمكنك الرد على نقده  بابتسامة خفيفة والقول بنبرة هادئة أنك لا تحتاج إلى نصيحة أو موافقة على رأيك .

تعلم كيفية الاستفادة من النقد

إن القدرة على قبول النقد البناء بشكل مناسب وسهل سيساعدك على تغيير حياتك نحو الأفضل. من خلال تحليل رأي ونصائح شخص مقرب منك، سوف تتعمق في القضية التي تقلقك وستكون قادرًا على النظر إلى الوضع من زاوية مختلفة.

ولكي يكون التفكير ناجحا، تحتاج إلى إتقان عدة خيارات لتحليل المشكلات.

طريقة "لماذا"على سبيل المثال، تشير طريقة "لماذا" إلى أنه من أجل حل المشكلة، يجب تقسيمها إلى عدة أجزاء صغيرة.

جوهر هذه الطريقة هو تحديد المشكلة في بضع كلمات على ورقة فارغة. ثم عليك أن تفكر في سبب ظهور هذه المشكلة بالضبط وتدوين الأسباب الرئيسية لها.

عندما تكتب جميع الأسباب، اطرح السؤال "لماذا؟" واستمر حتى تتمكن من تحديد الأسباب  المسبقة لظهور  المشكلة.

لكي تكون طريقة تحليل المشكلة فعالة، عليك أن تحاول الإجابة على جميع الأسئلة بصدق.

التحول من العواطف إلى الحقائق

عند مواجهة النقد، يعاني الكثير من الأشخاص من انزعاج كبير. وهذا يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لهم للسيطرة على عواطفهم والتفكير بهدوء. لكن أولئك الذين يريدون تعلم كيفية الرد بسهولة أكبر على التعليقات يحتاجون إلى تطوير التفكير التحليلي والتحول من العواطف إلى الحقائق.

على سبيل المثال، إذا قمت بتسليم مشروعك التالي، وانتقده العميل، فبدلاً من الانفعال والإثبات له أنك قمت بعمل عالي الجودة، حاول أن تفعل شيئًا مختلفًا. يمكنك أخذ استراحة قصيرة ثم العودة إلى العميل بأسئلة محددة ومعرفة ما لا يناسبه بالضبط في العمل وكيف يود رؤية المشروع. بهذه الطريقة ستظهر احترافيتك وأنك مستعد للرد فقط على النقد البناء.

قم بتحليل سبب الانتقادات بالضبط

إن الرغبة في الحصول على تقدير كبير وناجح في المجتمع أمر طبيعي تمامًا لأي شخص. لذلك تعتبر القدرة على الرد بهدوء على النقد فنًا حقيقيًا. ومن أجل إتقانها، عليك أن تتعلم تحليل السبب الدقيق لانتقاد شخص آخر لك.

على سبيل المثال، إذا انتقد صاحب العمل عملك، فأنت بحاجة إلى فهم المشكلة بالضبط. ربما تكون جودة عملك قد تدهورت بالفعل ويخشى رئيسك من أن يؤثر ذلك على صورة الشركة ودخلها.

من خلال تعلم كيفية التعرف على دوافع الآخرين لنقدك، يمكنك حماية نفسك من الأشخاص غير المرغوب فيهم والتركيز على التواصل مع أولئك الذين يلتزمون بالتعاون والصداقة.

حارب الرغبة في أن تكون مثاليًا

إن الرغبة غير الصحيّة في البقاء مثاليًا في أي موقف تجعلك غير مستقر عاطفياً وتحرمك من القدرة على تقييم الواقع بشكل مناسب.

فإذا أدركت أن لديك رغبة طبيعية في أن تكون مثاليًا خالصاً، فابدأ في محاربتها. تذكر أن كل شخص لديه الحق في ارتكاب خطأ ومن الطبيعي أن يكون هناك أشخاص من حولك يمكنهم تقديم النصائح الجيدة لك أو إرشادك إذا ارتكبت خطأ.