Close ad

مدير المحاصيل السكرية: القصب «شتلاً» توفير للمياه واكتفاء من السكر

4-8-2024 | 14:40
مدير المحاصيل السكرية القصب ;شتلاً; توفير للمياه واكتفاء من السكرد.أيمن العش
فريد همودي تصوير: عمر العربي
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن

600 ألف فدان قصب بالشتل تتفوق على ضعف الناتج من الطريقة التقليدية

السكر سلعة استراتيجية والوصول للاكتفاء الذاتى أمن قومى، ورغم أن القصب والبنجر محاصيل أساسية لإنتاج السكر فى مصر. فضلاًعن صناعات تكميلية عديدة تعظم من العائد الاقتصادى لهذيْن المحصوليْن المهميْن، لكن مع ذلك مازالت هناك فجوة فى إنتاج السكر، ومشروع استخدام شتلات القصب؛ خطوة لتقليل الفجوة، وأيضاً ترشيد استهلاك المياه والأسمدة.

ومن خلال هذا الحوار مع الأستاذ الدكتور أيمن حسنى العش مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية بمركز البحوث الزراعية، نتعرف على حجم فجوة السكر فى مصر، والتحديات التى تواجه الإنتاج من القصب والبنجر، وأهم الجهود لتقليل الفجوة، ومدى مساهمة تجربة زراعة القصب بالشتلات فى تحقيق الاكتفاء الذاتى.

* ما حجم فجوة السكر فى مصر؟

نستهلك 3.2 مليون طن، وننتج نحو 1.6 مليون طن سكر، ونسد الفجوة من خلال الاستيراد.

* كم تبلغ إنتاجية الفدان، والمساحات المزروعة من القصب والبنجر؟

تتراوح إنتاجية فدان القصب من 30 إلى 32 طناً، وتصل المساحة المزروعة لنحو 340 ألف فدان، ويتم توريد إنتاجية من 220 إلى 250 ألف فدان لصناعة السكر، وفارق الزراعة والتوريد يذهب للتقاوى، وإنتاج العسل الأسود، وللاستهلاك الطازج وللعصارات «محال عصير القصب»، وينتج فدان القصب نحو 3.5 طن سكر.

أما البنجر فـ 80% من المساحة المزروعة فى الأراضى القديمة «أراضى الدلتا» ومتوسط إنتاجية الفدان تتراوح من 20 إلى 22 طن للفدان، والـ20 % من الأراضى المستصلحة حديثاً، ومتوسط إنتاجية هذه الأراضى من 30 إلى 32 طناً للفدان، ونسبة السكر التى تستخلص من هذه الكمية تتراوح من 12.5 إلى 13.5 % أى أن الفدان ينتج نحو 2.3 طن سكر، والمساحة المزروعة من البنجرىتتراوح من 500 إلى 600 ألف فدان حسب تنافسيتها مع القمح.

*ما المساحات التى يجب زراعتها حتى نصل للاكتفاء الذاتى من السكر؟

إذا تمت زراعة 600 ألف فدان قصب بطريقة الشتلات ووصلنا إلى إنتاج 60 طناً من الفدان سوف نصل للاكتفاء الذاتى، وحجم الإنتاج يصل لـ 3.2 مليون طن سكر، أما بالمتوسط الحالى لإنتاج الفدان الذى يصل لـ 31 طناً نحتاج زراعة 1.1 مليون فدان قصب.

ونحتاج زراعة مليون و800 ألف فدان بنجر حتى نصل للاكتفاء الذاتى من السكر.

* ما هو الأعلى إنتاجاً القصب أم البنجر؟

متوسط إنتاج السكر من طن البنجر يصل لـ13% ، أما متوسط إنتاج السكر من طن القصب يصل لـ10.5% هذا من ناحية استخلاص السكر، أما متوسط حجم الإنتاج من فدان البنجر يصل لـ 21 طناً، ومتوسط إنتاج فدان القصب يصل لـ 31 طناً، فضلاً عن الطريقة الحديثة فى زراعة القصب بواسطة الشتلات يصل متوسط إنتاج الفدان لـ 57 طناً.

* أين وصلت جهود المعهد لزيادة إنتاجية القصب؟

نعمل على هذا من خلال مشروع استخدام شتلات القصب، حتى تتم زيادة الكثافة النباتية فى الحقول، وأيضاً ترشيد استهلاك المياه والأسمدة.

والإنتاجية الرأسية بأسلوب الشتل تتراوح من 55 إلى 60 طناً للفدان، وفى هذه الحالة يصل إنتاج فدان القصب لـ 5.5 طن سكر، وهذا فرق كبير نحقق من خلاله زيادة تتجاوز 80% ، فضلاً عن أنها تستهلك مياهاً وأسمدة وعمالة أقل، ولدينا الآن محطتان لشتلات القصب، الأولى تم تشغيلها هذا العام وتبلغ الطاقة الإنتاجية لها 15 مليون شتلة، أى أنها تغطى 2100 فدان فى السنة، وبما أن القصب يمكث فى الأرض لمدة خمس سنوات، فإن هذه المحطة تخدم نحو 10500 فدان، وتوجد محطة أكبر منها تبلغ الطاقة الإنتاجية لها 80 مليون شتلة تغطى 11200 فدان فى السنة، وهذه المحطة تخدم 60 ألف فدان، وهذه المحطات التى نستخدم فيها نظام الشتلات تمكننا من تقليل التقاوى بنسبة تتراوح من 70 إلى 80%، حيث إن زراعة فدان قصب فى الطريقة التقليدية كان يحتاج من 6 إلى 8 أطنان، لكن بنظام الشتلات نحتاج طناً واحداً، وبهذا نوفر نحو 6 أطنان يتم توجيهها لمصانع إنتاج السكر، وإذا تم تعميم مشروع الشتلات على مستوى مناطق إنتاج قصب السكر، يوفر فى التقاوى فقط 300 ألف طن قصب يوجه للمصانع، وهذه الكمية تنتج نحو 30 ألف طن سكر يتم طرحها فى السوق وتقلل الفاتورة الاستيرادية، وعند رفع إنتاجية الفدان باستخدام الشتل سوف يتم رفع إنتاجية الـ 250 ألف فدان لتتراوح من 14 إلى 16 مليون طن قصب التى تنتج من 1.4 إلى 1.6 مليون طن سكر، وعندما نصل لهذه الإنتاجية بجانب ما ينتجه البنجرالذى يصل لـ 1.5 مليون طن سكر نكون حققنا الاكتفاء الذاتى.

* ما الأهمية الاقتصادية لزراعة القصب فى الصعيد؟ وهل هناك محاصيل بديلة يمكن اللجوء إليها فى حال عدم زراعته؟

تجود زراعة القصب فى جنوب الصعيد، لأنه يزدهر فى درجات الحرارة المرتفعة، ويمكن زراعة القصب فى الشمال، حيث هناك مساحات مزروعة فى محافظة دمياط، ولكن قصب الصعيد أكثر طولاً وسُمكاً، وبه نسبة عالية من السكر ويكون قابلاً للتبلور، أما قصب دمياط يكون عود القصب أخف وبه نسبة عالية من السكر وغير قابل للتبلور، أى يعطينا مولاس بنسبة كبيرة وتكون نسبة السكر المبلورة نحو 6%، لأن درجات الحرارة المعتدلة والبرودة تزيد من معدلات السكريات المختزلة داخل عود القصب، وكلما زادت معدلات هذه السكريات تمنع السكر من التبلور.

والتركيب المحصولى والاجتماعى فى صعيد مصر مختلف، والمزارع الصعيدى تعود على زراعة ودخل هذا المحصول، كما أن التركيب المحصولى محدود فى صعيد مصر بسبب الارتفاع فى درجات الحرارة، وبالتالى يلجأ المزارع إلى زراعة محصول لا يحتاج خدمة كثيرة، ولا يحتاج الوجود الدائم فى الحقل، ولذلك كانت زراعة القصب هى الأقرب والمناسبة لهم، وهناك محاصيل أخرى مثل الذرة الشامية والذرة الرفيعة، وبعض المحاصيل الأخرى لكن العائد المادى لها أقل من القصب.

* ما حجم الاستهلاك المائى لكل من فدان القصب والبنجر وأيهما أقل تكلفة؟

 عمر محصول القصب فى الأرض يصل لـ 12 شهر، أما البنجر من 6 إلى 7 شهور، وطبيعة الزراعة مختلفة، حيث إن القصب يزرع بطريقة الغرس، ويكسر وينبت من جديد، ويستمر على هذا الحال لمدة خمس سنوات، وهنا تكون تكلفة الزراعة لمرة واحدة كل خمس سنوات، أما البنجر يتم زراعته كل موسم، حيث إن السكر يكون فى الجذر، وبالتالى يتم اقتلاعه، أما المخصصات المائية فى حالة الرى بالغمر تختلف من شخص لآخر، فهناك من يحرص علي تسليك الخطوط ورى الحقل حسب الحاجة ويقفل المياه، وهناك من لا يسلك الخطوط ويروى الحقل وينتظر حتى تعلو فيه الماء وهنا يكون الاستهلاك أكبر، أما الرى بالطرق الحديثة فهى توفر فى كميات المياه، وتصلح فى القصب والبنجر.

*هل يمكن إنتاج تقاوى البنجر فى مصر؟

يجود البنجر فى المناطق الشمالية لمصر من المنيا حتى الإسكندرية، ولايجود فى جنوب الصعيد لأنه محصول أوروبى يحتاج إلى المناطق الباردة.

والبنجر محصول ثلاثى الكربون، يتم إنتاجه فى بعض مناطق أوروبا التى تقع بين خطىْ 40 /43 شمالاً، وهذه أفضل منطقة وأكثرها إنتاجاً للتقاوى، وبها أكثر نسبة حيوية للبذور«نسبة الإنبات»، حيث تتم زراعة البنجر، وعندما يبدأ موسم الثلج، تظل الجذور فى درجة حرارة منخفضة لمدة ثلاثة أشهر، بعدها يأتى الربيع وبعد ذوبان الثلج، يبدأ الجذر فى النشاط مرة أخرى، وينتج نموات خضرية وبعدها ينتج الحامل الزهرى وبعدها البذرة، أما فى مصر ليس لدينا الظروف المناسبة لإنتاج تقاوى البنجر، حيث إنه نبات ثنائى الحول مثل البصل، ولاتتوافر هذه الظروف فى مصر، وهناك بعض التجارب التى تتم فى مصر لإنتاج تقاوى البنجر، وتصل هذه التجارب لمرحلة النجاح عندما تصل لإنتاج البذرة التجارى حتى تكون اقتصاديتها مناسبة للمزارع.

* هل هناك تحديات تواجه إنتاج السكر فى مصر؟

القمح محصول منافس للبنجر، وعند إعلان سعر للقمح أكبر من سعر البنجر تزداد مساحات القمح على حساب البنجر.

كما هناك منافسة داخلية فى القصب نتيجة لاستخدماته المتعددة، ويتجه المزارع لبيعه لافضل سعر حسب اتجاه السوق، والذى قد يكون لصالح عصارات استخلاص العسل الأسود أولاً استخلاص العصير.

* للقصب منتجات ثانوية متعددة كيف نستفيد منها لتحقيق أعلى عائد؟

القصب له العديد من المنتجات الثانوية، تصل لـ30 منتجاً أولها فى الحقل بداية من وقت الكسر وهو "الزعزوعة أو القلوح" وأغلب صعيد مصر يستخدمه فى تغذية الماشية، وبعض المزارعين يستخدمون «القلوح» كأجرة للعامل.

 وبعد هذه المرحلة يتم إنتاج السكر، والتى ينتج عنها منتجان آخران وهما «الباجاس والمولاس»، والباجاس يستخدم فى إحماء المراجل التى يتم خلى عصير القصب حتى يتم تركيزه، ويستخدم أيضاً فى صناعة الورق، والخشب الحبيبى، كما يستخدم فى صناعة علف الحيوان، أما المولاس فينتج منه العسل الأسود، ومنتج آخر يستخدم كخليط مع الأعلاف أو التبن الحيوانى لزيادة اللبن عند الماشية، ومصانع الخميرة تعتمد على المولاس فى إنتاج الخميرة، ويصنع منه أيضاً الكحول، ومن الكحول نحصل على الخل، كما تقوم صناعات مهمة أيضاً على الكحول، حيث يستخدم فى التعقيم، وفى صناعة العطور والكولونيا، ويمكن إنتاج الآسيتون «مادة مذيبة» من الكحول والخل؛ تستخدم فى مواد الدهانات.

*هل توجد صناعات تكاملية من البنجر؟

يتم إنتاج السكر من نبات البنجر، وبعد هذه المرحلة ينتج التفل والمولاس، وغالباً يتم تصدير نسبة كبيرة من تفل البنجر، حيث يستخدم كأعلاف حيوانية، أما المولاس فيتم تصدير نسبة كبيرة منه لاستخلاص الكحول (والذى يتم استخلاصه فى مصر من مصانع السكر والصناعات التكاملية) أما مصانع البنجر لاستخلاص السكر فقط، ولا توجد بها صناعات تكاملية.

* من وجهة نظرك ما أفضل المواقع للتوسع فى زراعة قصب السكر للوصول للاكتفاء الذاتى؟

من المتوقع فى ظل التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، التى نشهدها أن ينتهى عصر زراعة بعض المحاصيل، وانضمام أخرى تنضم للخريطة الزراعية فى مصر، وتوجد محاصيل تسمى برباعية الكربون تزدهر مع ارتفاع الحرارة وشدة الإضاءة نهاراً وانخفاض الحرارة ليلاً مثل القصب، والذرة، والذرة السكرية، نجد أنه كلما اقتربنا من خط الاستواء جنوباً تزداد إنتاجية القصب، لذلك أرى أن الامتداد الجنوبى لمصر هو الأفضل لزراعة محصول القصب، والمكان الأفضل هو توشكى، التى تتميز بقربها من الماء وأرضها البكر، وأيضاً مساحتها الكبيرة، التى يمكن أن تزرع عليها كثير من النباتات، وتستخدم فيها الطرق والميكنة الحديثة التى توفر الجهد والمال، ونستطيع أن نزرع محصولاً واحداً وتتم متابعته بشكل مميز حتى نصل به إلى أعلى إنتاجية، لأن تكلفة الإنتاج فى الحيازات الصغيرة مكلفة جداً مقارنة بالمساحات الكبيرة، وقد جربنا زراعة القصب فى توشكى وكان المحصول جيد جداً، وعند زراعته بطريقة الشتل، واستخدام شبكات المياه، والميكنة الحديثة سيزيد الإنتاج من وحدة المساحة مقارنة بالحيازات الصغيرة، كما أن زراعة مساحات كبيرة ستوفر كميات كبيرة من الأعلاف، حيث إن الفدان الواحد يعطى مخلفات من 6 إلى 8 أطنان تصلح لتكون علفاً للحيوان، ومن الممكن إنشاء مزارع إنتاج حيوانى من تربية ماشية تكون متأقلمة مع هذا الجو مثل الماشية فى السودان أو الصومال، للاستفادة من أعلاف مخلفات القصب، وهذه فكرة يمكن تطبيقها بعد إجراء دراسة اقتصادية صحيحة لنجاح المشروع.

* هل يمكن تحميل محاصيل أخرى على القصب المزروع بطريقة الشتل بالشتل؟

تبدو الزراعة بالشتل كأنها مرسومة هندسياً، حيث مسافات الخطوط فى الطريقة التقليدية على 80 سنتيمتراً، أما فى طريقة الزراعة بالشتل على 150 سنتيمتراً، وهذا يسمح أن ندخل محصولاً تحميلاً على القصب (فى بداية عمره)، ويكون قصير العمر من 3 إلى 4 شهور لحصاد المحصول قبل ارتفاع القصب، ويمكن زراعة محاصيل زيتية، أو خضر، أو بصل، أو ثوم، أو فول الصويا، أو القمح، حيث إنه هناك تجربة ناجحة فى الهند، وتوجد تجربة نتفق عليها مع بعض المزارعين لزراعة النباتات الطبية والعطرية فى المنطقة التى بين الخطوط للاستفادة من إنتاجها، وتكون أيضاً مكافحة للحشائش، وممكن زراعة محصول بقولى يفيد نبات القصب، حيث إننا فى هذه الحالة نثبت نيتروجين فى التربة والقصب يستفيد منه، وطريقة الرى تحدد نوع محصول التحميل، هل يكون محصول الخط الواحد أم محصول المصطبة كاملة؟.

كلمات البحث
الأكثر قراءة