تشهد حفلات التخرج الجامعية في مصر ظاهرة جديدة مثيرة للجدل، ألا وهي رقص الخريجين بشكلٍ لافتٍ، خاصةً الفتيات، على أنغام الموسيقى الصاخبة. وتباينت الآراء حول هذه الظاهرة، بين مؤيدٍ يراها تعبيرًا طبيعيًا عن الفرح والسعادة، ومعارضٍ يرى فيها سلوكًا غير لائقٍ وخروجًا عن الأعراف والتقاليد.
ويرى مؤيدو الرقص أنه ببساطة تعبيرٌ عفويٌّ عن مشاعر الفرح والسعادة الغامرة التي تُسيطر على الخريجين بعد سنواتٍ من الجهد والتعب، وأنها فرصة للتواصل والتفاعل بين الخريجين، وخلق ذكرياتٍ جميلةٍ تُخلّد في الذاكرة، وأنها للبعض أيضًا وسيلة للتعبير عن الذات والحرية الشخصية، بعيدًا عن قيود المجتمع.
ولكن على الجانب الآخر، هناك من يرى أنه يُخالف بعض العادات والتقاليد المُجتمعية، خاصةً في الثقافات المُحافظة، وأن هذا الأمر يُمثّل خروجًا عن السلوكيات المُعتادة في مثل هذه المناسبات الرسمية.
كما يُخشى البعض أن يُشتِّت الرقص الانتباه عن قيمة الحفل وهدفه الأساسي، وهو تكريم الخريجين وتقدير جهودهم، فضلا عن أنّ الرقص قد يُسيء البعض استخدامه للترويج لسلوكياتٍ غير مرغوبٍ فيها، أو قد يُؤدّي إلى تصرفاتٍ غير لائقة.
وسط هذا الجدل المثار، لابد من توعية الطلاب بأهمية احترام خصوصية الآخرين والالتزام بضوابط اللباس والسلوكيات المُناسبة، والتأكيد دومًا على تعزيز قيم الاحترام والتقدير للمكانة العلمية وللمناسبة الرسمية، بالإضافة إلى وضع ضوابط واضحة من قبل إدارة الجامعة تُنظم عملية الرقص في الحفلات، مع مراعاة حرية التعبير واحترام القيم والعادات.
وأخيرًا، أرى أن ظاهرة الرقص في حفلات التخرج تُلقي الضوء على التغيّرات الثقافية والمجتمعية التي تُواجهها الأجيال الجديدة، لذا لابد من إيجاد حلولٍ مُتوازنةٍ لهذه الظاهرة تتطلّب حوارًا مفتوحًا بين مختلف أطراف المجتمع، بما في ذلك الطلاب والجامعات وأولياء الأمور، لضمان الاحتفال بالإنجاز بطريقةٍ تُعبّر عن الفرح والسعادة، مع احترام القيم والعادات والتقاليد.